عمر متوسط القامة لكنه مرفوع الهامة عمر قوي الأفكار إنه عاشق الأنوار **************** بنجلون التضحية البطولة والندية بنجلون الصرامة دفاعا عن الكرامة **************** عمر مكافح مناضل متسامح آية في البساطة وحب الدعابة **************** بنجلون خلف القضبان شامخ كالبنيان مثال للصمود ورمز للخلود **************** كره الانجراف لأنه ضد الانحراف عشق المقاومة ورفض المساومة **************** ناصر التقدمية دافع عن الحرية آمن بالديمقراطية خدمة للوطنية **************** بنجلون الشهيد عمودك نشيد أنت الألق وأنت الأصدق **************** قيمتك لا تقبل الدحض لأن جرأتك أصدح أجدت الإبداع ورفضت الانصياع **************** ورقتك التنظيمية أساس الدينامية أجبت الجدية والدقة المتناهية **************** أنت أصيل وعملك جليل تقبل روح النقد ودائما على العهد **************** عمر سمفونية النضال ومربي الأجيال عمر يحب الحياة رغم حدة المعاناة **************** اغتالتك الرجعية من كل الأنواع إنها هزيمة فكرية للجبناء الرعاع **************** عمر فجر عمر نصر عمر فخر عمر عُمَرٌ يمكن ارجاع الامر الى عدة عوامل من بينها: - استمرار التأثير الإعلامي على المواطنين من خلال ما يتم تناقله اليوم خصوصا على « الجزيرة» التي أصبح الدرع الاعلامي لحركة الإخوان المسلمين في العالم العربي، التي تعرف مشاهدة و تتبع اعلاميا كبيرا، حيث أصبحت تؤثر في الرأي العام العربي، و منه المغربي و حولته رهينة لديها، تسوق له النموذج « التركي» كنموذج بديل عن النماذج التي عاشتها بلدان العالم العربي، و المتتبع للتغطية التي تنظمها هاته القناة للاستفتاء على الدستور المصري مثلا، فإننا سنجدها تقوم بدعاية كبيرة لدستور « مرسي» و دفعت المواطنين المصريين الى المشاركة و التصويت الايجابي عليه، انه تأثير لا يمكن للمشاهد المغربي أن يكون استثناء منه خصوصا أمام فشل باقي النماذج الأخرى في الحصول على أدرع إعلامية حقيقية قادرة على النفاذ للمجتمع العربي/ المغربي و تنويره بالشكل الذي يجعله جد واع بخطورة المنزلق التي تسير فيه المنطقة، خاصة و أن ما يحدث اليوم في سوريا من تقتيل يجعل من الخيار « الإسلامي» بالنسبة للمواطنين عامل «استقرار» و «وحدة». - لا بد من الإقرار بان أكثر العوامل التي ساعدت العدالة و التنمية على استمرارها كقوة حزبية، هي أداته التنظيمية التي جعلته في منأى عن التجاذبات التي تعرفها باقي الأحزاب السياسية الأخرى، مما أعطى صورة « ايجابية» لدى المواطنين و جعلته يظهر بمظهر الحزب القوي، القادر على تدبير خلافاته بشكل « ديموقراطي»، أمام ما تشهده باقي الأحزاب السياسية من صراعات عند كل استحقاق تشهده سواء كان مؤتمرا « وطنيا/محليا» او كان أثناء فترة الإعداد للوائح الانتخابية، فكثيرا ما تشهد أغلبية الأحزاب صراعات « عنيفة» لا تظل منحصرة في البيت الداخلي بل تتحول الى مادة دسمة للمواطنين و للإعلام....بالتالي بينما يكون هذا الحزب يخطو بثبات نحو الفوز، تكون باقي الأحزاب ماتزال في مرحلة الطعن، و الطعن المضاد....مما ينهكها حتى قبل الوصول للاستحقاق التنظيمي او الانتخابي. - ان بنية العدالة و التنمية بما هي في الأصل حركة تنهل من مرجعية سيد قطب و الإخوان المسلمين فإنها تعتمد على استراتيجية تجعلها في علاقتها بالمواطنين في منأى عن أي تأثير تدبيري قد يكون سلبي، فالملاحظة الأكثر تسجيلا على طريقة اشتغال العدالة و التنمية و الإخوان المسلمين هو تركيزها على الجانب الاجتماعي من خلال تقديم المساعدات الاجتماعية المباشرة للمواطنين، من هبات و صدقات، و دعم مادي للفئات المعوزة اثناء الأفراح كما العزاء....