منذ عام 2006 ينظم النازيون الجدد مسيرة بمدينة باد نيندورف الألمانية للترويج لشعاراتهم المناهضة للأجانب. وتعبيرا عن رفضهم للمسيرة، ينظم سكان المدينة حفلات موسيقية وأنشطة موازية على امتداد الطريق التي تمر منها المسيرة. اختار سكان مدينة باد نيندورف، الواقعة بولاية سكسونسيا السفلى في ألمانيا، الحفلات الغنائية كرد على المسيرات التي ينظمها أتباع اليمين المتطرف في شهر غشت من كل عام في المدينة وتحمل اسم: «مسيرة الحزن». وتعتبر هذه المسيرة من أهم الأنشطة التي يقيمها اليمينيون المتطرفون في ألمانيا. واعتاد سكان باد نيندورف الاصطفاف في الشوارع التي تمر منها المسيرة من أجل تضييق الخناق على اليمينيين المتطرفين وعرقلة مسيرتهم. وما أجج شعور سكان هذه المدينة، المعروفة بهدوئها ومحيطها الطبيعي، هو ترخيص السلطات لرفاق ماتياس شولتس المنتمي للنازيين الجدد بتنظيم هذه المسيرة إلى غاية عام 2030. استغلال اليمين المتطرف لأحداث تاريخية لصالحه عشرات من النازيين الجدد فقط هم من شاركوا في أول «مسيرة حزن» نظمت عام 2006 وفي السنوات التي تلتها ارتفع عدد الأشخاص الذي قدموا لمدينة باد نيندورف للمشاركة في المسيرة بالآلاف. في حين لم يتعد عدد المشاركين هذا العام 450 شخصا. لكن ورغم ذلك، لا يزال سكان المدينة يشعرون بالاستياء، وفي هذا الصدد يقول رئيس جمعية الآباء بثانوية غيتا ماتيس بنيندورف: «تحمّل هذا المشهد حتى عام 2030 هو بالنسبة لنا بمثابة الكارثة». بدورها تتابع هيئة حماية الدستور بولاية سكسونيا السفلى هذا التطور بقلق. فهي تخشى بأن تتحول باد نيندورف إلى مركز يقصده النازيون الجدد من جميع أنحاء ألمانيا بعد منع مسيرة رودولف هيس عام 2009 والتي كانت تنظم في مدينة فونزيدل بمنطقة فرانكن.