هذا الكتاب «روح تيبحرين» يرتكز على مقابلات معمقة مع الاب جان بيير شوماخر. طيلة ثلاثين ساعة، اجراها نيكولا بالي في دير "نوتردام الاطلس" في ميدلت بالمغرب, على ثلاث فترات مدتها شهر ونصف (ابريل 2011,غشت ,2011 وفبراير 2012 ) يقدم فيها الراهب شهادته على مساره ومسار إخوانه في دير تيبحرين بالجزائر وعملية الاختطاف الذي تعرض لها سبعة منهم. شهادة معززة بتوثيق مهم قام به نيكولا بالي لكي يعطي حياة للحكاية مع القيام بالتحقيقات التاريخية الضرورية كلما امكن ذلك. اضافة الى ملاحظاته عن الحياة اليومية في الدير والحوار بين المسيحيين والمسلمين في عين المكان، وقراءاته للكتب المختصة والارشيف الخاص بدير تيبحيرين 1996/1993 والارشيف الخاص للاب جان بيير وارشيف عائلة بول فافر ميغيل احد شهداء الاختطاف السبعة. هذا العمل ينظر إليه كأيقونة تنكشف من خلالها كل مرة جوانب جديدة، وكل من يتخشع أمام أيقونة العذراء يتلقى عبر الصلاة، الرسالة التي أراد الرسام حملها. وهكذا تم الأمر في فيلم «رجال وأنبياء». وإنجاز هذا العمل تم بعناية فائقة واحترام للآخر يترجم روح تيبحرين. كنا نخشى أن يؤدي تصوير مشاهد في المغرب على بعد حوالي 100 كلم من ميدلت في دير تيومليلين المهجور، إلى اتهامنا بالتبشير من طرف السلطات المحلية. وعندما طلب منا غزافيي بوفوا قبل المشاركة صحبة عدد من الممثلين من بينهم لويك بيشون، الذي أخذ دوري في الفيلم، فضلنا عدم المشاركة معه، وعبرنا له عن مخاوفنا، وهو ما تفهمه تماماً. بعد ذلك تغير موقفنا تجاههم. لم نتردد في فتح أبوابنا لهم بعدما اكتشفنا الفيلم ونبل نواياهم. لا يهم إن كانت بعض المقاطع لا تتطابق مع حقيقة الوقائع، ربما من أجل شد انتباه المشاهدين (أميدي الذي كان شخصاً قوياً وشجاعاً ما كان أبداً ليختبىء تحت سريره في حال الخطر)، لكن مخرجي الفيلم ركزوا بأمانة على رسالة رهبان تيبحرين. رسالة المحبة والتعايش بين الإخوة والتقاسم والمساعدة فيما بينهم خلال الفترات الصعبة، رسالة الاستقبال المتبادل الممكن، والحميمي بين المؤمنين المسلمين وأتباع المسيح. رسالة الانفتاح على الرب ليس فقط في الصلوات، ولكن أيضاً في الخضوع الشجاع أمام الخطر. وعملوا، أيضاً، بكل الجهد الممكن من أجل ألا يقع لُبْس محتمل، في أذهان بعض المشاهدين، بين مشروعهم الفني ونشاطنا الرهباني في المغرب. وهكذا يظهر الفيلم الأب برونو في دير تيبحرين قادماً من كنيسة تاحيي في منطقة ساڤوا، بينما جاء في الحقيقة من فاس للمشاركة في الانتخاب المقبل لرئيسنا. وجمالية هذا الفيلم الذي توج في مهرجان كان السينمائي، رسخت قناعتي بأن رحيل إخواننا لم يكن بدون فائدة. فوفاة القديسين زرع للمسيح. ورحيلهم خلق رابطاً ومافتىء يخلق روابط رغم الحدود، هنا في ميدلت بالمغرب طباختنا باها، بربرية مسلمة أرادت مشاهدة فيلم «رجال وآلهة»«، أعطيناها وبعض أفراد عائلتها نسخة من الفيلم. صدموا لما شاهدوا، طلب منا أناس آخرون في الجوار مشاهدة الفيلم. وفي النهاية، أصبح هذا الفيلم وسيلة هائلة لاستمرار الحوار مع المسلمين. هل كان بمقدورنا أن نحلم بمصير أفضل؟ ولكن هذه العلاقة التي تحدث عنها هي أيضاً علاقة تراسلية. لا أتذكر عدد الرسائل التي توصلت بها من كل بقاع العالم منذ صدور الفيلم. وبهذه المناسبة، كان عدد كبير من الناس قد اكتشفوا أن هناك شخصا ناج من تيبحرين. هذه الرسائل تتراكم فوق مكتبي بمكتبة الكنيسة، ومن واجبي الرد على كل شخص كاتبني، وأشكره على اهتمامه والكتابة فعل رائع، وعدم الرد سيكون فعلا غير مناسب. وأغلب هذه الرسائل تأتي من فرنسا، لكن هناك رسائل من بلجيكا وهولندا وألمانيا وجمهورية التشيك أو من الولاياتالمتحدة. في أعياد الميلاد 2011 توصلت بحوالي 50 رسالة. في رسائلهم، يحدثني الناس عن الفيلم الذي يحيل على أفكارهم أو تجاربهم، وعندما يكتبون لي مرة ثانية، يثيرون في الغالب مشاكل حميمية جداً. وأتذكر رسالة فرنسية تتساءل ما إذا كان عليها أن تغادر نهائيا المغرب العربي، وترك رفيقها المسلم الذي يبدو أنها تجتاز معه فترة صعبة. رأت في إحدى لقطات الفيلم، كريستيان وهو ينزوي قرب بحيرة تعرفها جيداً، وهذه اللقطة أحالتها على وضعية تعيشها إلى حد أثرت فيها بشكل عميق. هل عليها أن ترحل؟ هل تبقى؟ وما هي عواقب قرارها؟ كيف يمكن أن تحافظ على عائلتها؟ وقضية الاختيار الذي اختاره رهبان تيبحرين أصبح كونياً. كل هذا يعتمل بداخلها ويدفعها للجوء إليَّ لأساعدها، ربما لكي لا تحس بأنها وحيدة ومحبطة. رسالتها مثل رسائل أخرى، هي مؤشر على وجود فراغ. والبوح حاجة في عصرنا هذا، ربما لا يستطيع مجتمعنا الجواب عنها. وبقوة الفيلم، أصبحت أنيسا دون أن أتمكن للأسف من مواصلة الحوار عن بعد، لأن متطلبات عملي الديري لا تسمح بذلك. البعض يكتبون بأننا نقوم بعمل استثنائي، بينما نحن أناس مثل الآخرين! علينا أن نظل خداماً متواضعين للإنجيل والمسيح، كما يذكر بذلك الأب بول، عندما يحذر تيموتي من الإغراء الإنساني المتمثل في الرغبة في الظهور. لكن كل هذه الكلمات المرسلة من كل بقاع العالم تشكل ارتياحا كبيراً بالنسبة لي، وأود أن أذكر هنا ثلاثة مقاطع من رسائل توصلت بها منذ سنتين، يمكن أن تسعد نفوساً أخرى غير نفسي. «في جيب لباسي أضع دائماً معي كيساً صغيراً من أزهار الخزامى قطفتها من حديقة تيبحرين. هدية من أحد أقارب الأخ لوك [....] هذه الأزهار الصغيرة هي بالنسبة لي رمز للثمرة التي حملتها الأرواح السبعة المزروعة في أرض الجزائر، إذا سقطت حبة قمح في الأرض، فإنها لا تموت تبقى وحيدة، ولكن إذا ماتت، فإنها تحمل الكثير من الثمار. والكثير من الثمار تولد وستولد من الحرث السخي في تيبحرين (عمل الشهادة بدم الإخوة السبعة الذين اغتيلوا، وبشهادة من ظلوا أوفياء). ومن بين هذه الثمار، أذكر أيضاً مهمتي ووضعي كأخ وراهب اليوم. اليوم أعيش في أخوة صغيرة مندمجة في حي للمهاجرين، حضور بسيط للصلاة وسط المهاجرين الصينيين الذين يعيشون هنا مستغلين من طرف شركات سرية. وبالنسبة لي يعني ذلك العيش وتطبيق هذا الدرس في اللقاء والوفاء والعطاء الذي تعلمته من مدرسة تيبحرين». في تيبحرين كنا نستمد قوة نشر رسالة الحب بين الناس، بمساعدة الرب والرسالة التي بعثها إلي ذات يوم لويك بيشون الممثل الذي لعب شخصيتي في فيلم غزافيي بوفوا، أثرت في بشكل خاص، لأنها تظهر أن تيبحرين يمكن أن تكون مصدر إلهام وليس فقط بالنسبة للأشخاص المنخرطين في الحياة الدينية. «تقديرك (للفيلم) يعني أكثر بكثير من تصفيقات مهرجان كان منذ الدخول، قدمت حوالي 30 عرضا لمسرحية بعنوان «الطاعون»، إنه مونولوغ لمدة ساعة ونصف، ألفته انطلاقا من رواية ألبيركامو. أجد متعة في هذا النص الذي أجد فيه قرابة فلسفية وإنسانية مع قصة تيبحيرين، وعندما أكون على الخشبة، فإن هذا الانطباع، وهذا التقدير منك يتملكني كليا. وأخيرا هناك من بين العديد من الرسائل الجميلة، رسالة وصلتني من ألمانيا تقول الكثير عن الأمل. «قوة