ارتفعت الأصوات مطالبة بعقد جمع عام استثنائي لجامعة ألعاب القوى، وكذا بفتح الباب أمام أبناء هذه الرياضة، الذين وجدوا مكانهم محتلا من قبل أناس، لم يسبق لهم أن ولجوا المضمار. فأمام حشد من قدماء الأبطال والمسيرين القدامى والجدد وعدة أطر تقنية، وفي جو طبعته الحماسة، قدمت الجمعية المغربية لقدماء الدوليين لألعاب القوى، خلال ندوة صحافية، عقدتها مساء الخميس بالدار البيضاء، أهدافها وبرامج اشتغالها، ونفضت الغبار عن بعض ما تعيشه رياضة أمام الألعاب في السنوات الأخيرة. واعتبر رئيس الجمعية، محمد صمصم ، أن فكرة تأسيس فضاء جمعوي، يلم شمل أسرة ألعاب القوى، استغرقت وقتا من التشاور، خلص إلى ضرورة تكثيف الجهود والعمل الجاد من أجل جعل هذه الجمعية فضاء لبلورة الأفكار وتحقيق أهدافها، انطلاقا من تمتين الروابط بين مختلف الأبطال السابقين، والاهتمام بأوضاعهم الاجتماعية. ورغم تأكيد محمد المعزاوي، رئيس الجمعية المغربية للسباقات على الطريق والماراطون، على أن هذه الجمعية لن تفتح حربا مع أي جهة، وأن الغاية الكبرى هي فتح نقاش موسع حول واقع هذه الرياضة، وتحقيق إقلاع جديد لها، عبر تسخير الإمكانيات والطاقات التي تتوفر عليها الجمعية، فإنه شدد على ضرورة التصدي لكل من يحاول العبث بهذه الرياضة. ورفع البطل العالمي والأولمبي السابق، ورئيس عصبة فاس بولمان لألعاب القوى، خالد السكاح، سقف المطالب إلى ضرورة عقد جمع عام استثنائي للجامعة، مشيرا إلى أن أشخاصا قدموا من خارج الحلبة، «فرتكوا ألعاب القوى، وجراو على أبطال وأطر هذه الرياضة». وطالب بلم شمل أسرة ألعاب القوى، بعد التفرقة التي انتهجتها الجامعة الحالية، والتي كانت سببا في ابتعاد أطر مشهود لها بالكفأة. مؤكدا على أن التهميش طال حتى العصب، وكانت الضحية في الأخير هي ألعاب القوى. وخلفت كلمة عضو المكتب الجامعي، ورئيس عصبة جهة الغرب الشراردة بني احسن، عبد النبي سليكان، ردود فعل قوية، خاصة عندما أعلن أنه يحمل توصيات من عصبته إلى هذه الجمعية من أجل تبنيها، بعدما تبين له - حسب كلمته - من موقعه كمسؤل جامعي، مدى الأخطاء التي ارتكبتها الجامعة، ولاسيما في ظل حالة التنافي التي يتواجد عليها الرئيس، والذي يعد في نفس الآن المسؤول الأول عن الشركة المحتضنة، حيث عين مسؤولين بشركته بمناصب هامة بالجامعة. فكيف لهذا المسؤول الجامعي، أن يحمل توصيات من عصبته إلى جمعية حديثة النشأة، في الوقت الذي كان يتعين عليه أن يبادر من موقعه كمسؤول جامعي وكمسؤول عن عصبة، أن يسلك المساطر القانونية، والإدارية لتصحيح ما تحدث عنه، علما بأن الجمع العام الأخير للجامعة لم يشهد أي نقاش من هذا المستوى، ولم يعترض خلاله أي أحد على تسيير المكتب الجامعي الحالي؟. قبل أن يجيب سليكان بأنه قام بعدة مبادرات داخل المكتب الجامعي من أجل تصحيح الاختلال، غير أنه لم يجد مستجيبا، وأنه سيرفع محضر جمعه العام إلى الجامعة والسلطات الإدارية المختصة. وفي مداخلة له، أعلن الحسين بنعويس، ممثل عصبة كلميمالسمارة، أن عصبته ستحضر الجمع العام المقبل، وسترفع شعار إرحل في وجه المكتب الجامعي الحالي. هذه الندوة التي حضرها عدد من رؤساء الجامعة سابقا، وعدة أبطال عالميين، ومسؤولين تقنيين، طغى عليها الكثير من الحماس، لكنها في نفس الوقت كشفت أن هذه الجمعية حملت أكثر من طاقتها، لأن طريق التغيير أو الإصلاح تحتاج إلى سلك المساطر القانونية أولا، وأن تثار كل الإشكالات المتعلقة بهذه الرياضة خلال الجمع العام، وحينها تقاس مدى صلابة مواقف المطالبين بالإصلاح وقدرتهم على التغيير. فهل ينجح هذا التيار في فرض مواقفه على الجامعة؟