قال فرانك بوسكي ، مدير قطاعات التنمية الحضرية والاجتماعية في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا لدى البنك الدولي يوم الاثنين بالرباط ، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تم اطلاقها بالمغرب سنة 2005 ،تعد أكبر وأهم برنامج تنموي في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا. وأضاف بوسكي في كلمة خلال انطلاق أشغال لقاء تواصلي دولي حول المقاربات التشاركية بمشاركة مسؤولين سامين بكل من المغرب والعراق واليمن وتونس واندونيسيا بالإضافة الى ممثلين عن البنك الدولي وبعض القطاعات الحكومية، أنه تم في إطار هذه المبادرة تحقيق العديد من الإنجازات مما جعلها برنامجا فعالا يشمل كافة مناطق المملكة ويحظى بالدعم السياسي. وقال إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعد أضخم برنامج تنموي يتبناه المغرب، اعتمدت أساليب وتكنولوجيات جديدة، من خلال بنيات حكامة متطورة تقوم على إشراك السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني . ولاحظ بأن المرحلة الثانية من هذه المبادرة التي أطلقها المغرب وتمتد على مدى خمس سنوات، تطلبت استثمارا يعادل 2.1 مليار دولار أمريكي، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تتميز بكونها ترمي إلى ترسيخ مكتسبات المرحلة الاولى التي كلفت استثمارا بقيمة 1.7 مليار دولار وتوسيع نطاق التغطية الجغرافية . وأبرز بوسكي أن هذه المرحلة تكتسي أيضا أهمية كبيرة بالنظر لكونها تعتمد على تطوير الانجازات المهمة التي تحققت خلال تنفيذ المرحلة الأولى ، مذكرا بمساهمة البنك الدولي في هذه المبادرة. وتم بالمناسبة تقديم الخطوط العريضة لبرامج التنمية المجتمعية بالبلدان المشاركة في هذا اللقاء التواصلي الدولي. يذكر أن هذا اللقاء ، المنظم بتعاون بين البنك الدولي ووزارة الداخلية (التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتمية البشرية) ، يهدف إلى تعميق جسور الشراكة والتواصل بين الدول المشاركة والبنك الدولي للتعرف على التجارب الرائدة في مجال المقاربات التشاركية، وعرض وتحليل الخبرات والتجارب لتنسيق الاجراءات وتعزيزها وتقويتها في مجال التنمية البشرية. ويأتي هذا اللقاء ، المنظم على مدى أربعة أيام ، في إطار رحلة دراسية عبارة عن زيارات ميدانية خارج مدينة الرباط تجعل من المغرب مركزا إقليميا في مجال التنمية المجتمعية، بهدف تقاسم التجارب والممارسات الفضلى من حيث تصميم وتنفيذ برامج التنمية المجتمعية كي تتكلل بالنجاح والتخطيط من أجل تنفيذ مبادرات التنمية المجتمعية على نطاق واسع، والجهود المشتركة لتعزيز مبادرات التنمية المجتمعية والجماعات المحلية بغية تقديم الخدمات. وتتوخى هذه الرحلة الدراسية تحقيق هدف أوسع يتمثل في إطلاق هيأة إقليمية تكون بمثابة «مركز لتبادل المعارف « بشأن التنمية اللامركزية التشاركية / التنمية المجتمعية، والذي من شأنه أن يوفر لصانعي القرار في المنطقة فرصا لتبادل معارفهم وخبراتهم حول التنمية المجتمعية وفقا لتجارب بلدانهم .