ليلة دامية عاشها حي «سيدي الخدير» بالمقاطعة الحضرية للحي الحسني، الذي يوصف أمنيا بأنه “نقطة سوداء”. جريمة قتل بشعة نفذها أحد الآباء ضد فلذة كبده، بمنزل الأسرة الذي يقع قرب مخفر للشرطة هجرته عناصره، ليظل الأمر بهذا الحي في زمام “الحبل على الغارب” في منطقة تعرف معدلات كبيرة للانحراف والجريمة. وطعنات خطيرة سددها شاب «مهلوس» ضد آخرين، بنفس الحي ونفس المنطقة. تفاصيل هذه الليلة الدامية ظهرت أخبارها صبيحة أول أمس الاثنين باكتشاف جثة يافع ملقاة بخلاء يقع خلف «تجزئة الحسنية» الشهيرة ب “ديور النصراني”. ويتعلق الأمر بيافع يدعى «زهير» ويلقب ب “ولد الخضار” أو “ولد احديدان”، ذكرت مصادر أمنية أن سنه 14 سنة، أو أنه يتجاوز هذا العمر ببعض السنوات، وُجد مقتولا بمقلع قديم للأحجار يقع على مقربة من التجمع الصفيحي الذي يحمل اسم «دوار حمدي». وكان بعض المشردين والمتسكعين ممن يتخذون من هذا المكان ملجأ لهم، اكتشفوا الجثة في الساعات الأولى من صباح الاثنين. وذكرت بعض المصادر أن والد الضحية قد قام بإخبار الجهات الأمنية بأن ابنه قد تغيب عن منزل الأسرة الكائن بسيدي الخدير ليلة الحادث، لتمويه المحققين عما اقترفته يداه. ومع الساعات الأولى لصباح اليوم الموالي زارت عناصر الأمن منزل الضحية، من أجل التأكد من صحة فرضية غياب الضحية عن منزل الأسرة ليلة مقتله. غير أن الأخ الصغير لليافع القتيل أخبر رجال الشرطة أن والده بَالَغَ في “تأديب” أخيه، حتى لفظ أنفاسه. وفي محاولة لمداراة ما اقترفته يداه قام بحمل جثة ابنه القتيل على متن عربة مجرورة بدابة، وقام بإلقائها من عل، في المقلع الذي تم اكتشافها به. وفي أسباب اقتراف الأب لقتل ابنه وردت روايتان. الأولى ذكرتها مصادر أمنية ذهبت إلى أن الأب القاتل الذي يشتهر في المنطقة بلقب “احديدان”، وينعت أبناؤه ب “أولاد احديدان” نسبة إلى شخصية السلسلة التلفزيونية التي أدرجتها القناة الثانية، اكتشف سرقة ابنه لمبلغ مالي من بيت الأسرة الذي يعتبر منزلا عشوائيا يقع على الطريق التي تخترق حي سيدي الخدير باتجاه تجزئة النور، فقام بضربه. إلا أن مبالغته في الضرب والتعنيف الذي استخدم فيه سلسلة حديدية، أدت إلى وفاة الضحية، ليقوم بنقل الجثة إلى المكان الخلاء الذي اكتشفت فيه، على متن العربة المجرورة بدابة، التي كان الضحية يستغلها كبائع كتجول. فيما نفت الرواية الثانية اقتراف الضحية لأية سرقة من منزل الأسرة، لتشير إلى أنه وأخ له كانا موضوعي مذكرة بحث صادرة عن الدائرة الأمنية 15 بالحي الحسني، حيث تم اعتقال أحدهما، بخصوص سرقة زهيدة وضرب وجرح. وسرعان ما تم إطلاق سراحه.، لأن الموقوف لا صلة له بمذكرة البحث. وهو الأمر الذي لم يستسغه الوالد المتهم، الذي “بالغ” في تعنيف ولده، في محاولة منهم ل “تأديبه”، إلى أن لفظ أنفاسه تحت التعذيب الذي مارسه عليه والده. يذكر أن الأب المتهم كان يزاول التجارة بدكان يقع في منزل الأسرة، حيث يبيع أواني الفخار، والخضر، ومواد غذائية أخرى. كما أنه كان يخصص لأبنائه عربات مجرورة بدواب تنطلق من منزل الأسرة بسيدي الخدير لتجوب شوارع ودروب الحي الحسني من أجل ترويج بضائع مختلفة في كل موسم وتبعا لكل مناسبة. الجزء الثاني من الفصل الدموى الذي شهده حي سيدي الخدير انطلق مساء الأحد، عندما حمل شاب، كان تحت تأثير أقراص الهلوسة والخمر، سكينا في حجم السيف، نفذ به غزواته ضد من اعتبرهم “خصوما” له، حيث اعتدى على شاب يقطن بالحي نفسه يدعى “ولد المعطي”، أصابه في الوريد لينقل في حالة صحية حرجة إلى مستعجلات ابن رشد، الذي يظل راقدا به في وضعية صحية حرجة. ولم تقف غزوة «الشاب المهلوس»، الذي يدعى “زميرا” عند طعن هذا الضحية، حيث طعن شخصا آخر قالت مصادر الجريدة إنه عامل مهاجر، قدم إلى المغرب مؤخرا من أجل الاحتفال بعيد الأضحى رفقة أفراد أسرته، أصابته طعنة بدوره على مستوى الوجه. فيما لاذ الجاني بالفرار. حوادث تعيد إلى الأذهان حالة التسيب والفوضى التي يتسبب فيها بعض المنحرفين، في غياب الدوريات الأمنية، التي تكتفى بنهج أسلوب «أضعف الإيمان»، عملا بمقولة «كم حاجة قضيناها بتركها»...!!!.