توالت، في الآونة الأخيرة، ظاهرة الاعتداء على رجال ونساء التعليم وكذا اقتحام حرمات المؤسسات التعليمية من لدن الغرباء والمنحرفين في عدد من المؤسسات التعليمية في مختلف نيابات وأكاديميات المملكة. ففي مدرسة الإمام علي بن أبي طالب التابعة لنيابة فاس، التي حطمت الرقم القياسي بخصوص نسبة الاعتداءات، حيث سجلت منذ 25 شتنبر من سنة 2010 إلى حدود الساعة أكثر من 10 اعتداءات همت بالتسلسل اعتداء أب على تلميذة داخل المؤسسة، وسرقة المؤسسة من لدن غرباء، ثم اعتداء أب على المدير، إلى جانب اعتداء تلميذ بالقسم السادس على أستاذ، وهجوم تلاميذ إعدادية الإمام النجاري على المدرسة بالحجارة، بالإضافة إلى الاعتداء على مدير من طرف أخ تلميذ، وهجوم الأمهات على نفس المدرسة، مع تكرار نفس الفعل مرة أخرى، واعتداء مماثل خلال شهر أكتوبر من سنة 2011، حيث أغلب الاعتداءات تمت داخل الحجرات، وفتح في بعضها تحقيق من لدن النيابة العامة منذ مدة دون أن تشق المسطرة طريقها نحول القبض على الجناة والحد من الاستمرار في انتهاك حرمة المؤسسات التعليمية، مما جعل المؤسسة قبلة للاعتداءات في واضحة النهار لعل آخرها واقعة مساء يوم الخميس 18 أكتوبر 2012، بعد دخول التلاميذ بدقائق معدودة خلال الحصة المسائية، حيث هاجمت (ف.ش) أم إحدى التلاميذ مقتحمة المدرسة وهي في حالة غضب مرفوقة بزوجها (ي.م) وشخص آخر المدعو (م.ف) واعتدت على أستاذة (ف.ف) داخل حجرة الدرس، حسب التقرير الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، حيث لوحظت المعتدية وهي ترمي المعتدى عليها بالحصى محاولة الاعتداء عليها بحجر من الحجم الكبير لولا تدخل الحارس وزميلاتها اللواتي أثار انتباههن صراخها، حيث لم يفلتن هن الأخريات من لسان الأم التي كانت في حالة هستيرية، إذ تعرضن جميعهن للسب والشتم والإهانة والنهش بالأظافر، ثم لاذ الغرباء بالفرار قبل وصول رجال الشرطة الذي اكتفوا بالاستماع إلى الضحية. وقد أثار هذا الاعتداء اضطرابا وفوضى عارمة في سير الدراسة بمدرسة الإمام علي بن أبي طالب، حيث تعطلت الدراسة وحرم التلاميذ من حصصهم بسبب استنكار واعتصام الأطر التربوية داخل المؤسسة المستهدفة. وقد قرر المحتجون تنظيم وقفات احتجاجية ابتداء من يوم الجمعة إلى حين اتخاذ الإجراءات الكفيلة برد الاعتبار لهذه المؤسسة، الشيء الذي عجل بزيارة النائب الإقليمي لنيابة فاس إلى المدرسة والوقوف على حجم الأضرار التي خلفها الاعتداء. وقد أدان المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بفاس الاعتداءات المتكررة في حق نساء ورجال التعليم، سواء عبر مراسلات أو بيانات النقابات أو عبر التقارير الإعلامية التي وردت في شأن الاعتداءات التي يتعرض لها رجال ونساء التعليم وكذا التلاميذ والتلميذات، كان آخرها رسالة موجهة يوم 19 أكتوبر من السنة الجارية إلى نائب وزارة التربية الوطنية بفاس وإلى وعامل عمالة فاس ووالي الأمن، يطلب جميعهم التدخل العاجل لحماية الشغيلة التعليمية والوقوف إلى جانب المعتدى عليهم، حيث أكد حميدة النحاس عن المكتب النقابي في الرسالة المسجلة تحت عدد 26/ 2012، على العنف الجسدي واللفظي من بعض الوافدين على بعض المؤسسات التعليمية، سواء ارتبط الأمر بغرباء أو أمهات وآباء، مذكرا بالاعتداءات على الأساتذة، التي وقعت خلال الموسم الحالي 2012/2013، بكل من مدرسة حي الشهداء وبمحيط إعدادية محمد الفاسي، ومدرسة الإمام على بن أبي طالب بمنطقة زواغة، التي شهدت مساء يوم الخميس 18 أكتوبر 2012، هجوما شرسا على أستاذة داخل الفصل من طرف أم تلميذ وأشبعتها ركلا ورفسا وسبا وشتما، حيث نقلت المعتدى عليها إلى المستشفى الجامعي وهي في وضعية نفسية مقلقة لتلقي العلاج والإسعافات الضرورية، حسب مضمون الرسالة، التي حصلت الجريدة على نسخة منها.