في الوقت الذي كان العشرات من المواطنين والمواطنات يتجمهرون بشكل حضاري أمام المدخل الرئيسي للمستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي ليلة 17 غشت ( موت رضيع بعد أن وضعته أمه بممر داخل المستشفى ) ، ويرفعون أصواتهم عاليا احتجاجا على الواقع المأسوي لقطاع الصحة بدار الضمانة الذي تتربع مصلحة الولادة به على رأس الأقسام التي ينخرها الفساد في أبشع صوره ، بحيث أصبحت الرشوة هي اللغة شبه الوحيدة المستعملة في ضبط المواعيد مع الحوامل ، وإجراء العمليات الجراحية ، والإشراف على الولادة أمام صمت مطبق للمندوب الإقليمي ، في هذا الوقت بالذات لم يكن الزمن قد استهلك أكثر من 20 ساعة ( بعد منتصف ليلة الخميس 16 غشت ) حين اكتشف أب حمل طفله إلى قسم المستعجلات في حالة خطيرة بأن المستشفى الإقليمي يا حسرة لا يتوفر إلا على قنينة واحدة للأوكسجين !؟ يكشف أمام الجريدة ، والد الطفل الذي يبلغ من العمر 13 سنة ، بأنه بعد أن نقلت الأسرة إبنها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات حين شعرت بألم خطير يعتصره ، بادر الطاقم الطبي والصحي بتقديم الإسعافات الأولية للطفل حيث سيتم مده بالأوكسجين إنقاذا لحياته ، وهو ما خلف ارتياحا في صفوف الوالدين ....لكن هذا الارتياح يقول الأب سيتحول إلى كابوس حين ستصل أسرة أخرى إلى نفس القسم تستنجد من أجل إنقاذ طفلها الذي كانت كذلك وضعيته الصحية في حالة حرجة ، فلم يجد الطاقم الموجود بعين المكان من مخرج لمواجهة هذه الوضعية الكارثية ، غير « نزع قنينة الأوكسجين عن فلذة كبدي وربطها بجسد الطفل الآخر ! « . تصرف يضيف الأب الذي سينقل طفله على وجه السرعة إلى الستشفى الإقليمي لشفشاون التي تبعد عن وزان ب 70 كلم ، لم يجد له جواب في البداية مما دفعه للإحتجاج ، لكنه سيصاب بالذهول الذي سيقاسمه معه كل قراء هذه الجريدة حين سيعلمون بأن مستشفى وزان الإقليمي لا يتوفر إلا على قنينة واحدة للأوكسيجين ! نعم قنينة واحدة يا وزير الصحة لمواجهة العشرات من الحالات الخطيرة التي يستقبلها مستشفى إقليمي مدعو لتقديم خدماته لأزيد من 300 ألف نسمة