{ ماذا تكتب الآن..؟ أنهيت للتو نصا شعريا بعنوان الساحرة، واشتغل في وقت الفراغ القليل على نص ثان منذ أسابيع، بعدما أنهيت مراجعة مجموعتي الشعرية الثالثة التي ستصدر ضمن منشورات وزارة الثقافة بعنوان «رماد اليقين» التي كتب تقديمها الصديق عبد الجليل الأزدي. { إلى أي حد يسعفك هذا الفصل في الكتابة..؟ تعرف أن الشعر لا يأتيني مطاوعا، فهو يرفض الأوامر والتعليمات، إنه حساس جدا من المواعيد والأجندات، لأنه يخاف على حريته، وطلاقته التي تشبه الريح، لذلك من الصعب أن أتحدث عن فصل بعينه يسعفني في الكتابة. { أي فصل من فصول السنة يلهمك أكثر..؟ يمكن أن أذكر هنا فصل الربيع الذي يكون ملهما أحيانا، لكن هذا المعطى نسبي للغاية، فالقصيدة تفاجئك في كل مرة بتمنعها عن الخضوع لأية أعراف أو تقاليد أو قيود. { أي شعور يعتريك عندما تنهي نصك..؟ شعور مفعم بالنشوة والبهجة، كأنما تخلصت من جبل على كاهلي، شعور يؤكد لي أولا أنه ما زال بإمكاني أن أتصيد نصا شعريا هاربا وزئبقيا ومتمردا إلى أبعد الحدود بعد طول انتظار وترقب. { وأنت تكتب هل تستحضر المتلقي..؟ من الصعب القول بأنني أستحضر المتلقي وأنا ألهت وراء نص شعري هارب ومشاغب، لكن حضور المتلقي يضل ضمنيا في المرحلة الأولى لكتابة ذلك النص، بينما يكون حضوره بارزا عند الاشتغال على الكتابة الأولى. { هل تمارس نوعا من الرقابة على ذاتك وأنت تكتب..؟ بالنسبة للشعر ليس بوسعي ممارسة أية رقابة حتى لو حاولت ذلك، لأن ذلك النص المتمنع الذي أجري وراءه أحيانا لشهور يتوفر على نوع من الاستقلالية حتى وهو يعكس أحاسيسي ومشاغلي العميقة، بل يمكن القول أن أهمية الكتابة الشعرية تكمن في توفرها على آليات حصانة ضد أية رقابة، وهنا يكمن تميزها. { إلى أي حد تعتبر الكتابة مهمة في حياتك..؟ يمكن أن أقول دون تردد أن كتابة الشعر بالخصوص هي أهم شيء في حياتي، حتى لو كان الشعر في عصرنا مهجورا ومنبوذا. { الكتابة..ما تعريفك لها..؟ الكتابة هي تحقيق وجود موازي وبديل لهذا الوجود القلق والمتردي. { إلى أي حد أنت راض عما كتبت..؟ لم أرضى أبدا عما أكتب، وأنا هنا أتفق مع صديقي الشاعر عبد العاطي جميل في اعتبار النصوص الشعرية تبقى دائما مجرد مسودات قابلة في أي وقت للحذف والتشطيب والإضافة والتغيير والتمزيق أيضا. { عادة هل تعيد قراءة ما كتبت قبل اتخاذك لقرار النشر..؟ بالطبع، لأنه لا يمكن الاستهتار بمسؤولية الكتابة وتقديم أي شيء للنشر، فضلا عن كون اعتبار النص الشعري مجرد مسودة كما ذكرت من قبل يجعله قابلا لإعادة القراءة والمراجعة حتى بعد نشره وليس فقط قبل النشر، أنه نص لا يكتمل أبدا.