على هامش فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون المنظم حاليا بالعاصمة التونسية، عقدت الثلاثاء، ندوة دولية حول موضوع «الإذاعة عام 2020» بمشاركة خبراء في مجال الإعلام والاتصال من عدة بلدان عربية وأجنبية من بينها المغرب. وتناول المشاركون في هذا اللقاء عدة محاور حول مكانة الإذاعة في المشهد الاتصالي الجديد وقدرتها على الاستفادة من الثورة التكنولوجية الحديثة والتأقلم مع العالم الرقمي من أجل كسب رهانات المستقبل. كما سلط عدد من المتدخلين الضوء على التحديات التي تواجهها الإذاعة في شكلها التقليدي بعد أن ظلت لعقود عديدة أحد المصادر الأساسية للخبر والمعرفة والترفيه، مستعرضين في هذا السياق التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال ومتسائلين عن مدى قدرة الإذاعة على مواكبة ذلك. وفي هذا السياق تطرق مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، صلاح الدين معاوي إلى التطور الهائل الذي شهده مجال الاتصال الجماهيري في عصر الرقمنة التي بلغت أوج ازدهارها، وتساءل عن مدى قدرة الإذاعة على مواكبة هذا التطور بعد أن ظلت لفترة طوية تعتبر وسيلة الإعلام الأكثر انتشارا وقربا من مشاغل المستمع ومن أقل وسائل الاتصال كلفة. من جهته اعتبر الخبير الإعلامي المصري، محمد مرعي في مداخلة بعنوان «مكانة الإذاعة في المشهد الاتصالي الجديد: عوامل الثبات ومؤشرات الانتقال»، أن الإذاعة بدأ نجمها في الأفول مع ظهور التلفزيون في أواسط القرن الماضي، بعد أن عاشت عصرها الذهبي وبقيت لمدة طويلة الوسيلة التثقيفية الأكثر رواجا. وأضاف أن الثورة الاتصالية التي شهدها العالم وانتشار تكنولوجيا الاتصال الحديثة، أصبح يهدد من جديد وبكل قوة مكانة الاذاعة لدى المتلقي، وقال إن المبتكرات المتسارعة على مستوى تكنولوجيا الاتصال قضت على قدر كبير من إشعاع الإذاعة، مما أصبح يهدد قدرتها على الاستمرار كأول وسيلة اتصالية. وأوضح أن الجمهور المتلقي للاذاعة، خاصة فئة الشباب أصبح في تناقص مستمر مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت والهواتف الذكية وما يطلق عليها «الإعلام البديل». غير أنه خلص إلى التأكيد على أن «الراديو ولد ليبقى»، مستشهدا في ذلك بأن الناس اعتقدوا، لدى ظهور الراديو أول مرة، أنه سيكون قاهرا للصحافة المكتوبة وكذلك الأمر لدى ظهور التلفزيون، غير أن هذه الوسائل الاتصالية الثلاث نمت وتطورت معا. من جانبه اعتبر الخبير الإعلامي السوداني، عباس مصطفى صادق في مداخلة حول موضوع «الإذاعة والاندماج في الإعلام الجديد» أن الراديو أصبح مع التطور التكنولوجي «وسيلة للاتصال التفاعلي متعدد الاتجاهات، تساعد على ترسخ العلاقة الحميمة بين المخاطب والمستمع ويتحول فيها المتابع إلى مشارك في البرامج». وقال إن القائمين على الإذاعة مطالبون بمواكبة التطور الذي تعرفه تكنولوجيا الاتصال وعالم الرقمنة لكي تندمج الاذاعة في العالم الرقمي مما يمكنها من الانتشار وتغطية مجال جغرافي أوسع على مستوى البث الاذاعي. أما الخبيرة الإذاعية البلغارية، نتاليا إليافا والمسؤولة باتحاد الإذاعات الآسيوية، فقد دعت، في مداخلة لها حول التطورات التكنولوجية وانعكاساتها على مستقبل الإذاعة، إلى تكثيف تواجد أجهزة الإذاعة على محامل حديثة ومختلفة تساعد على استمرارها وانتشار الخدمات الإذاعية، معتبرة أن المحافظة على المستمعين تتطلب بالضرورة تطوير البرامج وتنويعها وجعلها تعكس مشاغلهم. وقالت إن جمهور «إذاعة 2020» سوف لن يكون جمهورا تقليديا، وإنما سيكون جمهورا له متطلبات جديدة يرغب في الاستماع إلى برامج جديدة تعكس تطلعاته وتلبي أذواقه.