دعا جلالة الملك محمد السادس إلى تعزيز بعد «التنمية المستدامة» الذي ينطوي عليه عمل المنظمة الدولية للفرنكفونية، وذلك من خلال تزويدها بالآليات الضرورية في هذا الشأن ليتأتى لها أن تسهم أكثر وبشكل أفضل في بلورة المسلسل الرامي إلى إعادة بناء العلاقات الدولية. وأكد جلالة الملك، في رسالة وجهها يوم السبت إلى المشاركين في القمة الرابعة عشرة لرؤساء دول وحكومات الفرنكفونية، تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، أنه يتعين على أعضاء المنظمة الدولية للفرنكفونية التحلي ب»روح الإبداع والابتكار للانكباب داخل منظمتنا على تطوير هياكل للتفكير والعمل لتتمكن من الاضطلاع بالدور الذي أناطه بها مؤسسوها، والمتمثل في الإسهام في إقرار السلم وتعزيز التنوع وتحقيق التنمية عبر العالم». وأضاف جلالة الملك أن المغرب، الذي انخرط بشكل لافت للنظر في مختلف مراحل التطور التدريجي الذي عرفته المنظمة الدولية للفرنكفونية، واثق تمام الثقة بقدرة هذه المؤسسة على التكييف مع التحولات القوية والتقلبات العميقة التي يشهدها العالم، ولن يدخر جهدا للعمل الفردي والجماعي جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء لتحقيق هذه الغاية النبيلة. وبعد أن ذكر جلالة الملك بأن قمة كينشاسا تنعقد في وقت تهتز فيه بعض المناطق في القارة الإفريقية، وخاصة بمالي، أشار جلالته إلى أن المملكة المغربية، العضو غير الدائم بمجلس الأمن، «تتحرك من أجل بلورة عمل جماعي، تشاوري وملائم كفيل بتمكين هذا البلد الشقيق من الاهتداء مجددا إلى سبيل الوحدة والاستقرار داخل حدوده المشروعة، وإرساء القواعد اللازمة لرجوع النظام المؤسساتي بشكل دائم لما فيه خير الشعب المالي الشقيق». ودعا جلالة الملك الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية للفرنكفونية إلى تقديم المساعدة الضرورية للسيد رومانو برودي، المبعوث الخاص لمنظمة الأممالمتحدة إلى الساحل، حتى يتسنى له تعبئة وتنسيق الجهود الدولية بهدف التنفيذ الفعلي «لاستراتيجية الأممالمتحدة من أجل الساحل» في قلب هذه المنطقة الإفريقية. وقال جلالة الملك إن الحالة المؤلمة لمالي تعد تجسيد حيا لمدى خطورة الوضع الذي تتداخل فيه مختلف الأبعاد السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية. وأشار جلالة الملك، في هذا الصدد، إلى أن «استمرار الأزمة الاقتصادية والمالية وحالة الترقب التي يعرفها الاقتصاد العالمي، وما يكتنفه من آفاق مظلمة وتفاقم المخاطر والمستويات غير المقبولة للبطالة وتعاظم معدلات الهجرة والآثار المدمرة للتغيرات المناخية، كلها عوامل قد أضحت تشكل تهديدا حقيقيا للاستقرار عبر العالم». وبعد أن أبرز جلالة الملك أن الانخراط التام في المجهودات المبذولة على الصعيد العالمي بهدف رفع التحديات الكونية، الاقتصادية منها والبيئية، يعد مناسبة سانحة بالنسبة للمنظمة الدولية للفرنكفونية للتقرب أكثر من الشعوب التي تتولى تمثيلها، أكد جلالته أن «هذا التحول وهذه الدينامية اللذين نتطلع إليهما كفيلان بإحداث دوائر أخرى للمصالح المشتركة - بغض النظر عن تقاسم اللغة والثقافة - سنتمكن في إطارها من تطوير أشكال جديدة للتضامن ومشاريع للتعاون والعمل المشترك والاندماج».