»الموسيقى «أسمى من أي حكمة ومن أي فلسفة««. هكذا تحدث المبدع الكبير بتهوفن.و»الموسيقى « لغة الوجدان الإنساني»«، كما تحدث الآخر. فما أحوج السينمائيين إلى هاته اللغة ليتم مزجُها بالصورة. الموسيقى التصويرية، قد تضفي على العمل السينمائي سحرا وجمالاً، وقد تحطّ من قيمته الإبداعية.وعليه، فالمفروض أن تكون للسينمائي أذن موسيقية أخاذة، وأن يكون له ذوق موسيقي في مستوى جماليات الصورة. وبما أن عالم الموسيقى عالم شاسع وله امتداد في الزمان والمكان،فقد ارتأينا أن نختزل السؤال في »ما هي الأغنية المفضّلة لديكم«؟ المخرج لحسن زينون، يفضّل موسيقى الأمواج وأناشيد الطيور.. محمد زين الدين، يستمتع بالأغنية الايطالية والتلحين الإيطالي..محمد عبد الرحمان التازي، تحلو له »كليوباترا« للفنان محمد عبد الوهاب.. »و»من العسير أن أنتقي أغنية واحدة««، يجيب حكيم نوري.. من جهتها، ترتاح نرجس النجار لسماع» »النسر الأسود«« للفنانة باربارا، في الوقت الذي يكتفي فيه محمد مفتكر بالقول: »أفضل كل أغنية مغربية فيها فن وإبداع«. أغنية »الشاين« لمجموعة بينك فلويد، تثير شهية صاحب كازانيكرا، وعبد القادر لقطع، ينتعش لسماع »»عشرون عاماً«« للفنان المتمرّد ليوفيري، هذا الأخير، ينال ?أيضاً- إعجاب المخرج كمال كمال بأغنية «»لم يبق أي شيء»«.أما المخرج الجيلالي فرحاتي، فيتجنّب الجواب قائلا:» »أغنيتي المفضلة هي تلك التي أحِبّ سماعها««. أغاني مجموعة »ناس ،الغيوان« تُريح المخرج عبد الكريم الدرقاوي، شأنه في ذلك شأن صاحب »»نساء ...ونساء««، سعد الشرايبي.وبين الفينة والأخرى، ينتشي داود أولاد السيد بالريبرتوار الكناوي، وإدريس شويكة يلتزم ليلاً مع الشيخ إمام. كم يرتاح فوزي بن السعيدي لسماع أغنية «»قارئة الفنجان» للعندليب الأسمر.وليس غريباً أن يفضِّل حسن بن جلون أغنية «»القمر الأحمر»«، وهذا هو عنوان شريطه الأخير عن الراحل عبد السلام عامر. فريدة بليزيد، تحبّذ سماع الفنانة أمينة العلوي في تأدية أشعار ابن عربي، ونبيل عيوش ينقلنا في نهاية المطاف إلى أغنية «»أريدك«« لإيلفيس كوستيلو... نقف من خلال هذه الإجابات على الاختلاف والتنوع والتعدد في التكوين والثقافة والمرجعية الغنائية. الفنان الراحل ليوفيري المتمرّد المشاغب، يحتل الصّدارة إلى جانب مجموعة »ناس الغيوان«، فالسينمائيون بعيدون عن الأغاني الرومانسية بحيث لم يقدّموا أسماء من قبيل أم كلثوم أو جاك بريل. الأغنية الملتزمة، تهيمن على مسامعهم، وكلمات التمرّد ترتاح إليها مسامعهم. وبخلاف الأدب والقراءة، فالأغنية المغربية حاضرة في وجودهم وبين أوقاتهم. وتجدر الإشارة أخيراً إلى أنه إذا كان هناك إجماع على حبّ الموسيقى، فهناك في المقابل، اختلاف ملحوظ في الأذواق المتعلقة بالأغنية المفضّلة.