تجاوزت شهرة «بوزبال» النجم الفايسبوكي شهرة صانعه محمد نصيب، الذي أسر للمجلة الناطقة بالفرنسية «تيل كيل» أنه أقل شهرة من نجمه بوزبال. ويقول محمد، «أنا معروف على شبكة الانترنيت، لكن ليس في الواقع.. إن الناس لا يتعرفون وجهي، إذن لست مشهورا بعد». إن «بوزبال»،شخصية رسوم المتحركة هاته، التي اقتحمت صفحات الملايين من المغاربة على شبكة الفايسبوك، مثله في هذا الاطار مثل محمد، «لا يتواجد على أرض الواقع بل هو رهين صفحات الفايسبوك». لقد اختار محمد من خلال «بوزبال»، الذي أكسبته شجاعته الشهرة وسط الشباب المغربي، أن يجرب عالم الشهرة، فقد كان دائما يريد أن يصبح معروفا. «لقد أنشأت في بداياتي فرقة موسيقية للراب تزامنا مع ال«بيغ» و«ماستافلو»، هم نجحوا وأنا لا. إذن قررت أن أعيد المحاولة من خلال شيء خاص، أمر أتمكن منه بشكل أحسن». إن شخصية «بوزبال»، التي تعكس العديد من أوجه الشباب المغربي الذي يُظهر صعوبات كبيرة في التأقلم مع المجتمع نظرا للفقر والتهميش، يقول محمد انه مغرم بشخصية بيل غيت، ستيف جوبس، ميلود الشعبي، فمحمد مغرم «من الاشخاص الذين انطلقوا من لا شيء وبلغو القمة، إنهم اشخاص يجسدون بالنسبة لي الشخصيات العصامية». تتطرق هذه الشخصية جد الواقعية، التي حاولت جهات عدة اأن تحتضنها بتقديم الدعم المالي وايضا وصلات اشهارية في موقعه. غير ان محمد نصيب صديق «بوزبال» رفض واستمر في تمويل مشروعه من ماله الخاص، تتطرق للعديد من القضايا الحسّاسة كالسياسة والمشاكل الاجتماعية والاقتصاد والبطالة...وذلك من خلال طريقتها الخاصة في معالجة هذه القضايا، فشخصية«بوزبال»، العازب والذي لا يرفض التعرف على الفتيات، لا تكترث للقواعد أو لما سيقوله الآخرون عنها لأن كل ما يهم «بوزبال» هو التعبير عن مشاعره دون التفكير في عواقب ذلك. إن اختيار اسم الشخصية بالنسبة لنصيب، لم يكن اعتباطيا، لأن مبدعها يودّ أن يسلط الضوء على انحراف المجتمع ويقول إن بوزبال لن يحظى بقبول المجتمع له إلا إذا تخلى عن طريقة تصرفه ومواقفه الأنانية. وبالتالي، يمكنه أن يجذب انتباه الناس إلى الرسالة الحقيقة التي يمررها من تحت غرابة بوزبال، الذي يحاول أن يكون إيجابيا قدر الإمكان في مواجهته لقساوة العيش التي يواجهها أغلب الشبان المغاربة. وفي الأخير، نلاحظ أّنّ شعبية شخصية «بوزبال» تعود كذلك إلى حقيقة أن الشبان المغاربة منبوذون من طرف وسائل الإعلام التقليدية وأغلبهم لا يحسون بأنه لهم مكانا في البرامج التي تنتجها.