يبقى إنجاز مشروع نفق تيزي نتيشكا بجماعة أكَوين على الطريق الوطنية الرابطة بين ورزازاتومراكش، حلم المغاربة جميعا لتفادي تلك المنعرجات والمنحدرات القاتلة والمتسببة في العديد من حوادث السير التي حصدت الكثير من الأرواح كان آخرها وفاة 44 راكبا لقوا حتفهم بعدما هوت حافلة لنقل الركاب كانت قادمة من زاكورة إلى منحدر، صباح يوم الثلاثاء 4 شتنبر الجاري. وقد ورد مشروع النفق الضخم الذي سيمتد على مسافة 11 كيلومترا في استراتيجية مجلس جهة سوس ماسة درعة منذ سنة 2010،حيث التزم مجلس الجهة بإقامة هذا النفق المزدوج الطريق مع جميع الشركاء بالرغم من تكلفة المشروع الباهظة، غير أن المشروع/الحلم لم يبرح مكانه إلى حد الآن حيث بقي حبرا على ورق بالرغم من حاجة السائقين والركاب عامة إلى نفق يسهل عليهم حركية المرور، ويضمن لهم السلامة بهذه الطريق المشهورة ذات المسالك الصعبة والخطيرة. لكن إلى حد الآن ليس هناك في الأفق ما سيجعل هذا الحلم يتحقق على أرض الواقع لعدة أسباب متداخلة، لذلك يرى حسن مرزوكي العضو بمجلس جهة سوس ماسة درعة أن هذا المشروع يتطلب شركاء عديدين للتغلب على المبلغ المالي المخصص له، والذي حدد في 4 مليارات من الدرهم لإنجاز النفق المزدوج وتقوية الطريق المؤدية منه إلى مراكش. وأضاف أن مثل هذا الإنجاز الوطني الكبير يتطلب أيضا ضغطا قويا وكبيرا من قبل البرلمانيين من جهة سوس ماسة درعة وجهة مراكش تانسيفت الحوز وغيرها للدفاع عن المشروع من جهة، والضغط على وزارة التجهيز والنقل للإسراع في إنجاز هذا المشروع وجعله ضمن أولوياتها، خاصة أن أعضاء مجلس الجهة المنحدرين من ورزازات طالبوا في آخر دورة بضرورة إنجاز هذا المشروع في أقرب وقت لوضع حد للمآسي التي تعرفها الطريق الرابطة بين ورزازاتومراكش. وأرجع نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة محمد باجلات سبب تأخر إنجاز هذا المشروع إلى عدة أسباب منها: تخوفات التقنيين والفنيين من حيث السلامة والصيانة، استنادا إلى ما حدث ببعض التجارب بأروبا حيث أثبتت حوادث نفق ايطاليا - فرنسا ثم سويسرا - إيطاليا أن السلامة المطلقة غير مضمونة، كما أن تكلفة المشروع باهظة سترهق خزينة الدولة ما لم يتم البحث عن تمويل خارجي، هذا فضلا عن تخوف بعض الشركاء الممولين وخاصة الأجانب من هذا المشروع لكونهم لا يرون فيه أية جدوى ولاسيما من الناحية الاقتصادية. واقترح باجلات ضرورة التنسيق السياسي بين المكونات الضاغطة للجهات الثلاث المعنية بهذا المشروع من أجل الدفع بالدولة إلى الاجتهاد في إيجاد حلول وبدائل لهذه المنطقة من المغرب، ليس صونا للأرواح فقط وإنما أيضا لإخراج هذه الربوع من العزلة والتهميش، ولذلك على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في هذا النفق حتى لا تبقى جهة سوس ماسة درعة تتحمل لوحدها العبء المالي لهذا المشروع الضخم. هذا وإذا كنا قد سلطنا الضوء من جديد على المشروع بعد حادثة السير المميتة التي أزهقت أرواح 44راكبا يوم الثلاثاء الماضي، فلأن أعضاء مجلس جهة سوس ماسة درعة نادوا قبل وقوع هذه الحادثة بالإسراع في إنجاز هذا النفق الذي وضعته الجهة ضمن استراتيجيتها الكبرى، وذلك لكون جبال ومسالك تيزي نتيشكا تتضمن منحدرات خطيرة ومنعرجات قاتلة لا تضاهيها في الوعورة والخطورة إلا منعرجات إكَني مغار بالطريق الوطنية الرابطة بين تزنيت وكَلميم وخاصة بلديتي الأخصاص وبويزكَارن، ومنعرجات ومنحدرات تابوكَا على الطريق الوطنية الرابطة بين أكَادير والصويرة مما يتطلب من وزارة التجهيز والنقل بذل مجهودات مضاعفة لإيجاد بدائل لتلك المنعرجات والمنحدرات التي تتسبب في الكثير من حوادث السير.