في حدث غير مسبوق، حصل المغربي الأصل- سيرج حروش، على جائزة نوبل للفيزياء لسنة 2012. وقد غادر سيرج، ابن الطائفة اليهودية المغربية، الدارالبيضاء، في سن الثانية عشرة، بعد أن كان قد ولد بها سنة 1944 يوم 11 شتنبر. وانتقل الطفل المغربي رفقة عائلته إلى فرنسا، واستكمل دراسته بها. يعمل باحثا في المركز الوطني للأبحاث العلمية بفرنسا، ويدرس في كوليج فرنسا وجامعات أخرى، من بينها بوليتيكنيك وجامعة بيير إي ماري كيري المعروفة بباريس أربعة. لجنة تحكيم نوبل، شرحت تتويجه بالجائزة، من أجل توصله إلى سبل لقياس جسيمات الكم المراوغة دون تدميرها مما يمكن من صنع نوع جديد من أجهزة الكمبيوتر أقوى بكثير من أي جهاز سابق. وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم "فتح الفائزان بجائزة نوبل الباب أمام مرحلة جديدة من التجارب في ما يتعلق بفيزياء الكم بتوضيح الرصد المباشر لجسيمات الكم الفردية دون تدميرها." ومنحت الأكاديمية الجائزة وقيمتها ثمانية ملايين كرونة (1.2 مليون دولار) مناصفة للعالمين.وشرحت وكالة رويترز أن الجائزة التي حصل عليها "العالم الفرنسي سارج أروش والأمريكي ديفيد واينلاند بالتوازي لأنهما -وكلاهما يبلغ من العمر 68 عاما- أنهما توصلا إلى سبل للتحكم في أصغر الجسيمات للمادة والضوء لرصد سلوك غريب كان لا يمكن سابقا إلا تخيله في المعادلات والتجارب النظرية.وأضافت الأكاديمية "ربما يغير كمبيوتر الكم حياتنا اليومية في هذا القرن بنفس الطريقة الجذرية التي فعلها الكمبيوتر العادي في القرن الماضي." وقال اروش إنه كان يمشي في الشارع مع زوجته عندما وجد كود السويد في المكالمة التي تلقاها على هاتفه لإبلاغه بالجائزة. وقال للصحفيين في السويد في مكالمة هاتفية "رأيت كود المنطقة 46 ثم جلست... اتصلت أولا بأبنائي ثم اتصلت بأقرب زملائي الذين لولاهم لما فزت أبدا بهذه الجائزة." وصرح سيرج بأنه يأمل في أن تمنحه الجائزة المنبر اللازم "الذي يتيح لي أن أوصل أفكاري ليس في هذا المجال البحثي فحسب، بل أيضا في الأبحاث بصفة عامة.. الأبحاث الضرورية." يشار إلى أن جائزة نوبل للفيزياء هي ثاني جائزة تعلن ضمن جوائز نوبل. وبدأ منح جوائز نوبل في العلوم والآداب والسلام في عام 1901 وفقا لرغبة ألفريد نوبل مخترع الديناميت. وتبحث فيزياء الكم في سلوك العنصر الأساسي في الكون على نطاق أصغر من الذرات عندما تتصرف الجسيمات بالغة الصغر بطرق غريبة لا يمكن وصفها إلا من خلال الرياضيات المتقدمة. وقالت اللجنة التي منحت جائزة نوبل "الجسيمات الفردية لا يمكن فصلها بسهولة عن بيئتها المحيطة، وتفقد خصائصها الكمية الغامضة بمجرد تفاعلها مع العالم الخارجي." وأضافت "من خلال أساليبهم المعملية الماهرة تمكن اروش وواينلاند إلى جانب مجموعتيهما البحثية من قياس حالات كمية هشة للغاية، كان يعتقد سابقا أنه لا يمكن رصدها بشكل مباشر. تتيح هذه الطرق الجديدة لهم بحث الجسيمات والتحكم فيها وإحصاءها".