في الوقت الذي يحتد فيه النقاش حول توفير الظروف الصحية لولادة النساء، من أجل الحد من وفيات الامهات أثناء الوضع، ومن أجل وقف الصور اللاإنسانية لمشاهد الولادات التي تقع بالشارع العام وأمام أبواب المستشفيات، فإن القائمين على أمر مستشفى الحسني بمقاطعة الحي الحسني، يعتمدون منذ أكثر من سنة ونصف على «الديبناج» في التعاطي مع النساء الحوامل، وذلك نتيجة لإغلاق قسم الولادة بدعوى إعادة هيكلته وخضوعه لمجموعة من الأشغال، مما دفع المسؤولين عن صحة المواطنين بهذا المستشفى، الذي من المفروض أن يقدم خدماته الطبية لشريحة واسعة من المواطنين بالنظر إلى شساعة المساحة الجغرافية لهذه المنطقة المترامية الأطراف، إلى نقله إلى الطابق الثاني من المستشفى، مما أدى إلى خلق حالة من الاكتظاظ التي دفعت النساء غير ما مرة إلى افتراش الأرض، وإلى القبول بوضعية غير صحية تفتقر للمقومات الإنسانية، الأمر الذي دفع الكثير منهن للالتجاء إلى مؤسسات صحية أخرى بالقطاع الخاص لمن لهن القدرة المادية لذلك، أو الاكتفاء بتحويل مقرات سكناهن إلى قاعات للوضع، تقول مصادر «الاتحاد الاشتراكي» . معاناة المواطنين الذين يترددون على مستشفى الحسني، كبارا وصغار، إناثا وذكورا، لم تقف عند هذا الحد، بل استمرت باستمرار الأشغال التي تسير سير السلحفاة وهو ماجعل المستشفى يتحول إلى ورش مستمر للبناء، ومازاد الطين بلة، هو غزو جحافل الحشرات لهذا الطابق/الورش وانتقالها إلى الطابق الثاني وباقي المرافق الأخرى، مما أدى إلى إصابة عدد من العاملين والمرضى على حد سواء بأنواع مختلفة من «الحكة»، تضيف مصادر نقابية، التي وبالمناسبة تساءلت عن سر خضوع قسم الولادة المعلّق لإعادة البناء والهيكلة مرتين، وعن الغاية من ذلك، وهل يرتبط الامر بحالات للغش في الأشغال الأولى، وهنا يفتح باب التساؤلات عريضا عن الدور والمسؤولية في المراقبة والتتبع، وعن طريقة التدبير المالي والعقلنة في التعاطي مع المال العام، داعية إلى فتح تحقيق في الموضوع والتدخل بصفة مستعجلة من أجل تطهير المستشفى من الجراثيم التي غزتها والحد من مضاعفاتها!