احتفت وزارة الثقافة المغربية بصدور «الأعمال الكاملة» للكاتب المغربي مبارك ربيع في لقاء تميز بتقديم شهادات ومقاربات نقدية في أعمال الكاتب من طرف نخبة من النقاد والأدباء. وقال الناقد المغربي محمد معتصم إن التجربة الأدبية لمبارك ربيع تتزامن مع مرحلة تأسيس الخصوصية المغربية في الكتابة مع نهاية فترة الاستعمار وبداية مرحلة بناء الدولة المستقلة. وأوضح أن هذه المرحلة تميزت بسيادة تيارين أساسيين في الكتابة، أولاهما تيار محافظ تمسك بالأشكال التقليدية وهو تيار واقعي يدافع عن القيم العليا للمغرب دون الالتفات إلى القضايا المستجدة وتيار يمكن وصفه بالواقعية الاجتماعية أو الواقعية الاجتماعية الانتقادية، معتبرا أن تجربة مبارك ربيع الروائية نموذج جيد لاستجلاء خصوصية التيارين معا في آن واحد. وركز الناقد على رواية «أيام جبلية» متحدثا عن تعدد المحكيات من المحكي الإطار ثم المحكي الصغير فالمحكي الأصغر. وأشار إلى الأنماط اللغوية المستعملة في رواية «أيام جبلية» فضلا عن تعدد الخطابات التي تعضد الخطاب السردي والوصفي، مما يؤكد أن تعدد الخطابات يبين أن جنس الرواية قادر على احتواء كل أشكال القول والخطاب. وتناول الناقد مصطفى يعلى التجربة القصصية لربيع في مداخلة تحمل عنوان «الثقافة الشعبية رافد لقصص مبارك ربيع»، قائلا إن هذا الأخير يتأسف لاندثار المجتمع الفلاحي بتكاثر سكان الوسط الحضري، فكأنه يريد تسجيل ما هو آيل للانقراض من ثقافة فلاحية مغربية. ولاحظ احتفاء مبارك ربيع بجملة من التقاليد كطقوس الجنازة والفانتازيا والأقوال الشعبية المأثورة والحكايات الشعبية، إذ لا تخلو مجموعاته القصصية الست من نصوص شكلت هذا البعد كأنه يعبر عن حنين لطفولته بالقرية. وأوضح يعلى أن مبارك ربيع يفعل عكس الحكاية الشعبية التي تبدأ بتشخيص الحكمة قبل قولها بينما ربيع يبدأ بالحكمة أو المثل ثم يأتي النص السردي الشاهد أو الحكاية الشاهدة.