في إطار الذكرى الأربعينية لضحايا حادثة السير/الفاجعة التي أودت بحياة 47 شخصا وجرح 23 آخرين، نظمت فعاليات من المجتمع المدني بأقاليم زاكورة ،ورزازات، تنغير ،الحوز الراشيدية ومراكش، زيارة للموقع الذي وقعت فيه هذه الفاجعة بالممر الفاصل بين تيشكا ومنطقة تدارت التابعة لجماعة زركظن بإقليم الحوز بحضور أسر الضحايا . يوم الأحد 14 أكتوبر 2012 .. حوالي 400 شخص رفعوا شعارات ولافتات من أجل فك العزلة عن الجنوب الشرقي للمملكة، ووضعوا أكاليل من الزهور في النقطة التي وقعت فيها الفاجعة، لافتة سوداء مكتوبة بالأبيض تطالب بفك العزلة وبالحد من حصد أرواح الابرياء في هذه الممرات المهمشة.. وفي لقطة ذات مغزى عميق وفي مشهد مؤثر، تمددت أجساد 47 من المشاركين في التظاهرة على الأرض تجسيدا لعدد ضحايا حادثة تيشكا المفجعة، ثم رددوا شعارات من قبيل: هز كدم أهز كدم، تيشكا عمرة بالدم.. تي جي في هاهي والأنفاق فينا هي؟؟.. باركا من حرب الطرق.. وفي تصريح لمنسق هذه القافلة الاستاذ عز الدين تاستيفت ل"الاتحاد الاشتراكي" أكد أن هذه القافلة توجت بإصدار نداء تيشكا لفك العزلة عن الجنوب الشرقي. وأضاف بأن فك العزلة يجب أن يتم في إطار رؤية اندماجية شاملة. وقال بأن النداء يعتبر بأن هذه الوقفة الهادفة لفك العزلة ليست وليدة الفاجعة التي أودت بأرواح 47 مواطنا مغربيا ،بل لابد من فعل يلفت أنظار المسؤولين لخلق التوازن بين الجهات، والتنافسية الترابية والتضامن بين مكونات الأمة والحق في التنمية للمغرب والمغاربة كل المغاربة. النداء وهو يطالب بالتسريع ببناء نفق تيشكا لتفادي صعوبة المسالك ووعورتها واختصار المسافة الرابطة بين مراكشوورزازات، ليس مجرد ربط بين موقع جغرافي وآخر، بل هو ربط ببعد استراتيجي يوصل شمال المغرب بجنوبه ،ويتعداها بعمقه الإفريقي والمغاربي. كما أن المعركة لا تنتهي لمجرد الربط بين مدينتين وإنما هي معركة للربط بين مغربين، مغرب نافع ومغرب آخر أراد له البعض أن يكون غير نافع. ويشير نداء تيشكا الى أن الاطلس كحاجز طبيعي ،هو المصدر الرئيسي للثروات المائية والمعدنية فبالتالي يوصل إلى منطقة الجنوب الشرقي وما يشهده لها التاريخ لأبنائها من ثورات أثرت على مجرى تاريخ المغرب. وعلى المستوى التنموي أكد نداء تيشكا بعلى أن المشاريع السياحية والسينمائية والتنموية التي يعرفها المغرب الشرقي، وعلى رأسها مشروع الطاقة الشمسية بورزازات، لا يمكن أن تذهب بعيدا في غياب بنية طرقية متقدمة باعتبارها هي قاطرة أية تنمية. النداء دعا إلى أن جبر ضرر جهة الجنوب الشرقي التي ضمت العديد من المعتقلات السرية في سنوات الرصاص، وهُمِّشت عقابا للمواقف النضالية لأبنائها من أجل الحرية والكرامة، لا يمكن أن يتم إلا بفك العزلة عنها وإدماجها إدماجا كاملا في مشارع التنمية . أسر الضحايا الذين حضروا هذه الوقفة طالبوا بتعميق التحقيق ونشر نتائجه ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين ، مؤكدين أنهم يرفضون أساليب البحث عن أكباش الفداء لإبعاد المسؤولية عن كل الجهات التي لها يد في ما وقع بحكم مسؤولياتهم.