«.. لماذا لا تتحول هذه الفضاءات إلى قاعات للأفراح؟» اقتراح «جيد» ذلك الذي اقترحه أحد المواطنين وهو يغاذر مقر إحدى العمالات بمدينة الدارالبيضاء. فبعد أن وقف على واقع الحال بهذه البناية، اقترح أمام وجود قاعات فخمة وفضاءات شاسعة بهذه المقرات لاتستغل إلا نادرا أن يتم تحويلها إلى قاعات للحفلات وبالتالي يمكن تعميم العمل به بكل المدن المغربية، حيث يقوم المسؤولون المحليون أمام غلاء استعمال قاعات الأفراح بإعلان القاعات الفخمة ببعض مقاطعات المدينة أو العمالات كقاعات للحفلات مؤدى عنها، مادام أن «كولشي موجود، الكراسي، الزرابي والثريات» بل حتى «السربايا موجودين» وهم الموظفين الأشباح فمادامت الأشباح عادة لاتعمل إلا ليلا، فسيكون من الأنسب لهم أن يشتغلوا «سربايا» في هذه الفضاءات بعد تحولها إلى قاعات للأفراح!! إنها لفكرة «رائعة» لتنمية مداخيل العمالات والجماعات والولايات، خاصة أن هذه المقرات تبقى مغلقة معظم فترات السنة، ومن شأنها أن تلهم وزارة الداخلية بأن تأخذها بعين الاعتبار، لا سيما وأنها تبحث عن حل لإشكالية مقرات المقاطعات وإشكالية مجموعة من الموظفين المعطلين، ممن لاشغل لهم، بما أن عملية إعادة الانتشار لازالت سارية فيجب استغلال الموقف بحيث يتم إدراج مهمة «الموظف السرابسي» ضمن الهيكلة الجديدة لموظفي الجماعات ! إشكالية مقرات المقاطعات والعمالات الفرعونية ببعض المدن المغربية والمصاريف التي تتطلبها عملية الصيانة والمراقبة والتجهيز بها، تثير أكثر من تساؤل حول الجدوى من المحافظة عليها كماهي ! فالزائر لمجموعة من العمالات والولايات والمجالس الجماعية سيقف على الوضعية التي توجد عليها لدرجة أن هناك أجنحة بها نادرا ما تصادف فيها موظفا أو شاوش لشساعتها ويمكن للزائر أن يتيه في ممراتها لدرجة أنه يحتاج إلى مرشد ليدله على الطريق وقد يتطلب الأمر ساعات للخروج منها. أحد المسؤولين بإحدى العمالات، وأمام تعذر مراقبته لكل ممرات إدارته ومكاتبها ، قام بنصب كاميرات في الممرات والمداخل، وانتهى به الأمر إلى قضاء الساعات والساعات وهو يتفرج من مكتبه على مختلف الأماكن بإدارته! إنها مخلفات مرحلة كان الفساد المالي هو السائد بإدارتنا المحلية، مرحلة كانت الجماعات المحلية والعمالات تنفق الملايير لتشييد بنايات فرعونية ولا تتحرك أجهزة مراقبة المال العام، فكل شيء كان يدور في فلك واحد، الامر الذي أوصلنا الى مانحن عليه الآن..