«شد شفار.. راه هرب من الزنقة تسعود.. للا را هرب من الزنقة عشرة.. للا راه نقز من سطح…» عبارات متفرقة وأخرى كانت تتردد على أفواه بعض سكان الزنقة 9 بدرب الفقراء وبعض المارة الذين فضلوا متابعة الأحداث دون التوجه إلى أعمالهم في ذلك الصباح الباكر من أول ليلة السبت الماضي. صوت صافرة سيارات الأمن المدوية في سماء درب الفقراء بمدينة البيضاء وصراخ النساء كانا كافيان لجعل من كان يغالبه النعاس في ذلك الصباح الباكر الاستيقاظ لمتابعة حدث اعتقال “البزناس ولد العروبي”، بل وجعل عددا مهما من مروجي المخدرات بالمنطقة يفرون، وعلى رأسهم المبحوث عنه الرئيسي الذي هرب إلى وجهة غير معلومة.. هروب “ولد العروبي” أثار حنق بعض عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، حيث لم يستسيغوا الأمر، فكيف يمكن لشخص واحد الفرار من حوالي 40 عنصرا مدججين بالهراوات والعصي وآخرين بالأسلحة!! كان الشيء الوحيد الذي سينقذ ماء وجههم هو اعتقال أخيه من فراشه وبعض أخواته اللواتي حاولن اعتراض رجال الأمن من اقتحام محل سكن الأسرة.. سيارات الأمن العشر التي خصصت لاعتقال “ولد العروبي” امتلأت عن آخرها بأشخاص لا علاقة لهم بالمبحوث عنه، لا من قريب أو بعيد، فكل من وجده عناصر الأمن أمامهم في ذلك الصباح تم اعتقالهم، مستعملين كلمات نابية في حق العديد من المواطنين، خصوصا أولئك الذين حاولوا التقاط صور عملية توقيف المروج واعتقاله. اختلط الحابل بالنابل داخل سيارات الأمن، فبعد أن تم الإفراج عن مجموعة من المواطنين بعد فترة من وصولهم إلى مقر الشرطة، ظل تمديد الاعتقال في حق العشرات واتهامهم بترويج المخدرات في المنطقة. الحكاية بدأت بعد أن شرعت أشعة الشمس ترخي بخيوطها، صباح أول أمس السبت، على أسطح المنازل المتهالكة بمنطقة درب الفقراء بدرب السلطان، ساعتها كان العشرات من عناصر أجهزة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والصقور وقد زاد عددهم عن 40 عنصرا أمنيا، قد ضربوا حراسة مشددة على جميع المنافذ المؤدية إلى الزنقة 9 بدرب الفقراء، حيث تبدى أنهم كانوا مدججين بالعصي والهراوات.. بعضهم اقتحم أسطح العمارات السكنية المجاورة للزقاق، والبعض الآخر كان دوره حراسة أبواب هذه العمارات في انتظار من تسول له الفرار من المبحوث عنهم.. كانت مهمتهم اقتفاء أثر » ولد العروبي« أحد كبار مروجي المخدرات والقنب الهندي » الكيف« على مستوى منطقة الفداء مرس السلطان والدارالبيضاء ككل، ظل مسجل خطر ومبحوث عنه بموجب مذكرات وطنية من قبل عناصر الدرك الملكي والعديد من المصالح الأمنية . نفس عناصر الفرقة الوطنية شنت حملة تمشيطية في نفس اليوم على مجموعة مقاه معروفة بترويج المخدرات بمنطقة الفداء مرس السلطان، والتي شملت مناطق درب ميلان ودرب الكبير وحي الفرح، درب الشرفاء والطلبة، والقريعة. أسفرت عن اعتقال حوالي 50 مروجا للمخدرات، ومصادرة كمية من مخدر الشيرا والأقراص المهلوسة ، لكن “البزناس الكبير ولد العروبي” رأس الحربة كما يسميه سكان المنطقة، مازال البحث جاريا عنه.