الحديث مع امشراط حسن الملقب باعسيلة يقودنا الى استحضار الأيام الجميلة لكرة القدم الوطنية من خلال جيله من اللاعبين المتميزين الموهوبين الذين كان لهم شموخ على الملاعب الوطنية والافريقية والدولية، وساهموا في تألق المنتخب الوطني الذي كان له شرف منح المغرب أول لقب أفريقي على مستوى المنتخبات للكبار، وكان ذلك سنة 1976، أي منذ 36 سنة، وكان هذا اللقب الوحيد لحد الآن، حينها فاز المنتخب الوطني ببطولة أفريقيا للأمم في عاصمة أثيوبيا أديس أبابا. وفي خضم النقاش الدائر حول المنتخب الوطني وإدارته التقنية بعد إقالة المدرب البلجيكي غيريتس وفوز رشيد الطاوسي بمنصب الناخب الوطني الجديد لفترة مقبلة بتعاقد يمتد سنة واحدة قابلة للتجديد في حال نجاحه في المهمة المتمثلة في إعادة هيكلة المنتخب الوطني للكبار على أسس جديدة وقوية تمكنه من استرجاع هيبة وقوة كرة القدم الوطنية منذ مدة ليست بالقصيرة. اعسيلة صاحب اليسرى الساحرة الذي اعتزل اللعب منذ سنة 1984، كان له صيت كبير في الملاعب الوطنية والدولية، وساهم بشكل كبير في رسم معالم قوة المنتخب الوطني في السبعينيات من القرن الماضي. كان له رأي وتحليل لما جرى حول المنتخب الوطني وكرة القدم والبطولة الاحترافية في موسمها الثاني فماذا قال اعسيلة؟! إذا أردنا أن نكون موضوعيين في الحديث وتحليل ما جرى ويجري في محيط وعمق كرة القدم الوطنية والمنتخب الوطني فلابد من استحضار السياسة العامة والاستراتيجية التي يكون من بيدهم تدبير المجال قد سطروها لبناء الماضي والحاضر والمستقبل. فهل كانت هناك استراتيجية وسياسة واضحة على اسس ديمقراطية؟ الجواب يمكن تلخيصه في أن ما يجري على ساحة تدبير الرياضة الوطنية يوحي بأن هناك فراغا كبيرا في التدبير والتسيير، رغم ما نسمعه بين الحين والآخر، ويمكن القول إن تجسيد وضع الرياضة الوطنية في فشل المنتخب الوطني له ما يبرره وخصوصا بعد الإخفاقات المتتالية للكرة الوطنية في واجهات عديدة. كنت أتمنى أن يكون التغيير في النظر إلى الأشياء شموليا يمس الجوانب المتعددة لتدبير وتأطير كرة القدم الوطنية. جميل أن نرى إطارا وطنيا مشهود له بالكفاءة وهو رشيد الطاوسي، يتم تعيينه ناخبا وطنيا، نتمنى له التوفيق. ولكن هذا لا يكفي، لأن المشكل أعمق بكثير من تغيير الناخب الوطني. رشيد الطاوسي و الفريق العامل معه يمكنهم النجاح في مهمتهم و إعادة اللحمة والتوهج للمنتخب الوطني، لكن بشرط دعمه بشكل كبير من طرف الجميع، وخاصة على مستوى الجامعة المفروض في إدارتها التعامل مع الطاوسي بالشكل والدعم القوي الذي كانت تتعامل به مع المدرب البلجيكي الذي كان صاحب المبادرة في تقرير كل شيء، صغيرة وكبيرة، بخصوص المنتخب الوطني. لا يجب أن نجعل من مباراة مراكش هي الفصل بالنسبة للمستقبل، أعتبر مباراة مراكش ضد الموزمبيق حاسمة للتأهل لنهائيات جنوب أفريقيا، ولكن لايجب أن تكون مشجبا في حالة الفشل لا قدر الله. نعلق عليه أخطاء إن حدثت في هذه المباراة. الأمر كله يتجلى في إعطاء الثقة والوقت الكافي للطاقم الجديد للمنتخب الوطني ونتركه يعمل ونوفر له الإمكانيات، حتى ينجح في مهمته، وخصوصا أن المغرب يتوفر على المادة الخام وترسانه من اللاعبين الدوليين المتميزين سواء تعلق الأمر بالمحترفين في البطولة الوطنية أو في الدوريات الأوربية.