بتعادل الجيش الملكي أمام جاره الفتح الرياضي، في ديربي العاصمة الذي احتضنه المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، برسم الدورة الخامسة من البطولة الإحترافية، بهدفين لمثلهما، يكون حلم الطوسي والجيش الملكي بالإنفراد بزعامة البطولة الاحترافية، ولو مؤقتا، قد تأجل إلى حين.. حلم الجيش رسمه اللاعب عقال في الدقيقة 30، بعد تنفيذ ضربة جزاء حصل عليها القديوي بعد عرقلته داخل مربع العمليات أمام أعين الحكم منير الرحماني. توغل القديوي، وعقال كان القوة الضاربة لفريق الجيش الملكي في الشوط الأول من المباراة، كما كانت طلعات يونس بلخضر وتمريراته المقوسة تخلق الكثير من المتاعب للحارس بادة، ولدفاع الفتح الرياضي، الذي كان يكتفي بتحصين خطه الدفاعي، وعدم مجاراة لاعبي الجيش الملكي في إيقاع لعبهم، كما اعتمدوا على عدم المغامرة واللعب بحذر شديد بالرغم من توفر الفريق على لاعبين سريعين وهدافين قويين (عبد السلام بنجلون وإبراهيم البحري). هذا النهج الذي حسبه البعض ضعفا، وعدم قدرة فريق الفتح الرياضي على المناورة، لم يكن في الواقع إلا نهجا تاكتيكيا صارما من المدرب جمال السلامي، الذي كان يخطط للشوط الثاني كشوط للحسم، أكثر من الشوط الأول الذي كان لمراقبة لاعبي الفريق العسكري، الذين ازداد حماسهم، وبالتالي ازداد اندفاعهم، ومجهودهم البدني. هذا النهج لم يسمح لفريق الفتح إلا بالقيام بمحاولة جادة للتسجيل وكانت في الدقيقة 44 من قدم عبد السلام بنجلون، ولتكون بداية الإعلان عن الوجه الآخر لفريق الفتح الرياضي خلال الشوط الثاني. هذا الشوط ملأ فيه السلامي وسط الميدان بشكل جيد، واعتمد على التمريرات القصيرة، والتوغل من وسط الميدان، ومناورات بنجلون والبحري وزهير فضال. كما قرب السلامي المسافة بين الخطوط، الشيء الذي أعطى الكثير من التفوق لفريق الفتح في بناء العمليات من الدفاع. هذا النهج أربك كثيرا لاعبي الجيش الملكي، الذين فقدوا الكثير من الفاعلية في الهجوم والكثير من التركيز في الدفاع، خاصة من جهة مصطفى المراني، الذي كان يعيش شرودا ذهنيا غريبا، إضافة إلى تباطؤه، وغياب الندية. نقطة الضعف هذه استغلها زهير فضال ليسجل هدف التعادل لفريق الفتح في الدقيقة 53. الهدف زاد من ارتباك لاعبي الجيش الملكي، فكثرت التمريرات الخاطئة، وغابت القراءة الجيدة لتموضع الزميل الشيء الذي جعل فريق الفتح يكثر من مرتداته الخاطفة، والتسديدات الأرضية من بعيد، ربما لأن السلامي كان يعرف جيدا بأن الحارس لكروني يكون هو الأقوى في الكرات العالية. ضعف أداء لاعبي الجيش حتم على المدرب الطاوسي ترتيب الأوراق، فاعتمد على دكة الاحتياط الغنية، فأدخل تباعا، كلا من جنيد والفاتحي وعبد المومن محسن. هذه التغييرات أنعشت هجوم الفريق العسكري، الذي استعاد بعضا من قوته، أكدها جنيد بهدف في الدقيقة 85. الهدف الثاني دفع بالسلامي إلى تغييرات مهمة، زادت من إصرار الفتح على جني مجهود الشوط الثاني، الذي كان فيه الأقوى، فادخل كلا من ليركي والعروي، وليتوج قراءته الجديدة للمباراة بهدف التعادل في الدقيقة (90 + 1) بواسطة اللاعب البحري من تسديدة أرضية قوية ومركزة. لينتهي ديربي العاصمة بتعادل منصف للفريقين، وبانتصار للروح الرياضية بين اللاعبين، وبصورة جميلة للتحكيم الذي قاده منير الرحماني، ومن دون فوضى على المدرجات، مع العلم بأن أنصار الجيش كانوا يعدون بحوالي خمسة آلاف، وأنصار الفتح بحوالي مائة. تصريحان رشيد الطوسي، مدرب فريق الجيش الملكي «على الجميع أن يسعد بالمستوى الذي وصلت إليه البطولة الاحترافية، خاصة من حيث عدد الأهداف التي أصبحت تسجل. لقد واجهنا فريقا منظما بشكل جيد، لذلك حاولنا فرض إيقاع لعبنا. كنا المنتصرين، واستطاع فريق الفتح العودة في المباراة بفضل هدايا عبارة عن أخطاء دفاعية، والهدايا لاترد». جمال السلامي، مدرب فريق الفتح الرياضي «لقد كانت قراءتنا للمباراة جيدة، ذلك أننا لعبنا بحذر شديد مع إغلاق وسط الملعب. أهنئ لاعبي فريقي لأنهم فهموا جيدا المطلوب منهم وطبقوه، كما لعبوا بجرأة كبيرة مع عدم ارتكاب الأخطاء في الدفاع. النتيجة إيجابية وفريق الفتح يبصم على انطلاقة جيدة، أمام فريق قوي اسمه الجيش الملكي».