دعا الوزير الأول الأستاذ عباس الفاسي أول أمس السبت، بمونترو إلى اعتماد حكامة عالمية سياسية واقتصادية ذات بعد انساني. وأكد الوزير الأول في مداخلة خلال القمة ال`13 للفرنكفونية التي اختتمت أمس أن المغرب باعتباره بلدا افريقيا وعربيا وعضوا فاعلا في الأسرة الفرنكفونية، يدعو إلى اعتماد حكامة عالمية سياسية واقتصادية ذات بعد انساني. وأشارالوزير الأول الذي ترأس الوفد المغربي المشارك في القمة إلى أن هذه العولمة المتجددة، الهادفة إلى ضمان السلام والازدهار للجميع، يجب أن تستند إلى ضرورة احترام والحفاظ على التنوع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، مضيفا أن جلالة الملك محمد السادس، سبق أن ذكر بهذا الموقف ، في الخطاب الذي وجهه جلالته إلى المشاركين في الدورة الثالثة للندوة الدولية للحكامة العالمية، المنعقدة من 15 إلى 17 أكتوبر الجاري بمراكش. وذكر الأستاذ عباس الفاسي في هذا الصدد بأن جلالة الملك كان قد أكد أن المغرب، «كما هو الشأن بالنسبة لدول الجنوب، لاسيما في القارة الإفريقية، ليتطلع إلى انبثاق عولمة عادلة ومنصفة ومشاركة ; عولمة تضمن تنمية متوازنة ومتناسقة ومستدامة وبشرية ; وتضع الإنسان في صلبها، وتحفظ له كرامته، وتنبذ كل أشكال المهانة والتبخيس والميز، وتقضي على أسباب الفقر والإقصاء والتهميش». وجدد الوزيرالأول في هذا السياق، دعم المغرب للطموح المشروع للفرنكفونية في أن يكون لها حضور وازن في مؤسسات الحكامة العالمية سواء السياسية منها والاقتصادية، وذلك من خلال التشاور المنتظم والتضامن الفعال داخل الأسرة الفرنكوفونية و وشدد على أن «عملنا يجب أن يقوم على ضرورة تعزيز وحدة وسيادة الدول، وضمان حصانتها وتقوية اندماجها الإقليمي لحمايتها من الآثار السلبية للتخلف والتجزيء والإرهاب وعدم الاستقرار».. وأشاد الفاسي في هذا السياق ، بالاهتمام الذي تم الإعراب عنه بشأن التعاون بين الفرنكوفونية والأمم المتحدة في مجال حفظ السلام والأمن، مؤكدا في هذا الصدد، دعم المغرب للجهود المبذولة لتشجيع مزيد من المشاركة الفرنكفونية في عمليات حفظ السلام القائمة، ولا سيما في الفضاء الفرنكفوني، بما في ذلك الولوج إلى مناصب قيادة هذه العمليات. واعتبر أن دور الفرنكوفونية والمكانة المؤسساتية التي يجب أن تشغلها، سيتم الاعتراف بها في حدود قدرتها على التحول إلى شريك فاعل وذي مصداقية وقابل للانخراط في الحيلولة دون نشوب النزاعات والمساهمة في حلها بشكل فعال. ولاحظ السيد الفاسي أن النهوض بدمقرطة العلاقات الدولية يكتسي أهمية حاسمة بالنسبة لمستقبل الانسانية. وقال ،في هذا الصدد، إن الفرنكوفونية التي تجمع أزيد من ثلث الدول الأعضاء بالاممالمتحدة وتتوحد حول قيم مشتركة لبلدان ذات ثقافات متنوعة ، من حقها المطالبة بوضع فاعل دولي في المساهمة الايجابية والناجعة. من جهة أخرى دعا الوزير الأول إلى أن ارساء سلام عادل ودائم للنزاع في الشرق الاوسط ، يشكل انشغالا مهما بالنسبة للمجتمع الدولي، وهو ما يحتم على الفرنكوفونية التحرك بشكل فعال من أجل ايجاد حل له. وأكد، في هذا الصدد، أن المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يٍرأس لجنة القدس ملتزم بشكل ملموس وعملي منذ عدة سنوات بالتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني والمحفاظة على الخصائص الهوية والحضارية والثقافية لمدينة القدس التي تحظى بتقدير الديانات السماوية الثلاث، يدعو الى مزيد من التعبئة من أجل التوصل إلى حل عادل لهذا النزاع. وأضاف ان المغرب يعتبر أن مسلسل السلام بالشرق الاوسط يعد قضية دولية يتعين معالجتها على هذا المستوى وفق الشرعية الدولية وقرارات الاممالمتحدة، وأن الطريق الوحيد الذي يتعين اتباعه لتسوية هذا النزاع يتمثل في حل دولتين تعيشان جنبا الى حنب في سلام وأمن. وكان الوزير الأول قد أكد في تصريح للتلفزة المغربية قبل افتتاح أشغال القمة التي شهدت حضور ممثلي 70 دولة أن المنظمة العالمية للفرنكفونية أضحت تضطلع الأن بأدوار وأولويات جديدة لخصها في التنمية المستدامة ومحاربة التصحر ومساعدة الدول الافريقية بجنوب الصحراء ونشر ثقافة السلم وأبرز الحضور المغربي الوازن لضمان استتباب الأمن والاستقرار بالقارة سواء بالكونغو أو ساحل العاج واعتبر الى أن مناسبة القمة تتيح للوفد المغربي فرص التواصل بدول إفريقيا جنوب الصحراء .