فرضت المصالح الأمنية والقوات العمومية التابعة لأمن آنفا، حظرا للتجوال مساء أول أمس الاثنين بساحة محمد الخامس المعروفة بساحة «لحمام» بالدار البيضاء، حيث عمدت إلى استعمال القوة المفرطة من أجل منع إقامة مهرجان فني تضامني مع الشعب السوري من تنظيم اللجنة الشبابية المغربية لدعم الشعب السوري بتنسيق مع هيئة نصرة قضايا الأمة، واستهدفت عناصرها الناشطين والمواطنين الذين لبوا الدعوة باستعمال الهراوات وتوجيه اللكمات إلى مناطق مختلفة من أجسادهم، ولم يسلم من هذا التدخل الشنيع الزميل وحيد مبارك الذي كان يقوم بمهمته الإعلامية لتغطية هذا الحدث، إذ رغم تعريفه بهويته، فقد أحاط به عدد من أفراد قوات التدخل السريع بتعليمات من مسؤول أمني بالزي المدني تحت أنظار رئيس منطقة أمن آنفا، ووجهت له ومن خلاله إلى الصحافة الوطنية نعوتا قدحية ووابلا من السب والشتم والتهديد والوعيد، كما عاين ذلك عدد من الحاضرين، قبل أن يتعرض للتعنيف البدني ويساق إلى دورية للأمن تم احتجازه بها لمدة تتراوح ما بين 15 و 20 دقيقة، قبل أن يخلى سبيله بطريقة هي الأخرى لا تخلو من الوعيد والاستفزاز. تهديدات وجهت كذلك إلى منسقة اللجنة رحاب حنان من طرف ضابط للشرطة القضائية، حيث تمت دعوتها إلى إخلاء ساحة «لحمام» والانسحاب منها «بشرف» أو ستلقى معاملة أخرى، هذا في الوقت الذي طاردت فيه القوات الأمنية نشطاء اللجنة الشبابية وهيئة نصرة قضايا الأمة بالأزقة والشوارع المؤدية إلى الساحة، والتي شهدت تفاصيلها الدروب الخلفية لبنك المغرب والأزقة المجاورة، وانهالت بالضرب على رؤوس وأجساد المتضامنين أمام أنظار ممثلين عن الجالية السورية وعن المجلس الوطني السوري لحقوق الإنسان الذين عاينوا فصولا كانوا يعتقدون أنها مقتصرة على «شبيحة» النظام السوري، في حين نصب حاجز بشري لمنع المواطنين والمارة المرفوقين بأطفالهم حتى من المرور بساحة محمد الخامس، هذا في الوقت الذي كان فيه مسؤولو الولاية ومحمد ساجد رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء يتفرجون بدورهم على ما يقع، في حين كانت «فاطمة» المناوئة لحركة 20 فبراير تتجول على متن دراجة نارية «تريبورتور» مزينة بالأعلام الوطنية وصور الملك، تحمل مكبرا للصوت في اليد وتسب المشاركين في المهرجان، مرددة «موت موت يالعدو والملك عندو شعبو»!؟