«الريش بلاد الأمان» .. هكذا كان يطلق على المدينة الى وقت قريب، أما اليوم ، وحسب الساكنة، لم يعد الأمر كما كان، فالمدينة أضحت مرتعا خصبا لانتشار الجريمة بجميع أنواعها ، من الاعتداء على المارة وسلب ممتلكاتهم بالقوة الى السطو على المنازل والدكاكين في مختلف أحياء المدينة. وضع لا تحسد عليه مدينة الريش البعيدة عن الرشيدية بستين كلم الى الشمال، حيث السكان أصبحوا قلقين و متخوفين من الارتفاع المثير للعمل الإجرامي في بلدة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها الخمسين ألفا، جلهم قرويون ينحدرون من مرتفعات الأطلس الكبير الشرقي. السرقة مع سبق الإصرار و الترصد والسطو على ممتلكات الغير حتى في واضحة النهار، اعتراض سبيل المارة، مظاهر أرعبت السكان وتحولت إلى كابوس أجبروا على معايشته كل يوم وليلة، لتوالي أنباء وحكايات لأنواع السلب والنهب التي تقترف هنا و هناك. هاجس انعدام الأمن ببلدة الريش المتمثل في السرقات ، و السطو على المحلات التجارية و منازل المواطنين واعتراض سبيل المارة بشكل مخيف، ظلت دوافعه غير معروفة لدى السكان ، ما دفع بعدد من المهتمين من المجتمع المدني ومشرفين على موقع الكتروني محلي الى القيام ببحث ميداني حول الظاهرة الخطيرة، فتبين للوهلة الأولى أن السرقات المنتشرة تعود الى ظاهرة الهجرة القروية والتهجير الممنهج من البوادي الى مدينة الريش، بإيعاز من جهات «تمتهن السياسة الفاسدة بتواطؤ مع بعض رجال السلطة» ، لاستعمال «المهجرين» في الاستحقاقات الانتخابية ، للتصويت على «مافيا الانتخابات» المعروفة في بلدة الريش. فاعلون جمعويون من البلدة، أكدوا كذلك أن الظاهرة ، يرجع استفحالها الى القيم الأسروية و المؤسسات التعليمية ، التي تراجعت أدوارها الحقيقية المتسمة بنشر وإرشاد و تخليق و توجيه الأبناء و التلاميذ الى الوجهة الصحيحة، التي تنفعهم في مسارهم دون الزج بهم في شوارع المدينة بدون غاية مفيدة. بعض سكان مدينة الريش، كما جاء على لسانهم ، حملوا المسؤولية لرجال الأمن بالبلدة ، وذلك لتقاعسهم في المهمة المنوطة بهم، لضعف دوريات الحراسة والحملات التمشيطية التي تقام من حين لآخر، و رغم ذلك ، يضيف هؤلاء، فالسرقات والسطو واعتراض سبيل المارة في تزايد، خاصة في أحياء بوليلي و أمازيرن. مشاكل السرقات و السطو التي تنخر مجتمع مدينة الريش هذه الأيام ، أرجعها أحد المتتبعين للشأن المحلي بالريش الى قلة العنصر البشري في إدارة الأمن بالمدينة ، ما جعل هذه الآفة تطفو على السطح، ما يفرض، يضيف المتتبعون، على المسؤولين الإقليميين و المركزيين التدخل على الخط قبل فوات الأوان، للزيادة في الموارد البشرية الأمنية والمعدات اللازمة للسيطرة على الوضع الخطير و الذي أصبح حديث السكان يوميا.