في شكاية بلغت إلى مكتب وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، وسجلت تحت عدد (3157/ 3101/ 12)، وأخرى تم التقدم بها إلى المدير العام للأمن الوطني، عامل إقليمخنيفرة ورئيس المنطقة الأمنية بخنيفرة، وحصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، يشكو فيها سائق سيارة لنقل البضائع (محمد مبشور) من سلوك صدر في حقه على يد شرطي (عبدالشكور)، قال بأن هذا الأخير عمد إلى الاعتداء عليه وتعنيفه وإهانته، بالقول إن هذا الشرطي أوقفه بباب السوق الأسبوعي بحي أحطاب، وتابعه بمخالفة «النقل السري» لزوجين وابنهما، ولم يكن من المشتكي إلا الامتثال لعمل هذا الشرطي، ليتم اقتياده لمحجز السيارات، حيث تم إيداع سيارته، ليطلب منه الشرطي مرافقته إلى مركز الشرطة. وبمركز الشرطة، كم كانت مفاجأة السائق كبيرة، حسب شكايته، عند قيام الشرطي بوضع الأصفاد في يديه، وأخذ في صفعه بطريقة جنونية اعتقد الجميع أنها ولت مع العهد المخزني البائد. وقد أكد المشتكي أن قوة الصفعة أصابته بضرر بليغ على مستوى الوجه والأذن اليسرى، وظل على حاله تحت رحمة الشرطي المعلوم، هذا الذي عاد فقام بنزع الأصفاد من يدي ضحيته، وبإنجاز محضر في موضوع سيارته المحجوزة، قبل إطلاق سراحه وكأن شيئا لم يكن، حسب قوله. وصلة بالقضية، لم يفت السائق الضحية التقدم للمستشفى الإقليمي حيث حصل على شهادة طبية تثبت تعرضه للاعتداء، قبل قيامه بالتحرك في كل الاتجاهات للمطالبة بإنصافه واتخاذ التدابير الضرورية في شأن شطط الشرطي، بما يتناسب ومتغيرات المملكة، وعلم أن المشتكي أرفق شكايته المقدمة لوكيل الملك بنسخة من الشهادة الطبية، وصورة فوتوغرافية تبرز أثار الأصفاد على معصميه. ومن كهف النسور، إقليمخنيفرة أيضا، لم يتوقف صاحب ضيعة عن تعميم شكايته على مختلف الجهات المسؤولة حول اعتداء سلوك حاط بالكرامة الانسانية تعرض له على يد قائد المنطقة، هذا الأخير الذي عمد إلى اعتقاله على طريقة أعمال الاختطاف، تاركا سيارته وأفراد أسرته في الخلاء، حيث اقتاده القائد المذكور، بصورة تعسفية نكراء، نحو مقر القيادة لاستنطاقه في ظروف ترهيبية بمحاذاة مكان يستعمله «المخازنية» في الاعتقالات الاحتياطية. المواطن المعني بالأمر، ويدعى محمد والدعان (موظف)، أكد في شكايته، التي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، أنه كان، لحظة اعتقاله، بضيعته غير البعيدة عن مركز البلدة، رفقة مجموعة من السكان المجاورين له يتداولون في أمر يتعلق بحيثيات إغلاق وإتلاف ساقية يستغلها، منذ ما قبل الثمانينات، في ري حقل لزراعة أنواع من الكلأ مثل «الفصة» و»السورغو»، قبل أن مفاجأته بالقائد وهو ينزل بالمكان، رفقة مخزني، حيث قصده بطريقة استفزازية. ومن دون مقدمات أو توضيحات، أمره القائد بامتطاء سيارته المخزنية، ما أثار دهشة وهلع المعني بالأمر، ولم يستوعب حتى الأسباب والمبررات، سيما عندما سأله القائد عن أصل تملكه للضيعة، والغاية من زرع نبتة «الفصة»، الأمر الذي شجع بعض الأطراف السكانية إلى إغلاق الساقية دونما أدنى اعتبار للأضرار التي ألحقوها بمزروعات الضيعة، علما بأن كل الدراسات المنجزة بشأن هذه الساقية تؤكد قانونيتها وعدم وجود أي ضرر. وصلة بالموضوع، تقدم المعني بالأمر بشكاية في الموضوع لوكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، هذا الذي نصحه بإحالة شكايته على الوكيل العام لدى استئنافية مكناس، كما لم يفت المشتكي وضع شكاية ثانية أمام عامل إقليمخنيفرة لمطالبته بالتدخل إقليميا ومركزيا في سبيل إنصافه ورد الاعتبار لكرامته، وفق ما تنادي به دولة الدستور الجديد والحق والقانون.