التبادل و التساؤلات كما الصمت، لا يمكن إلا أن تمس قلوب معاصرينا المدجنين بالمتطلبات التافهة لعالمنا الحالي. و المصير الرهيب لأصدقاءك ليس في نظري، بدون فائدة، لأنه ساهم بفضل الفيلم في إيقاظ العديد من الضمائر وهز العديد من القلوب.. في الوقت الذي يدعونا النور إلى الخروج من تفاهتنا للإمساك مجددا بزمام أنفسنا وتصحيحها. الأخ جان بيير وكذلك جماعتك أتمنى أن تعيش في سلام، وتكون لفترة طويلة شاهدا، وأتمنى لك الصحة بعد هذا المصير المرعب بأفضل طريقة تعيشونها، ليكن إخوانك الذين رحلوا أفضل عون لك وبإنسانيتهم الكبيرة يواصلون معك التوهج في قلوبنا مثل الأنوار في الليل». الرب هزم الشر، لأنه بقي حبا. ومن خلال البعث والرسالة التي تركها لنا نجح في حياته رغم الفشل الهائل الذي مثله تصليبه، إخواني في تيبحرين ساروا حتى النهاية إلى حد تقديم حياتهم للرب، دون أدنى رغبة في التضحية، ولكن استجابة لمثل الحياة الرهبانية التي تجمعنا ما وراء الحياة الدنيا. ولهذا السبب لم أحمل أبدا الحزن رغم ما يمكن أن يبدو غريبا لدى كل من سألوني بهذا الخصوص. لم ينقطع أبدا الرابط مع الإخوة منذ وفاتهم، بل تعزز بأفضل شكل مع مرور الزمن. العلاقة معهم تواصلت من خلال الصلاة أكثر منها من خلال الأحلام الليلية التي أتذكرها في الغالب بسبب سني المتقدم كل صباح. مع الشروق، أحاول أن أخاطبهم داخليا، على الأقل لإصلاح بعض الأخطاء التي قد أكون ارتكبتها في حقهم، في العلاقات اليومية في تيبحيرين. أحاول، أيضا، قدر المستطاع فهم مواقف البعض عندما لا تعجبني. لنا كلنا أخطاؤنا. وهكذا منذ طفولتي، هناك تلك المعاناة التي تلاحقني لكوني لم أجد ما أقوله تجاه الآخرين، بل حدث عدة مرات، خلال اجتماعات الجماعة، لم يكن بمقدوري اتخاذ موقف فوري من بعض القرارات، بينما كان باستطاعتي فعل ذلك كتابيا لو أعطي لي وقت للتفكير. لهذا السبب ولأسباب أخرى، أطلب العفو من إخواني لأنه مازال بالإمكان طلب العفو المتبادل حتى وإن غادر هذا أو ذاك هذه الحياة الدنيا. فالعلاقة تبقى للأبد! ليأذن لي الرب أن أقوم باعتراف. إذا أمكن البعض الإخوة أن يروا الأخ لوك، فقد رأينا تواجد إخواننا إلى جانبنا في مناسبات أخرى. عندما نشتغل في الصباح في مكتبه دير ميدلت، نفاجأ في بعض الأحيان بصوت خافت في المكتبة، كما لو أن شخصا يضرب عدة مرات في خشب الرفوف. يلتفت رئيسنا الأب جان بيير فلاشير نحوي ونفهم بعضنا من نظراتنا «إنه هو، إنه اميدي».. إشارات مثل هذه لها معنى. هل جاء ليطلب مساعدتنا،لأنه ما زال ينقصه كل الصفاء الضروري للقاء الرب؟ أم أنه يريد أن يوجه لنا رسالة تشجيع: «أنا هنا، استمروا!»؟ هذا المثال للتواجد في الإسلام الذي عاشه إخواننا، يريدونه أن يستمر رغم أنني «آخر الناجين» في تيبحرين، فإنني لم أحس أبدا أنني وحيد. في غشت 2011، رأيت في منامي حلما رهيبا ظهر لي خلاله محمد حارس دير تيبحرين، حكيت حلمي لعمر. العامل المسلم في ديرنا بميدلت دون أن أدخل في التفاصيل، قال لي «جان بيير عندي دواء لك، سيشفيك ويريحك». بعد لحظة قدم لي دعاء مأخوذا من القرآن، نسخه بالعربية «مع هذا الدعاء، لن تحلم بالكوابيس». هذا الدعاء الذي ترجمته بالفرنسية يتحدث عن «الله الرحمن الرحيم» الدعاء طويل من حوالي عشرين سطرا يوصي بقراءته قبل النوم، «[...] أعود برب الفلق من شر ما خلق...» وضعته في إنجيلي، لكنني حتى اليوم، فضلت ألا أستعمله، لأنه سيتسبب في وقف كل حلم، كما حذرني عمر. لكن أنا