بعد تأجيلين سابقين، انعقد أخيرا الجمع العام العادي لفريق حسنية أكادير لكرة القدم، والذي حضره ستة وعشرون منخرطا، علما بأن مسألة تحقق النصاب أصبحت متجاوزة. وقد انطلقت أعمال الجمع بقراءة الفاتحة ترحما على روح اللاعب السابق لحسنية أكاديرخلال عقد الستينات، المرحوم محمد إمل الملقب ببلحسن «الجوور»، والذي كان، رحمه الله من اللاعبين الكبار، الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الحسنية. وتلت هذا كلمة مطولة لرئيس الفريق عبدالله أبو القاسم ضربت في الصفرالتقرير الأدبي، الذي ألقاه فيما بعد الكاتب العام، والذي تكررت فيه الكثير من الأشياء التي قالها الرئيس. فقد ذكرت كلمة هذا الأخير بمسار الفريق خلال الموسم2011 - 2012، والذي شهد، حسب تعبير الرئيس، ارتكاب خطأين فادحين، تمثل أولهما في التعاقد مع المدرب الفرنسي هوبير فيلود، والذي ورط الفريق في تعاقدات مع لاعبين مغاربة يمارسون بقسم «الهواة» في فرنسا، والذين لم يقدموا أي إضافة نوعية للفريق. وانتهى مسار هذا المدرب مع الحسنية بعد الهزيمة المدوية أمام شباب الريف الحسيمي، ليحل محله الإطار البديل لحسن بويلاص، قبل أن يتم التعاقد رسميا مع الإطار الوطني مصطفى مديح. أما الخطأ الثاني الذي تم ارتكابه فيتمثل في إضاعة الكتابة العامة للفريق لنقطتين ثمينتين من رصيد الفريق بفعل خطأ إداري ابتدائي. كما تعرضت كلمة الرئيس أبو القاسم إلى القضايا العالقة لبعض لاعبي الفريق السابقين، كالإيفواري جيرار الذي لم يحسم الاتحاد الدولي في قضيته، علما بأن الفريق السويسري الذي انتقل إليه قد أفلس وانتهى. كما أن هناك قضية أخرى مازالت معلقة هي قضية خالد السباعي الذي نال الفريق الأكاديري مبلغ 54 مليونا من السنتيمات مقابل انتقاله إلى فريق المغرب التطواني. وقد انتقل بعدها إلى الجيش الملكي، وللحسنية الحق في نسبة 25 في المائة من هذا الانتقال لم يتسلمها بعد. وهناك ملفات أخرى للاعبين آخرين كعمر نجدي، الذي تسلم الفريق الأكاديري نصيبه من انتقاله من الرجاء البيضاوي إلى فريق المقاصة المصري عن طريق الجامعة. وعموما فكلمة الرئيس المطولة، والتي امتدت لما يزيد عن أربعين دقيقة، كانت نوعا من خطبة الوداع ، أو عرض الحصيلة. كما أن الأمور، ومنذ التأجيلين السابقين للجمع العام، كانت تبدو وكأنها معدة سلفا. وتأكد هذا بعد الإنتهاء من عرض التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما بأغلبية مريحة. لأنه بعد ذلك سيدعو الرئيس المنخرطين إلى التصويت على قرار يتعلق بنقطة مستعجلة تتمثل في تحويل الجمع العام إلى جمع استثنائي، تناقش فيه نقطة فريدة وتتعلق باستقالة المكتب برمته لانتخاب مكتب جديد. وقد صوت لصالح هذا القرار 21 منخرطا، ليتم بعد ذلك إخلاء القاعة إلا من المنخرطين الذين توصلوا، بعد اجتماع مغلق دام أزيد من نصف ساعة، إلى اختيار رئيس جديد / قديم في شخص لحسن بيجديكن، الذي تركت له صلاحية تكوين مكتب جديد، سيكون موضوع تفاوض بين مختلف الفرقاء. كما أكد بيجديكن أن توليه للرئاسة سيكون لفترة انتقالية، والعمل مستقبلا على تكوين مكتب ينال ثقة المدعمين. وتجدر الإشارة إلى أن الوضع المتأزم الذي تعانيه الحسنية حاليا، وبالأخص في الجانب المالي، يرجع إلى ظهور بوادر توتر حقيقي بين المكتب المسير السابق والمدعمين الماليين الأساسيين. فقد فقد الفريق مؤخرا أحد مدعميه الأساسيين، والمتمثل في مجموعة أكوا، التي تضم شركة أفريقيا. ويكفي أن نشير إلى أن التقرير المالي للفريق كشف عن عجز مالي لا يمكن تجاوزه إلا ببعث الحيوية في العلاقة بالمدعمين. فبرسم الموسم 2011 - 2012 وصلت مداخيل الفريق ما قدره 84، 503 843 16 درهما، فيما تجاوزت المصاريف 43، 013 856 19 درهما، مما يعطي عجزا يتجاوز ثلاثمائة مليون من السنتيمات. ثم إن الفريق عانى مؤخرا من متاعب مالية لم يتمكن المكتب المسيرمن التخفيف منها إلا بالتنازل عن بعض نجومه لفرق أخرى، كما حدث بالنسبة لمراد باتنة الذي انتقل الى الفتح الرباطي مقابل 200 مليون من السنتيمات. لهذا يبقى من مصلحة الفريق الذي سيقوده بيجديكن العمل على إعادة هيكلة شؤون الفريق على كل المستويات لاستعادة المدعمين، والبحث عن ممولين ومستشهرين آخرين ليس من السهل إيجادهم في ظل الأزمة الحالية.