بشارع ابن خلدون بالمدينة الجديدة، حوالي الواحدة من زوال يوم الأربعاء 7 نونبر 2012، فارق السي محمد (مول البياس) الحياة ، متأثرا بجدل مع أحد أفراد شرطة المرور ، الذي كان يصر على شحن سيارة الهالك الى المرأب البلدي ، كونها مركونة في مكان يمنع فيه الوقوف .. بينما كان الهالك يجادل في قرار الشرطي ، كون سيارته مركونة بباب متجره الذي اعتاد أن يركنها فيه منذ سنين ! ومع اشتداد الجدل ، وارتفاع ضغط السكري لدى الهالك ، كانت المفاجأة المفجعة ، بأزمة لم تمهل صاحبها ليكمل يومه بهذه ! إذ غادرنا الى دار البقاء ، ليوارى جثمانه الثرى مع أذان المغرب من نفس اليوم . «الموت قضاء وقدر» ، نعم .. « تعددت الأسباب والموت واحد» ، أي نعم .. «كل ابن آدم وإن طالت سلامته // يوما على آلة حدباء محمول « ، أي نعم ، والله ! لكن ألا يمكن أن نجادل نحن كذلك ، وندلي بدلونا في هذا المصاب ، من زاوية كوننا مواطنين ؟ .. فرجل الأمن موظف مأمور بتنفيذ ما يُؤمَر به في إطار مسؤولياته ، ومن ضمنها اتخاذ الإجراءات الجاري بها العمل في مجال تنظيم حركة المرور.. والسي محمد( مول البياس ) رحمة الله عليه ، مضطر الى ركن سيارته في مكان بالقرب من متجره ، خاصة إذا كان قد اعتاد على ذلك منذ سنين ، شأنه في ذلك شأن باقي تجار المنطقة .. إذن لمن نحمل المسؤولية ؟ بدون مواربة نحمل المسؤولية للمنتخبين والسلطات المحلية ولرجال الأمن .. لأن المنتخبين والسلطات المحلية لم يعملوا سويا على إنقاذ المواطنين من شطط الديباناج ، بالبحث عن حلول بديلة ، خاصة مع تنامي الفوضى ، التي حولت جل شوارع مكناس الى أماكن يمنع الوقوف بها، حتى أبواب الحانات ! ونحمل المسؤولية أيضا لشرطة المرور التي تتغاضى عن هذه الفوضى ، لتجعل من الديباناج أحيانا متصيدا للمواطنين في كل لحظة وحين والأضرار التي يسببها الديباناج للمواطنين لم تعد بخافية على أحد ، فالكل يستنكر .. وإسماعا لصوت المواطنين فقد كتبنا مقالا في الجريدة بتاريخ 18 شتنبر 2012 تحت عنوان (عندما يتصيدك الديباناج ويحول يومك الى معاناة ) جاء فيه : « لم تكد تمر ساعة واحدة ، دون أن يؤذيك مشهد ديباناج متهالك ، وهو يجر سيارة نحو المرأب البلدي ، بينما شرطي المرور بالمقعد الأمامي ، وقد بدت عليه علامات الارتياح لما أداه من واجب ، خدمة لتنظيم السير ! ... هذه المعاناة ، جعلت المواطن المكناسي يفضل أن يعاقب بشركات (الصابو) .. وتطبيق هذا الذي أحلاه مر ؟ وهو من سابع المستحيلات في مكناس !! لأسباب عدة ، منها تعدد «المستفيدين»من الديباناج .. ومنها أيضا ، ضعف المنتخبين في الدفاع عن المواطن .. وخاصة اذا كان هذا الدفاع سيضعهم في مواجهة السلطات المحلية أو الأمنية أو القضائية.. فالأمرهناك لاعلاقة له بما يرفع من شعارات في الحملات الانتخابية... »! وتغمد الله الفقيد برحمته الواسعة.