مما يجعلهم قادرين على خلق شبكة من « الزبونية» لا علاقة لها بتدبير الشأن العام، بل لها علاقة مباشرة بالمساعدات الاجتماعية التي يتم تقديمها لهم في جل المناسبات، هاته العلاقات التي لا يتأثر موقفها بموقع العدالة و التنمية ,سواء كان في المعارضة أو في الحكومة، بل مرتبط بتلك « المعونات» و بالخدمات الاجتماعية التي أحيانا لا تقدمها لهم الدولة، فيصبحون بذلك مشكلين لبنية تكون بديلة عن الدولة، و تشكل لهم الملاذ الأول و الأخير في مواجهة الاكراهات الاجتماعية التي يعيش فيها المواطن بل يكون أحيانا قادر على تبرير جل القرارات اللاشعبية التي تتخذها الحكومة و التي يكون هو المتضرر المباشر منها، كما حدث مع الزيادة في البنزين و في الاسعار. - الجانب الدعوي، و هو الجانب المخفي في هاته اللحظة السياسية التي تمر منها العدالة و التنمية، الا أنه يظل أهم جانب يلعب به اخوان البيجيدي للتأثير على المواطنين و الذي أصبحت حركة التوحيد و الاصلاح ، و هو الدور شبيه و قريب من الدور الذي تقوم به حركة « الاخوان المسلمين» في مصر الدرع الدعوي للرئيس المصري و الذي تعتبر المرجع الاساسي الذي يعود اليه مرسي الرئيس المصري في كل القضايا التي تهم مستقبل مصر السياسي، ان هذا الجانب و ما يوفره من امكانية لاختراق جل الأسرة المغربية بمختلف شرائحها الاجتماعية و الفئوية يجعلها تحت تأثير مباشر لها بخطاب تتلقاه يوميا في الإعلام « اقرأ» مثلا، و بالمساجد من خلال استمرار بعض « الفقهاء» في إصدار فتاوي خدمة لمشروع العدالة و التنمية الديني/ السياسي... اننا هنا أمام حالة ايديولوجية يتم فيها السيطرة على المواطنين بخطاب ديني/ اخلاقي يجعلهم يحسون بكون العدالة و التنمية هو الحزب القادر على حماية « هويتهم المهددة» من «الغرب و العلمانيين»، و أن هناك من يريد تفكيك أسرهم و بث الانحلال داخلها..... و هذا تتبعه الجميع في خطاب بنكيران, خصوصا إبان الحملة الانتخابية الجزئية بطنجة، و ما يتم تسجيله يوميا في أحداث متفرقة لكنها تصب في اتجاه واحد، تجعل من المواطن المغربي يشعر و كأنه مهدد في هويته و في دينه» كما حدث مع الصحفي البشير الغزيوي، و الهجوم المتكرر على الفنانين و أعمالهم المسرحية....» ثم تظهر العدالة و التنمية بمظهر المدافع عن القيم و الدين....انها حالة نفسية يتم خلقها لدى المواطنين للسيطرة عليهم، تلغي العقل، و تجعل من البيجيدي هو المنقذ و الباعث على الاطمئنان و السكينة امام الفوضى التي يعيش فيها. - ضعف القطب الحداثي، و التقدمي بالمغرب الذي من كان منتظرا منه ان يدافع عن قيم المواطنة الكاملة، و المساواة، و غيرها من القيم الكونية المرتبطة بحقوق الانسان..... و هو ضعف ناتج عن عدم قدرته على اختراق المجتمع المغربي بخطاب سلس، سهل، مقبول، نتيجة تضخم « الاديولوجيا» لديه و كذا لحالة الانقسام الموجودة داخله التي تجعل من العدالة و التنمية هي القوة الوحيدة المنظمة، و ما زاد من هاته الحالة هي تموقع التقدم و الاشتراكية الى جانب العدالة و التنمية داخل موقع تدبير الشأن العام، مع العلم أن رئيس الحكومة و فريقه يشتغلون بمنطق يخدم مشروعهم « الديني، المحافظ»، أمام مجتمع تخترقه التيارات المحافظة و تجعله تحت تأثيرها الإيديولوجي. ما تم تقديمه أعلاه هو محاولة لفهم هذا التناقض الموجود اليوم، الذي يثير الانتباه بشكل قوي، فالعدالة و التنمية مازالت تحافظ على قوتها «الانتخابية»، رغم تحملها لمسؤولية تدبير الشأن العام طيلة السنة الماضية، و التي لم تقدم خلالها أي اجراء اجتماعي قد يبرر استمرار هذه القوة، بل كل ما قامت به يعتبر ضربا للقدرة الشرائية للمواطنين، و تزكية لاستمرار الفساد بدل محاربته كما وعدوا بذلك.