بعيدا عن الأضواء ، وعن أي ضجيج مهما وكيفما كان نوعه ، واكبت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة ملف ساكنة منطقة الشليحات واسحيسحات بإقليم العرائش التي كانت مسرحا لمواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الأمن منتصف شهر يونيه الأخير ، بسبب استغلال شركة اسبانية لأراضي مجاورة للدوارين في زراعة الأرز ، مع ما يخلفه هذا النوع من الفلاحة من أضرار بيئية وصحية واجتماعية ، تضرر منها السكان بشكل كبير رغم شكاياتهم المتكررة للدوائر المسؤولة . جريدة التحاد الاشتراكي التي تابعت أطوار هذا الملف منذ اللحظة الأولى لوقوع الأحداث المؤلمة ، أفادها مصدر جد مقرب من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة ، بأن وفدا برئاسة سلمى الطود رئيسة اللجنة الجهوية، قد عقد في الأيام الأخيرة سلسلة من اللقاءات مع ممثلي الشركة الاسبانية والساكنة كل على حدة ، وهذا كله من أجل إعادة بناء الثقة بين طرفي النزاع ، في أفق التفرغ لمعالجة مطالب الساكنة التي كانت وراء هذا التوتر . المصدر الجد مطلع كشف للجريدة ، بأن ممثلي الشركة في جلستهم الأخيرة مع وفد اللجنة الجهوية لحقوق الانسان ، أعلنوا تفهمهم لمطالب الساكنة ، وقرروا التزام الشركة بالمحاربة الدائمة للناموس الذي تسببه زراعة الأرز ، وأكدوا بأن الشركة مستعدة لاحترام الحزام الأخضر الفاصل بين الدوارين والأراضي المزروعة ، واستغلاله(الحزام ) فلاحيا بمنتوج بديل يتم الاتفاق على طريقة توزيع مدخوله بين الشركة والساكنة . وأضاف نفس المصدر بأن الجانب الإجتماعي في هذا للقاء كان حاضرا بقوة ، حيث أبدى ممثلو الشركة استعداد هذه الأخيرة توفير النقل المدرسي لتلاميذ الدوارين ، وتمتيع شبابهما بحق الأسبقية في الحصول على الشغل بالضيعات التي تستغلها الشركة في زراعة الأرز . وفي انتظار - يتابع مصدرنا - رد الساكنة في القادم من الأيام على هذه المقترحات ، التي من المفروض أن يتظمنها محضر رسمي موقع بين طرفي النزاع تحت أنظار الدوائر المسؤولة ، فقد جاءت مع كامل الأسف الأحكام الصادرة في حق المتابعين بهذا الملف جد قاسية .