دعاعبد السلام لعزيز, الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي, إلى فتح حوار جاد ومسؤول وهادف بين كل التنظيمات اليسارية الوطنية لبلورة مشروع مجتمعي واضح المعالم والأهداف . وقال لعزيز, خلال افتتاح المؤتمر الوطني الثامن لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي, الجمعة الماضية بالدار البيضاء تحت شعار» من أجل التغيير الديمقراطي ,إن الحزب سعى - في إطار تحالف اليسار الديمقراطي - بمعية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد , إلى بلورة هذا المشروع الذي يطمح إليه المغاربة . وأشار إلى أن هناك سعيا للارتقاء بهذا التحالف إلى مستوى الفدرالية , وذلك بغرض الدخول في دينامية أوسع تشمل كافة اليساريين والديمقراطيين , وذلك في أفق بناء حزب اشتراكي كبير . وأكد أن تحقيق هذه الغايات يتطلب مجهودا فكريا ونضاليا, وإعادة بناء حركة اليسار بوعي تاريخي جديد يتجاوز حدود معالجة الاستراتيجي بالظرفي. مع استحضار متطلبات الواقع بهدف توجيه وتعبئة كل الطاقات للعمل على وحدة اليسار , مشددا في هذا السياق على أن الحزب سيبذل كل الجهود لترجمة هذه الغايات على أرض الواقع . وفي سياق متصل أبرز السيد لعزيز أن حركات اليسار وكافة الديمقراطيين في العالم العربي مطالبة اليوم بتجديد وعيها لاستيعاب التحولات بالعالم العربي, وذلك من خلال منظور وحدوي يمكن هذه الحركات من القيام بمهامها التاريخية, وذلك بغرض إرساء قواعد الفكر الديمقراطي وترسيخه في المجتمعات العربية . وفي معرض تطرقه لموضوع الوحدة الترابية للمملكة, أكد لعزيز ,تشبث الشعب المغربي بوحدته الترابية بما فيها الأقاليم الصحراوية , كما جدد مساندة حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وتثمينه لمقترح الحكم الذاتي الذي يعتبر - كما قال - حلا واقعيا يمكن «إخواننا في الأقاليم الصحراوية من التدبير الديمقراطي للقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية «. ودعا في هذا الصدد إلى تعبئة وطنية شاملة لتحصين الوحدة الترابية والدفاع عنها ومواجهة الخصوم, مؤكدا أن الاعتماد على الذات الوطنية بكل مكوناتها يعد الضمانة الأساسية لحماية الوحدة الترابية للبلاد. وفي ارتباط بهذا الموضوع, دعا الدولة الجزائرية إلى تجاوز أخطاء الماضي وسلبياته بغاية البلورة الجماعية لرؤية تتجه نحو المستقبل? أي مستقبل بناء الوحدة المغاربية كضرورة تاريخية تفرضها الضرورة الاقتصادية لشعوب المنطقة التواقة إلى التقدم والتنمية الشاملة. وبخصوص القضية الفلسطينية,قال إن الحزب يدين بقوة العدوان الهمجي الإسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة, واستمرار الاحتلال وسياسة الاستيطان بالضفة الغربية, مبرزا أن الضرورة التاريخية تفرض اليوم وحدة صف الفضائل الفلسطينية لمواجهة العدو, بغاية تحرير الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وللإشارة ,فإن هذا المؤتمر, عرف حضور وفود عربية وأجنبية تمثل أحزابا بكل من البحرين ومصر وتونس وفرنسا, وعدد من قياديي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، علاوة على ممثلي أحزاب وطنية ومركزيات نقابية، على رأسها الكونفدرالية الديموقراطية للشغل والفيدرالية الديموقراطية للشغل ، وجمعيات حقوقية وثقافية وفنية . و ناقش المؤتمر مشاريع المقررات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , إضافة إلى المقرر التنظيمي, فضلا عن تعديل بعض بنود النظام الأساسي والنظام الداخلي . ومن أهم القضايا التي طرحت للنقاش خلال المؤتمر, الذي سييتم خلاله انتخاب أعضاء المجلس الوطني مع البت في انتخاب الأمين العام للحزب , تلك المتعلقة بوضعية اليسار بالمغرب وما تفرضه من إعادة بناء وتشكيل «قطب يساري ديمقراطي وحداثي» قادر على مواجهة التحديات المطروحة على مستقبل المغرب .