استفاق سكان حي درب الفقراء بعمالة مقاطعات الفداء درب السلطان بالدارالبيضاء، صباح يوم السبت حوالي الساعة السابعة و 45 دقيقة، على مشهد استنفار أمني كبير وغير مسبوق شدّ إليه انتباه القاطنين والمارة على حد سواء، وذلك بالنظر إلى حجم الإنزال الأمني الكثيف الذي فاق خلاله عدد سيارات الشرطة العشر ، فضلا عن حوالي 40 دراجة نارية لعناصر الصقور كل دراجة على متنها عنصران اثنان، وكانت خلال هذا التدخل الذي شهده تقاطع الزنقة 9 والزنقة 10 العناصر الأمنية سواء من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أو العناصر الولائية أو عناصر الشرطة القضائية لأمن الفداء مرس السلطان، كلها مدججة بأسلحتها النارية وبالعصي والهراوات وعلى أهبة الاستعداد للتدخل، حيث اعتقد كل من عاين المشهد على أن الأمر يرتبط بقضية إرهابية أو بجلل عظيم وذي بأس شديد تعين استنفار كل هذه القوات، قبل أن يتبين أن الأمر لايعدو أن يكون محاولة لإيقاف مبحوث عنه في مجال الاتجار في المخدرات، ويتعلق الأمر بالملقب ب «ولد . ع»، الذي لاذ بالفرار في حين تم إيقاف شقيقه، قبل أن يخلى سبيله في وقت لاحق!؟ وعشية نفس اليوم توزعت نفس العناصر للمشاركة في حملات من أجل إيقاف أشخاص مبحوث عنهم في مجالات السرقة والاتجار في المخدرات، وآخرين قدمت في حقهم شكاوى، وذلك بكل من حي عمر بن الخطاب، وحي الفرح، وحي درب الكبير، هذا الحي الأخير الذي داهمته قوات الأمن التي حلت على متن حوالي ست سيارات و أكثر من 12 دراجة نارية إضافة إلى عناصر «البلير» وبلغ عدد المشاركين في الحملة حوالي 60 أمنيا، كللت بإيقاف أشخاص مبحوث عنهم، فضلا عن آخرين وبحوزتهم مواد مخدرة، بالإضافة إلى إيقاف عدد من الأشخاص من اجل التدقيق في هويتهم. تدخل أمني محمود ومرغوب من طرف المواطنين والفاعلين الذين يؤكدون عليه ويطالبون به، وذلك من أجل استتباب الأمن والحفاظ على سلامتهم البدنية وسلامة ممتلكاتهم، إلا أن بعض هذه التدخلات لاتخلو من ملاحظات بشأن ممارسات شائنة وغير مقبولة من طرف بعض الأمنيين، الذين يتحولون خلال هذه «الفتوحات» المناسباتية إلى «فتوات»، متناسين واجبهم المهني ووظيفتهم الأساسية المبنية على الاحترام والأخلاق في المقام الأول، والتي لاتستثني لامواطنين ولاصحافيين، ومناسبة القول ما تلفظ به وصدر عن بعض الأمنيين الذين شاركوا في حملة درب الفقراء، حيث تم نهر بعض المارة الذين دفعهم الفضول إلى محاولة استطلاع الأمر بكلام نابٍ وساقط واستهدفت به النساء والرجال على حد سواء، وخدش مسامع الصغار بدورهم، كما تم استعمال العنف من أجل منع تصوير التدخل بواسطة هاتف نقال لشاب من سكان الحي، وهي الملاحظة التي أصبحت «وصمة عار» في جبين من يعملون على المس بصورة رجل الأمن والمؤسسة الأمنية ككل، والتي تكررت في وقت سابق خلال «فتح» سالف استهدف مقهى بشارع الفداء تم خلاله حجز «رياشة» وإيقاف أشخاص للتحقق من هويتهم، وهو التدخل الذي صال أحد عناصر الفرقة الوطنية وجال فيه، مانعا أيا كان من مجرد الاقتراب من الرصيف المؤدي إلى المقهى بدعوى أنه «مسرح للجريمة»، وكال السب والقذف للصحافة الوطنية رغم الإدلاء بالهوية، ونفس السيناريو تكرر كذلك في تدخل آخر على مقربة من سينما الزهراء بزنقة بني مكيلد في وقت سابق، ليتضح أن هناك من يسعى إلى خلق هوة بين الصحافة والأمن على الخصوص، وبين المواطن والأمن بشكل عام، وهناك من له نية تصفية حسابات ما ويريد أن يبعث برسالة مفادها أن هناك «بوليس» و «بوليس»، أو من يعتقد بأن «هيبة» الامن قد تكون قد مُسّت أو تراجعت ويريد أن يعيدها بأي شكل كان، علما بأنها هي حاضرة مادامت مؤطرة باحترام القانون ومادام الأمنيون يقومون بواجبهم دون أية ملاحظة في هذا الباب أو ذاك !؟