بعدها يدخل الاعلام على الخط وتعج صفحات الجرائد بالغزوات الكلامية ونهنئ أنفسنا على دينامية الحكومة والمعارضة.!!!!! مقومات الأزمة السياسية متوفرة، طابعها تراكمي بامتياز ؛ أحد أهم مظاهرها عقدة تمثل ديمقراطية الاختلاف والتنوع ؛ حكومتنا الديمقراطية لا تستسيغ أن تعارض أو تساءل أو تراقب أو تتابع ؛ اعتبر السيد رئيس الحكومة احتفاء نا بالمولود المنتظر المسمى مؤسسة رئيس الحكومة؛ وحرصنا على صحته بانتظام و مواظبتنا على أجندة التطعيم والتمنيع كما تقترحها قواعد الممارسة الديمقراطية؛ وتتبعنا واعتقادنا في ضرورة نجاح التجربة وحرصنا على هيبة رئاسة الحكومة وعنوان السلطة التنفيذية ؛ تشويشا على أدائه ، وتآمرا على علاقته بالملك حين دافعنا معزولين عن سلطة تنفيذية كاملة لبنكيران ؛ووصف قيامنا بمواكبة تصريحاته بالتحليل والنقد-على قدر المستطاع- تحينا لعثراته وتخصصا في أخطائه -كما سماها- ، شيطن المسيرات السلمية ورمى اتهامات كثيرة في مرمى ديمقراطية الاختلاف والتباين في قراءة القرارات ، أخلف موعدا تاريخيا مع انعاش العمل السياسي وإعادة ثقة المواطن في نجاعتها ؛ أجهز معجم الأزمة السياسية على معجم الرخاء الديمقراطي فأصبح الاختلاف عداء والانتقاد هجوما والتحليل انتقائية والصراحة بلبلة ورغبة في التأزيم ، والتعبير في الشارع تهمة بزعزعة عقيدة مواطن ؛وانتقاد رفع أسعار المحروقات حجة المساس بأمن الحكومة؛باختصارأصبحت المعارضة بعد أن غادرها الحزب الأغلبي مرادفا للافساد ومقاومة الإصلاح والتغيير،صدق فعلا كل الذين أثارواموضوع معاجم المراحل؛ اليوم انتج عهد الحكومة الجديدة مرادفا جديدا للمعارضة يدعى التشويش ، العرقلة ؛ المقاومة!!!!! وأحيانا الحقد والغيرة، سيعتقد غداً شبابنا أن الاختلاف خلاف وأن صوت الآخر نشاز يضرب انسجام العزف ؛ وأن النقد مقاومة هدامة؛ سنبني بهكذا رؤية؛ تطرفا مغرقا في النرجسية ؛ ؛ سيستحيل معه التوافق أو البناء وسنكتب بحبر الديمقراطية صيغ الاستبداد؛ ستتواجه أجيال المستقبل من أغلبية ومعارضة عبر جبهات متعصبة وقناعات مدججة بأدوات الهجوم والتعنيف والتهميش والتكفير وكثير كثير من الضغط والتخوين. أعتقد أن أصعب ما في هذه الأزمة يتمثل في توقيتها وزمنها أكثر من أي شيء آخر ؛ فنحن ندخل في انتكاسة سياسية بعد أن اعتقدنا في استعادة هذه الاخيرة لعافيتها وتماثلها للشفاء ، ندخل أزمة بعد خروجنا من الحراك الشعبي بانتقالنا الى حراك تكتيكي غير صحي بين المؤسسات الدستورية عبر موظفيها ومستشاريها !!، هل أخطأنا حين آمنا بالمرحلة وعبرنا عن أن الرهان هو إنجاح المرحلة بكل أرقامها ؛التناوب ؛ التفعيل الديمقراطي للدستور ومحاربة الفساد في كافة تمظهر اته ، هل مرة أخرى كتبنا دستور تسكين صرخات المطالبة بالإصلاح أو على الأقل تغيير موعد الأزمة الى مابعد الربيع الصعب ؟ هل نجاح التغيير رهين بنجاح الحكومة ؛ ؟كيف ورئيس الحكومة يرى أن تفعيل الدستور صلاحية ومسؤولية ملك البلاد ولا يجد لنفسه موقعا في استكمال الوثيقة الدستورية رغم أنه المنتج المفترض لمشاريع القوانين التنظيمية ؛ مفارقة لم تتوفق محاولات فريقه ونوابه ومنظري حزبه في ترقيعها بواسطة خطاب استدراكي يحفظ ماء وجه التصريح الحكومي والالتزامات الحكومية. رئيس الحكومة يتحدث عن المجهول وعن عزمه على النجاح وعلى الوقوف بحزم ضد المتربصين بالحكومة من حزب الجرار وغيره ! ويصمت على المتواطئين على المرحلة وعلى المكتسبات الدستورية !!!! ؛ أياما من تقديمه اعتذارا تاريخيا مجهول الأسباب مرتبك اللغة والسياق لرئيس الدولة وعبره لعراب الحركة والحزب ؟! ألن يقدم السيد رئيس الحكومة دستور المغاربة قربانا لنجاة حكومته ؟...ألا يحمل هذا الحدث عنوانا صريحا لأزمتنا السياسية ؟ الحكومة أم الدستور ..؟ماذا سيختار الرجل !؟ بالمناسبة هل اعتذر الاستاذ بنكيران بصفته أمينا عاما لحزب المصباح أم بصفته رئيس الحكومة المغربية !!!