بعد يوم واحد من اعتزال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الحياة السياسية، عادت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني مجددا إلى الساحة السياسية على رأس حزب جديد بعد أكثر من ستة أشهر على انسحابها من حزب كاديما (يمين وسط) إثر خسارتها في انتخابات زعامته. وقالت ليفني "قررت العودة إلى السياسة، وإنشاء حزب جديد اسمه الحركة". واعتبرت ليفني -في مؤتمر صحفي عقدته في تل أبيب- أنه "لا يوجد بديل شخصي أو فكري لرئيس الوزراء وليس هناك من يمكنه أن يمثل أفكارنا في المواضيع المصيرية المتعلقة بدولة إسرائيل". وتطرقت ليفني إلى الانتخابات الداخلية بحزب الليكود والتي جرت في اليومين الماضيين وأفرزت قائمة مرشحين يمينيين متطرفين، وقالت "إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خسر وبالإمكان أن يخسر في الانتخابات العامة". ورأت ليفني أن وضع إسرائيل يتدهور, قائلة "عدت من أجل أن أحارب من أجل إسرائيل والسلام والأمن، ومن أجل إسرائيل اليهودية ومن أجل إسرائيل ديمقراطية، كدولة جميع مواطنيها من دون تمييز بين القومية والدين فهم مواطنون متساوو الحقوق". في موازاة ذلك يتوقع أن يقدم حزب كاديما طلبا إلى رئاسة الكنيست بشق الكتلة البرلمانية وذلك في وقت لاحق, بينما تشير تقديرات إلى أن قسما من 14 عضو كنيست من كاديما، من أصل 28، سيطلبون الانضمام إلى الحزب الجديد برئاسة ليفني، لكن لا يتوقع أن توافق ليفني على ضمهم جميعا إلى حزبها. وكان آخر استطلاعات الرأي نشرته صحيفة معاريف يوم الجمعة الماضي توقع فوز الحزب الجديد بثمانية مقاعد في الكنيست. ويأتي إعلان ليفني قبل شهرين من إجراء الانتخابات التشريعية في 22 يناير 2013. يشار إلى أن ليفني قالت وقت تسليم استقالتها لرئيس الكنيست رؤوفين ريفلين في وقت سابق إن "إسرائيل فوق بركان والساعة الدولية تدق ووجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية يواجه خطر الموت". اعتزال باراك وتأتي عودة ليفني بعد يوم من إعلان وزير الدفاع إيهود باراك بشكل مفاجئ اعتزاله الحياة السياسية, حيث قال أمام الصحفيين في تل أبيب "قررت الاستقالة من الحياة السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة" مؤكدا رغبته في "التركيز على أسرته". وأضاف "سأنهي مهامي كوزير للدفاع مع تشكيل الحكومة القادمة خلال ثلاثة أشهر". ورفض باراك أن يجيب بالتأكيد أو النفي إن كان سيقبل ترشيحه "بشكل شخصي" من قبل نتنياهو في الحكومة المقبلة حيث يستطيع نتنياهو تعيين شخصية ليست عضوا في الكنيست على رأس إحدى الوزارات. وقد أكد مكتب نتنياهو "احترامه لقرار باراك" وشكره على "عمله المشترك في الحكومة". وتأتي عودة ليفني واعتزال باراك, بعد أيام من انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية "الزوبعة" ضد قطاع غزة التي وصفها باراك بالإيجابية "للحظة". وعلقت ليفني قائلة "آمل أن يواصل باراك مساهمته في تحقيق الرؤية الصهيونية لدولة يهودية وديمقراطية وآمنة من شأنها أن تعيش بسلام مع جيرانها". وحسب وكالة الصحافة الفرنسية, فقد رأى محللون أن استقالة باراك متعلقة باستطلاعات الرأي التي تقول إن حزبه لن يحصل على أي مقعد. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن باراك, عارض شن حملة برية كبيرة على قطاع غزة، الأمر الذي أقنع نتنياهو بالعدول عن ذلك.