فارق صباح أمس الأحد عبد الرحمان قيروش (باكو) عضو مجموعة «ناس الغيوان» الحياة في إحدى مصحات الدارالبيضاء بعد صراع مع المرض لسنوات، ويعتبر باكو عازف الهجهوج الذي رأى النور سنة 1948 بالصويرة ثالث عنصر تقفده المجموعة بعد رحيل بوجميع والعربي باطما . وتميز باكو داخل الغيوان التي التحق بها سنة 1974 بلمسته الكناوية في الغناء وفي طريقة تفاعله مع الإيقاع وإجادته للعزف على آلة الهجهوج، مما أعطى الغيوان نفسا آخر يتكامل مع باقي لمسات أعضاء المجموعة الذين يحمل كل واحد منهم معه رافدا تراثيا انصهر في تجربة المجموعة التي ارتقت إلى حد الظاهرة الفنية ، التي أخذت اسمها ( الظاهرة الغيوانية ). وبعد عقود من العطاء الفني مع المجموعة عرفت ظهور مجموعة من أشهر أغاني الغيوان التي ترك فيها بصمته ( غير خدوني، البطانة، نرجاك أنا ..) ، خاض باكو تجربة فنية خاصة في تكناويت، اللون الموسيقي الذي كانت بدايته الفنية فيه في مدينة الصويرة حيث تتلمذ على يد معلميها لكن المرض أقعده عن مواصلة المشوار. وقبل الغيوان كان باكو قد خاض تجربة غنائية مع مجموعة جيل جيلالة وقد كان بوجميع هو من اقترح عليه الالتحاق بالغيوان. عرف باكو إلى جانب الموسيقى والغناء بالنقش على خشب العرعار الذي تشتهر به مدينة الصويرة والمناطق القريبة منها . وقد حظي عبد الرحمان باكو بتكريم خاص بمناسبة الدورة الثامنة لمهرجان الصويرة لكناوة، موسيقات العالم الذي يجمع كل سنة مجموعة من مبدعي الفن الكناوي من المغرب والفنانين من مختلف القارات. كما حظي باكو ضمن المجموعة باهتمام توثيقي سينمائي من خلال فيلم «الحال» الذي أخرجه أحمد المعنوني وأنتجته يزة جنيني، ونال النمط الغنائي والموسيقي الذي أبدعته المجموعة الإشادة حتى من كبار المحافل والشخصيات الدولية كما حال المخرج العالمي مارتن سكورسيزي . ومن المنتظر أن يوارى جثمان الفقيد الثرى اليوم بأحد مقابر مدينة الدارالبيضاء.