نظم الطلبة والتلاميذ الحاصلون على شهادة الباكالوريا لسنة 2012، مساء أول أمس الاثنين 6 غشت، وقفات احتجاجية بالعديد من المدن المغربية، للتنديد بتصريحات لحسن الداودي وزير التعليم العالي التي أعلن من خلالها عزم الحكومة إلغاء مجانية التعليم بمؤسسات التعليم العالي، والمطالبة بتكافؤ الفرص بين جميع الطلبة للولوج إلى المعاهد العليا التي تفرض معدلات عليا للقبول فيها. وخرج التلاميذ بأهم المدن المغربية للاحتجاج على وضعية التعليم بالمغرب، ورددوا شعارات تطالب بتوفير تعليم شعبي ديمقراطي حداثي مجاني وموحد، وتعليم بجودة عالية يساير متطلبات العصر، ومنددة بتفشي مظاهر الزبونية والمحسوبية والرشوة في تسجيل الطلبة ببعض مؤسسات ومعاهد التعليم العالي، كما استنكروا ضرب مصداقية شهادة الباكالوريا التي أصبحت «لا قيمة لها «، وطالبوا بفتح حوار حول إصلاح حقيقي لمنظومة التربية والتعليم بمشاركة كافة المتدخلين. وشهدت مدينة فاس، تدخلا أمنيا وصف بالعنيف في حق التلاميذ والطلبة وأوليائهم الذين كانوا يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر النيابة الإقليمية للتعليم بوسط المدينة، مما تسبب في إصابة العديد منهم، بعد مطاردتهم في شوارع المدينة، كما نزع رجال شرطة بزي مدني، لافتات ومكبر صوت من اللجنة التنظيمية التي كانت مكلفة بتأطير الوقفة. وعلى غرار مدن مراكش وطنجة ومكناس ووجدة والدار البيضاء، خرج المئات من التلاميذ بمدينة الرباط، للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية الوطنية، وهم يحملون لافتات معبرة عن مطالبهم المتجسدة في ضمان مجانية التعليم وتكافؤ الفرص. وكانت بعض اللافتات تحمل عبارات تهكمية على واقع التعليم بالمغرب، من قبيل «بابا مسؤول كبير دخلني للمدرسة بلا ندوز المباراة»، والمعدلات المصطنعة في التعليم الخصوصي تقصي أبناء الشعب من التعليم العمومي»، «هذا تعليم طبقي ولاد الشعب في الزناقي»، و»التعليم ليس بضاعة». وشارك في هذه الوقفة طفل يسمى سعد الدرقاوي يبلغ من العمر 6 سنوات جاء رفقة أفراد من عائلته، للاحتجاج على وضعية المدرسة العمومية، وقال هذا الطفل إنه يقطع يوميا مسافة 6 كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل الوصول إلى المدرسة بجماعة «تبودة» بدائرة غفساي بإقليم تاونات. وتحدث مجموعة من الطلبة، في شهادات خلال الوقفة، على أنهم حصلوا على شهادة الباكالوريا بمعدلات عالية إلا أنهم فوجئوا بعدم قبولهم ببعض المعاهد العليا، وهو ما اعتبروه ضربا لمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ المنحدرين من مختلف الفئات الاجتماعية في الولوج إلى هذه المؤسسات، كما تحدثوا عن الواقع المزري الذي تعيشه الجامعات المغربية العمومية التي تقبل جميع المعدلات حسب قولهم في ظل غياب المنح والأحياء والمطاعم الجامعية، كما طالبوا بإعادة النظر في المناهج التعليمية وإعادة بناء المدرسة المغربية. وعرفت وقفة الرباط، حضور أعضاء من حكومة الشباب الموازية لمساندة مطالب التلاميذ والشباب، وصرح إسماعيل حمراوي منسق الحكومة بأن حكومته قدمت مذكرة لوزير التعليم العالي حول إصلاح التعليم، تتضمن مطالب تخص حماية مجانية التعليم لجميع الطلبة، وضمان حق تكافؤ الفرص للولوج إلى المعاهد العليا المتخصصة، وإصلاح المنظومة التعليمية وإعادة الاعتبار للطالب من خلال توفير شروط الدعم والتحفيز من خلال المنح والأحياء الجامعية.