انطلقت بمدينة زاكورة أول أمس الخميس 8 نونبر 2012 فعاليات مهرجان الفيلم عبر الصحراء في نسخته التاسعة بحضور ثلة من نجوم عالم الفن السابع ومهتمين من داخل المغرب وخارجه. وقد قد أعرب أحمد شهيد، رئيس جمعية الفيلم عبر الصحراء، في كلمة له في افتتاح دورة المهرجان، أن هذا الأخير وصل إلى نسخته التاسعة وهو تحدي كبير لضمان الاستمرارية رغم بساطة الإمكانيات.. مضيفا أن الدورة الحالية تتميز بتحقيق الانخراط في النقاش الواسع والآني وطنيا ودوليا حول هجرة العبور إلى هجرة الاستقرار وما يرافقها من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية، والذي جعل الجمعية تختار تيمة «سينما الهجرة عبر الصحراء»؛ وهو بالنسبة لمنطقة زاكورة نوع من المصالحة بين بعدها الافريقي والمكونات التي تتوفر عليها من زخم في التراث المادي واللامادي الذي جاء بتعدادات إثنية ورسخت نوعا من التسامح وقبول الآخر داخل نفس الرقعة الجغرافية؛ وفي لحظات مزجت فيها مشاعر الاعتراف والتقدير الفني لوجوه من الساحة الوطنية والإفريقية الإبداعية في عالم السينما، حيث تم الاحتفاء بعلمين من أعلام الفن السابع، وهما السينمائي البوركينابي سانبيير و قيدوم المسرح المغربي محمد حسن الجندي، تتويجا لمسيرة من البذل والعطاء والجدية في العمل، كما أكدته شهادة المخرج والسيناريست المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد في حق المحتفى.. التكريم الذي اعتبره الفنان محمد حسن الجندي في تصريح خص به «الاتحاد الاشتراكي» التفاتة واعترافا يظل عالقا بالأذهان من خلال مثل هذه المبادرات الجمعوية، ويعني له الشيء الكثير لارتباطه الروحي بمدينة زاكورة، حيث ساهم في لفت الانتباه إلى الاهتمام بالمنطقة سينمائيا وجعلها قبلة للأعمال السورية.. هذا، ولم يخف الإشارة إلى أن الفن بصورة عامة في المغرب لم يحظ بالعناية الهامة، طالما أنه لم يدخل في المخططات والبرامج الثقافية، ولم نسمع بتشريعات في البرلمان من أجله مع تعاقب كل الحكومات. وقد كان لعشاق الشاشة الكبرى والفن السابع لقاء مع عرض أول فيلم ضمن الدورة بعنوان «تمثال الرمال»، وهو فيلم قصير تم تصويره بالكامل بين واحات زاكورة وكثبانها، من إخراج عزيز خوادير، وإنتاج جمعية زاكورة للفيلم عبر الصحراء. وضمانا للاستدامة والاستمرارية ركز المنظمون على حضور الشريحة التلاميذية بقوة وانخراطها في الورشات الخاصة بالمهن السينمائية بتأطير مختصين في المجال، كما أعطيت انطلاقة المسابقة الخاصة بالسيناريو ذي الخصوصية الصحراوية ؛ حسب المنظمين كرد للاعتبار للمنطقة التي أضحت تعرف على المستوى العالمي كفضاء للتصوير بإمكانياتها الطبيعية. وستتبارى عشرة سيناريوهات ضمن المسابقة على أن تحظى ثلاثة منها بجوائز الدورة، وتسهر على عملية الاختيار لجنة مختصة مكونة من مخرجين وكتاب سيناريو من المغرب ومصر وسوريا .