جبر شعث، شاعر فلسطيني يقيم في غزة. صدر له: ألف باء، شعر،وزارة الثقافة الفلسطينية 2003،آثام بيضاء ،شعر،مركز أغاريت الثقافي رام الله 2008، كأني أنا ،شعر، دار ميم للنشر بالجزائر 2010 ،سيرة ضالة،شعر، وزارة الثقافة الجزائرية وبيت الشعر الفلسطيني 2012 . ماذا تكتب الآن ..؟ أكتب نصاً طويلاً بعنوان « في انتظار عودة الخيول « هو نص جزائري بامتياز كونه اختمار لانطباعاتي ومشاهداتي واندهاشاتي وصدماتي خلال زيارتي الأخيرة للجزائر . إلى أي حد يسعفك هذا الفصل في الكتابة ..؟ ليس هناك شرط زمني أو مكاني للكتابة, فالكتابة تأتي، دون سابق إنذار، في أي زمن وفي أي وقت ، لكن شهوتي الكتابية تبدأ في التململ في الخريف، كإشارة إلى قيامتها الكاملة في الشتاء. أي فصل من فصول السنة يلهمك أكثر.. ؟ إنني لا أطمئن «لمقولة الإلهام « في التجربة الشعرية ؛ كونها تحيل إلى سياق غيبي . ولكن مجاراة للسؤال، فالشتاء هو فصل الخصب الشعري لدي، ومجال الكتابة الحيوي . أي شعور يعتريك وأنت تنهي نصك ..؟ أشعر حين انتهاء النص، ككتابة أولية، بأنني خارج من فعل إنساني لذيذ، أو عائد من سفر طويل مرهق ... أشعر بفرح آني، كفرح طفل يلعب بلعبة ليست له ، وبرضا كذاك الرضا الذي تشعر به امرأة أمام مرآة تدرك أنها تخدعها . وأنت تكتب هل تستحضر المتلقي ..؟ غالباً، نعم ولكن ليس ذلك المتلقي القشري السطحي الذي يطرب للإنشاء، ويطمئن لكل نص لا ينقر عقله ، ولا يَحْتَفِرْ له نهراً في وعيه ولا وعيه على السواء. أستحضر المتلقي في سياق تذوقي تفاعلي، كخالق ثان للنص، ومنتج له ضمن رؤية نقدية متناسلة التأويلات . هل تمارس نوعاً من الرقابة على ذاتك وأنت تكتب..؟ بالتأكيد لا، وان شعرت بذلك للحظة أهدي ما كتبت لفرامة الورق أو لسلة المحذوفات. إلى أي حد تعتبر الكتابة مهمة في حياتك ..؟ الحياة كما أراها، رحلة سيزيفية عبثية من سفح الجبل إلى قمته ، والكتابة مهمة في حياتي بالقدر الذي تشعرني فيه بإنسانيتي . الكتابة ما تعريفك لها ..؟ الكتابة محاولات -في الغالب - تخفق في تثبيت الصخرة في السفح أو إقعادها على القمة، أو حتى تعليقها في المنتصف. هي محاولة للخلاص الفردي، كمقدمة للخلاص الجمعي. هي عملية حيوية بؤرتها الذات وفضاؤها الكون كله. إلى أي حد أنت راض عما كتبت.. ؟ القلق والنزق كصفتين متلازمتين متعاقبتين عندي، تجعلني في تأفف دائم، ولذلك تشكل عندي حالة اللارضا القاعدة الذهبية ، تجاه معظم ما أنجزت من كتابة . عادة هل تعيد قراءة ما كتبت قبل اتخاذك قرار النشر..؟ النشر مغرٍ للمبدع ومُنْتَظَرٌ من قبل المتلقي ، إلا أن محاذيره أكبر وأخطر مما يريد المبدع والمتلقي ، انه ينطوي على مسؤولية وخاصة في زمن النشر الالكتروني السهل والسريع. لذلك أنا مقل في النشر ، ورغبتي عنه أكبر من رغبتي فيه . وإذا ما قررت النشر فإنني أنظر إلى النص المراد نشره كنص جديد ، يحتاج إلى إعادة قراءة وتدقيق ، وإذا رأيت أنه لا يستأهل النشر فلا أتردد في حذفه.