في إطار أنشطتها الإشعاعية والتواصلية، نظمت، مؤخرا بالمركز الجهوي للتكوين المستمر بوجدة، اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بوجدة-فكيك والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، يوما تشاورا حول إستراتيجية تفعيل أندية المواطنة وحقوق الإنسان بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي، يروم في عمقه إلى الرفع من مستوى الأندية الحقوقية بالمؤسسات التربوية اعتبارا للدور الهام الذي يلعبه قطاع التربية والتكوين في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان كدعامة أساسية وإستراتيجية لنشر وترسيخ قيم الكرامة والحرية والمساواة والتسامح لدى الناشئة المغربية وتعزيز ممارستها للمواطنة الكاملة وتحصينها ضد كل أشكال التعصب والغلو والتمييز. في الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم التشاوري التي ترأسها كل من رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وجدة-فكيك ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية وممثل اللجنة المركزية لحقوق الإنسان بوزارة التربية الوطنية، حيث تم استحضار التجربة المغربية في مجال حقوق الإنسان منذ 1990 إلى يومنا هذا والتي توجت بمشروع الإنصاف والمصالحة وللمتغيرات التي يعرفها العالم العربي والتي لا تعفينا من طرح الأسئلة الراهنة الحارقة كل من موقعه والعمل على إدماج ثقافة حقوق الإنسان في المناهج الدراسية وضرورة انفتاح المدرسة،الإعدادية والثانوية على محيطها الخارجي، فالعمل الذي ينتظرنا كفاعلين ومهتمين ليس بالهين ويتطلب من الجميع التضحية ونكران الذات من أجل إنجاح التجربة التي تعتبر رائدة وذات قيمة إنسانية من أجل تهييء أبنائنا وفلذات أكبادنا لحمل المشعل واستكمال المسيرة التي أسس لها العديد من الوجوه التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل هذه اللحظة التي نعيشها. كما لم يفت الأساتذة المتدخلين في معرض كلماتهم الإقرار بالثغرات والنقائص التي تعرفها التجربة من خلال استقراء حصيلة الأندية في مجال حقوق الإنسان والتي تبقى ضعيفة بالمقارنة مع عدد التلاميذ اللذين تتجاوز أعدادهم الستة ملاين تلميذ و تلميذة على الصعيد الوطني والتي تستدعي منا العمل على توسيع خارطة الأندية الحقوقية بكافة مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي كبادرة أولى في أفق أن تشمل مختلف أسلاك التعليم وللتكثير من عضوية التلاميذ والتلميذات داخل الأندية، وكذا تسهيل عملية الانفتاح على المؤسسات الخارجية وفي مقدمتها مؤسسات المجتمع المدني والتي لن تتم إلا عبر ثلاثة موجهات أساسية: الوعي بضرورة التحلي بالصبر والنفس الطويل في التعامل مع الأندية الحقوقية الضرورية والراهنة لإدماج ثقافة حقوق الإنسان ومدخل الأندية الحقوقية يكون بالموازاة مع الاهتمام بالمناهج والكتب المدرسية، وقد اشتغل المشاركون في اليوم التشاوري الذي سيساهم لا محالة في تحسين أداء الأندية الحقوقية وتعزيز دورها في ترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان لدى الناشئة، اشتغلوا على ثلاث ورشات مكملة: ورشة الإستراتيجية والقضايا التنظيمية، ورشة المضامين والبرامج وورشة تجربة المؤسسات التعليمية في مجال الأندية الحقوقية: المكتسبات والتحديات بالجهة الشرقية. هذا، وقد تم توقيع اتفاقية شراكة بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وجدة-فكيك والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية، وهي تمرة هذا اليوم التشاوري الذي يأتي بعد اللقاء الأول الذي نظمته اللجنة الجهوية تحت شعار دور الصحافة الجهوية في التعريف بثقافة حقوق الإنسان.