بحاجة للحلم في بعض الأحيان. يحدث لي أن أحلق فوق المناظر والروابي المغطاة بالغابات. وكرهبان علينا في كل الأحوال، علينا أن نحضن أنفسنا من الإحباط. وكل حزن قد يقود إلى الضعف والفرار من خلية الدير، وإذا ما راودتنا أفكار سيئة علينا طردها على الفور. علينا المواجهة، كما أن هذه المحنة الرهيبة المميزة بخاتم المسيح لم تدفعني أبدا إلى الشك في إيماني على العكس، ما عاشه إخواننا هو مناسبة للفخر، يجب أن نكون في مستواه. والتعبير عن الحزن يعني تكوين صورة سيئة عن الإخوان، وإصابتهم بسوء فهم جارح وربما التسبب في ألم لأفراد العائلات التي لم تحمل حزنهم. والإنصياع لمثل هذا العذاب يعني كذلك توجيه أصبع الاتهام في اتجاه من قتلوا الإخوان، بينما الإخوان كانوا على النقيض تماما من أية إدانة. في سنة 1997، طلب مني أن أقدم شهادتي بعد مرور سنة على المأساة في مسرح «لاموني» ببروكسيل صحبة الأب «أبي» من أبرشية إيفيل ، الكنيسة الأم لتيبحيرين. اللقاء كان من تنظيم جريدة «لاليبربلجيك» وكان اللقاء مخصصا لشهادات حوالي 10 أشخاص ضحايا العنف. آباء وأمهات أطفال اختطفوا وقتلوا، قدموا شهادات مؤثرة ورائعة وبدون مرارة، وفي جو ديني. أقارب الراهب كلافري أسقف وهران الذي اغتيل في غشت 1996 بالجزائر كانوا حاضرين معنا. بدوري، قدمت شهادتي عن وضعي أمام محنة اختطاف إخواني ومقتلهم، وطرح علي سؤال الصفح الصعب: «هل من حقي أن أسامح الخاطفين والقتلة؟» لا أحد من حقه العفو عن الألم الذي أصاب شخصا آخر، وبالتالي ليس من حقي أن أسامح قاتلي إخواني. ضحايا هذا الظلم وحدهم من لهم حق العفو، لأنهم هم من تعرضوا له. هذا العفو يمكن للرب أن يمنحه إذا ما طلبه المتهمون، لأنه يستطيع الإطلاع على أعماق قلوبهم، ويعلم ما إذا كانوا في وضعية تلقيه. أما بالنسبة لي، أي موقف يمكن أن أتخذ؟ أعتقد أنني وجدت الجواب في التصرف المقترح على كبير إحدى الكنائس من طرف القديس بونوا في قاعدته الديرية. فهو يتحدث عن فرضية أخ ارتكب خطأ فادحا أو تصرف بشكل سيء في الحياة المشتركة « أن تحب الأخ وتكره الخطأ» هي توصية القديس بونوا. الفعلان يشيران هناك إلى تصرف صارم ومحدد، مستلهم من هذا الجانب والجانب الآخر بالمجهول المسيحي. هذه الحملة يستبعد أي شكل للحقد والانتقام. ولكنها تعني في نفس الوقت الأمل والشرط: تعديل المتهم من أجل إصلاح الضرر المرتكب. وهذا هو حب الشخص المتهم، وهذا هو نبذ أخطائه. أليس ذلك أفضل وسيلة للصفح؟ ليس فقط عدم الإحساس بأي كراهية، ولكن أن تحب بشكل إيجابي، وإذا ارتكب شخص جريمة، لا يمكننا أن نحب جريمته، وعلينا بطبيعة الحال أن نقوم بكل شيء من أجل القضاء على خطإه، ولكن علينا كذلك أن نحب هذا الإنسان كأخ لمساعدته على السير نحو راحته الحميمية. فالحب يحمل ثمارا، يجب أن ندفع الآخر على الاعتراف بخطإه. وبما أنه ليست لي إمكانية الاتصال بالمسؤولين عن مقتل إخواني السبعة، فإنني أحيل أمرهم إلى الله، مستحضرا صلاة الأب كريستيان دوشيرجي في وصيته، وهي عبارة عن إعلان إلى «صديق آخر دقيقة»، والانضمام إليه، وبعد متمنياتي بأن «يمتلك هذه اللحظة من الصفاء [....]» الذي سيسمح له «بالصفح من أعماق قلبه لكل من مسني». ويختم كرستيان قائلا: «ولك أنت أيضا، أخ آخر دقيقة، أريد لك هذا «الشكر» وهذا الوداع الذي تتصوره بداخلك». لو كنا نعرف وهو حي، أن كريستيان كتب هذا النص، كنا أنا وأميدي وقعناه معك. وأعتقد أن الإخوة الآخرين كانوا سيفعلون نفس الشيء.