نفذت سلطات ولاية طنجة صباح أول أمس الثلاثاء تدخلا أمنيا كبيرا على منطقة العوامة بطنجة أسفر عن هدم أزيد من 50 مسكنا عشوائيا وبعض البراريك، وقد تم تنفيذ التدخل الأمني من دون تسجيل أية مقاومة عنيفة من طرف الساكنة مثلما كان يحدث في المرات السابقة، باستثناء عمليات رشق محدودة بالحجارة. مصادر متطابقة أكدت في تصريح للجريدة، أن تدخل السلطات العمومية تقرر تنفيذه بعد أن عادت وتيرة البناء العشوائي في الأسابيع الأخيرة إلى سابق عهدها، حيث عمد السكان إلى الزحف على أراضي الجموع بمنطقة العوامة، بل وصل الأمر حد الاستيلاء على أراض كانت مخصصة لإقامة مرافق اجتماعية ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما هو الحال بالنسبة لملعب كرة القدم كان قد تم تخصيص مبلغ 50 مليون سنتيم لتهيئته بشراكة مع جمعية أهلي العوامة، لكن الملعب أصبح في خبر كان بعد أن طاله زحف البناء العشوائي. ذات المصادر أكدت أنه في الآونة الأخيرة لوحظ تقاعس في تعاطي السلطات العمومية مع ظاهرة البناء العشوائي، التي وصلت مستويات جد خطيرة، حيث طال زحف البناء العشوائي ممتلكات الخواص ، كما هو الحال بالنسبة لأراض في ملكية يهود مغاربة، كل ذلك أمام عجز فظيع للسلطات العمومية، ويرجع السبب في ذلك إلى غياب وسائل التدخل المخصصة لمثل هاته العمليات مما يعرض رجال السلطة إلى اعتداءات تكتسي في بعض المرات طابع الخطورة، يضاف إلى ذلك افتقاد السلطات العمومية إلى استراتيجية واضحة لمواجهة زحف البناء العشوائي الذي وصل مستويات جد خطيرة منذ بداية «الحراك المغربي»، بحيث أصبحت العديد من المناطق بمثابة قنابل موقوتة، مما يهدد النسيج الاجتماعي بالمدينة لخطر الانفجار في أي لحظة ما لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان.