هذا الصباح، سيكتشف سكان نيويورك الذين يستعملون مترو المدينة لتنقلاتهم، ملصقات سيكون لها ما بعدها بكل تأكيد، وخاصة في ظل غضب المسلمين الحالي جراء فيلم «براءة المسلمين» والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول. «في كل حرب بين الإنسان المتحضر والمتوحش، ساندوا الإنسان المتحضر»، هي ذي الجملة، المكتوبة بحروف بارزة بيضاء على سند أسود، التي تحملها الملصقات الدعائية المعنية. وتحت الجملة هذه، وضع مصممو الملصق نجمتين لداوود، تتوسطهما عبارة باللون الأزرق تقول: «ساندوا إسرائيل»، مضيفين تحتها بالأحمر: «اهزموا الجهاد». الحملة المعادية للإسلام هذه، التي تحتضنها محطات مترو نيويورك والتي ستستمر طوال شهر، من تدبير مجموعة ضغط أمريكية محافظة «المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية». وعن الحملة، تقول باميلا جيلر، وهي المديرة التنفيذية لمجموعة الضغط وعضو مجموعة أخرى تنشط تحت اسم «أوقفوا أسلمة أمريكا » : « ما الذي علينا عمله؟ مكافأة التطرف الإسلامي؟»، مضيفة: «لن أضحي بحريتي بذريعة عدم إغاظة أناس متوحشين». وكانت المدعوة باميلا جيلر قد رفعت، في وقت سابق، دعوى قضائية ضد إدارة مترو نيويورك عقب رفض هذه الأخيرة إلصاق الملصقات في المحطات التابعة لها، وحصلت على حكم من طرف أحد قضاة المدينة سمح لجماعتها الضاغطة بتنظيم حملتها المعادية للإسلام والمسلمين. وهو الحكم الذي اعتبرته المعنية بالأمر «انتصارا للتعديل الأول (للدستور الأمريكي)» الذي ينص على حرية التعبير. ويقول هذا التعديل المتعلق بحرية العبادة والتعبير، والصحافة وحق الاجتماع والمطالبة برفع الأجور: «لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية التعبير أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف». وإذا كانت بعض المصادر الصحفية قد اتهمت المدعوة باميلا جيلر، المشهورة بكراهيتها الباثولوجية للإسلام والمسلمين، بكونها من ضمن مهندسي فيلم «براءة المسلمين»، فإن هذه الأخيرة كانت قد ساندت، علنا وعلى رؤوس الأشهاد، سفاح النرويج أندرس بيرينغ بريفيك، اليميني المتطرف مرتكب المجزرة التي سقط ضحية لها 77 شخصا (يوليوز 2011) والمحكوم عليه بالسجن واحدا وعشرين عاما. كما أن باميلا هذه، وجماعتها «أوقفوا أسلمة أمريكا»، كانت على رأس المناهضين لبناء مجمع إسلامي في منطقة "غراوند زيرو" التي شهدت هجمات 11 شتنبر. وقد لفتت الأنظار لها مجددا خلال شهر غشت الماضي حين أقدمت على "تزيين" حافلات سان فرانسيسكو بملصقات مماثلة لتلك التي ستحملها جدران محطات مترو نيويورك. إبانها، أقدم العديد من الفنانين على تلطيخ الملصقات المعادية للإسلام عبر كتابة عبارة «ارفضوا العنصرية» فوقها. مجموعتا «المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية» و«أوقفوا أسلمة أمريكا»، كانتا قد نظمتا، في مارس 2010، في مدينة نيويورك أيضا، حملة دعائية مناهضة هي الأخرى للإسلام، تمثلت في تعليق إعلانات على جوانب حافلات المدينة تقول: «هل تريد ترك الإسلام؟... هل صدرت ضدك فتوى تهدد حياتك؟... هل تهددك أسرتك؟»، وهي الحملة التي صرحت بشأنها جيلر، حينها، بأنها تهدف إلى «مساعدة المسلمين الذين يجبرون على عدم الردة» (!!) .