تعيش المنطقة الأمنية الحي الحسني عدة اختلالات على المستوى الأمني وتعرف يوميا مجموعة من المظاهر الشائنة التي يقف عندها القاطن بترابها والزائر لها، مشدوها مستغربا لتفاصيل تسيّب ملحوظ جعل بعض أطرافها بمثابة المناطق المعزولة التي لاتحظى يتغطية أمنية وإن ظلت بعض الدوريات أحيانا تجوب حواشيها شكلا لامضمونا؟ المساحة الجغرافية الشاسعة لهذه المنطقة المترامية الأطراف قد تكون عائقا أمام الحضور الأمني، إلا أن انفصالها عن منطقة عين الشق، ساهم في تخفيف العبء عنها، وهو العبء الذي ظل حاضرا بحيث لم يلاحظ أي تعويض أو تحرر امني في مجال التدخلات بعد فك الارتباط بعين لشق، فمناطق مثل سيدي الخدير ظلت نقطة سوداء وبؤرة من بؤر الإجرام، عبر ترويج المخدرات مختلفة الأشكال والسكر والعربدة وكل أشكال البلطجة التي أجازت لأصحابها إحداث الفوضى في الشارع العام وفي المنازل وذلك بارتكاب خروقات تعميرية صارخة لم تتدخل الآلية القانونية لزجرها! أحياء الوفاق برمتها والدواوير الخلفية لها تعرف كل أشكال الانحراف والإجرام، وتجار المخدرات أصبحوا قبلة للمروجين الصغار وللمستهلكين من أنحاء المدينة، يروجون تجارتهم في واضحة النهار وذلك بدروب «عكاشة» التي تكفي زيارتها صباحا للوقوف على أعداد بقايا حبات «القرقوبي» المرمية أرضا ولتخيل الكميات المروجة، إلى جانب الشيرا وطابا على بعد أمتار من التجزئة السكنية «رياض الألفة»، وهو نفس وضع أحياء ليساسفة وأحياء ودواوير في اتجاه «الرحمة» التي أضحت كلها مفتقدة لمفهوم الرحمة في علاقة بالمنحرفين وأصبح معها المواطن يفتقد للشعور بالأمن الذي بات أمر تعزيزه مطلبا أساسيا له. وضع تتقاسمه الأزقة المجاورة للدائرة الأمنية 15 بالحي الحسني، وتلك المجاورة لمقر المنطقة الأمنية «الدار الحمرا»، وهي المشاهد اليومية التي يمكن لأي كان الوقوف على جديتها بجولة بسيطة بعيدة عن المكاتب، دون إغفال مشاكل الوحدات السكنية التي أحدثت هي الأخرى بهذه المنطقة والتي تعرف توسعا وانتشارا كبيرا يوما عن يوم، مع استحضار مشاكل الباعة الجائلين واستفحال ظاهرة استعمال العربات المجرورة بالدواب التي غزت المنطقة وساهمت في ترييفها وفي ترويج صورة بشعة عنها، سواء بالحي الحسني أو سيدي الخدير أو «عكاشة» وقرب نهاية الخط 50، في وقت يتقمص فيه بعض أصحاب هذه العربات أدوار أفلام «الويسترن»، ويضاهيهم في ذلك عدد من أصحاب الدراجات النارية «التريبورتورات» التي تقل بدورها حمولات بشرية بعيدا عما هو مرخص به في التأمين، ليساهم الجميع في تقديم صورة مشوهة عن منطقة يجدها البعض مصدرة لأشكل مختلفة من الانحراف والتطرف!