في سابقة هي الأولى من نوعها تتمثل في استصدار قرار بهدم إحدى المؤسسات التعليمية الابتدائية المتواجدة بقلب مدينة إنزكان بجانب محور طرقي، وكانت هاته المؤسسة قد أسالت لعاب الكثير من سماسرة العقار ولوبيات الوساطة، منذ إنشاء العمالة ، حيث كان أول عامل للاقليم قد انكب على كيفية تصفية هاته المعلمة التربوية لصالح أحد أباطرة العقار بالاقليم ، وبعد فشله في استصدار قرار نزع هذه المعلمة من الجهات الوصية ، تكررت العملية من جديد مع عامل الإقليم الثاني، وبتنسيق مع نائب الوزارة آنذاك، حيث استطاع أن يقيم خطة لإرضاء الجهة الوصية والطرف الثاني ،وذلك بتعويض يتمثل في بناء مؤسستين تعليميتين مقابل الحصول على تفويت العقار مما أدى إلى انتفاضة رجال ونساء التعليم ضد تلك المؤامرة التي تسعى الى إقبار المعلمة التربوية ، واستطاع رجال ونساء التعليم بواسطة وحدتهم وتوحدهم، إجهاض خطة تحويل هذا العقار التربوي الى ناد لأسرة التربية والتعليم، وبعد مرور سنوات على هذا القرار جاءت المؤامرة الثالثة وهاته المرة بصيغة «هدم» بدعوى انها مهددة بالسقوط، والحقيقة ان المؤسسة فارغة ولا تستغل وحتى الاقامة السكنية غير مستغلة من اي طرف بشكل رسمي، والبناء قوي وصلب وليس فيه ما يهدد السلامة والحماية البشرية، وكانت بعض الاصوات التربوية تطالب من قبل بتحويل هاته المؤسسة الى متحف تربوي او اعادة بنائها لتكون مركبا سوسيو تربويا تستفيد منه كافة فئات المجتمع التربوي والمدرسي بالاقليم وبغيره، وبدعم من مؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم والتي عبرت غير ما مرة عن رغبتها في تسلم العقار ومن ثم تحويله الى فضاء تربوي يقدم خدمات اجتماعية وتربوية لكافة رجال ونساء التعليم وشركائها، ولم لا تسليمه او تفويته ان اقتضى الامر الى مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية ، لكن سماسرة ولوبيات العقار بانزكان ، مازالوا يهرولون وراء اقتناء وتفويت هذا العقار الاستراتيجي الذي يسيل لعاب الجميع ، خصوصا بعد تفويت عدد من المساحات المهمة بفعل تآمر وصمت السلطات الاقليمية والجماعية ! واذا كان قرار الهدم يرى ان من المصلحة الاجتماعية هدم هاته المعلمة التربوية، فأين هي السلطات من أجل إنقاذ حي بكامله مهدد بالسقوط في أية لحظة وهو حي «اسايس» وحي»المخازنية القديم» و»القيادة القديمة» ، كل هاته الاماكن تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة ساكنة المدينة؟ فلم الصمت المطبق عن ذلك؟ ولم التركيز على مدرسة ابتدائية تعد الاولى بالاقليم او بالجهة بكاملها»مدرسة الفضيلة» والتي كانت آنذاك خاصة بالبنات؟ إذا كان نساء ورجال التعليم قد انتفضوا ضد العامل السابق ومن معه، وضد ممثل الوزارة وأنصاره، فإنهم الآن مستعدون اكثر لمواجهة عملية الاعتداء على هاته المعلمة التربوية والتي تشكل جزءا من ذاكرة المدينة.