أقوى معارضان للنظام العسكري في الجزائر يحلان بمدينة بني انصار في المغرب    إبراهيم دياز مرشح لخلافة ياسين بونو ويوسف النصيري.. وهذا موقف ريال مدريد    نهيان بن مبارك يفتتح فعاليات المؤتمر السادس لمستجدات الطب الباطني 2024    إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    بنكيران: مساندة المغرب لفلسطين أقل مما كانت عليه في السابق والمحور الشيعي هو من يساند غزة بعد تخلي دول الجوار        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    مناهضو التطبيع يحتجون أمام البرلمان تضامنا مع نساء فلسطين ولبنان ويواصلون التنديد بالإبادة    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    إعطاء انطلاقة خدمات 5 مراكز صحية بجهة الداخلة وادي الذهب    إسدال الستار على الدورة الحادية عشرة لمهرجان "فيزا فور ميوزيك"        ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..        موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    الإعلام البريطاني يعتبر قرار الجنائية الدولية في حق نتنياهو وغالانت "غير مسبوق"    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    "كوب-29": الموافقة على 300 مليار دولار سنويا من التمويلات المناخية لفائدة البلدان النامية    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    الأرصاد: ارتفاع الحرارة إلى 33 درجة وهبات رياح تصل 85 كلم في الساعة    ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    قاضي التحقيق في طنجة يقرر ايداع 6 متهمين السجن على خلفية مقتل تلميذ قاصر    ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    الاحتفال بالذكرى السابعة والستين لانتفاضة قبائل ايت باعمران    كوب 29: رصد 300 مليار دولار لمواجهة التحديات المناخية في العالم    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    غوتيريش: اتفاق كوب29 يوفر "أساسا" يجب ترسيخه    دولة بنما تقطع علاقاتها مع جمهورية الوهم وانتصار جديد للدبلوماسية المغربية    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    انقسامات بسبب مسودة اتفاق في كوب 29 لا تفي بمطالب مالية طموحة للدول النامية    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير ديوان القذافي يروي أسرار العقيد


قتل بيده معارضا سلمه المغرب
تسبب في جنون زوجة بانغو التي كانت في المغرب
كان يختلي بالنساء والغلمان
عمل نوري المسماري أميناً لجهاز المراسم العامة برتبة وزير دولة من 1997 حتى 2010 في نظام القذافي، وكان عمل بين 1977 و1982 مديراً عاماً للمراسم. وفي الفترة الفاصلة بين التجربتين عمل في التجارة. ترك المسماري سفينة النظام في 2010 وكان أول من جاهر بانشقاقه لدى اندلاع الثورة في السنة التالية. رصد القذافي 50 مليون دولار لإعادته، وجهّز له حوضاً من ماء النار لكنه نجا.
تكشف رواية المسماري علاقة عبد الله السنوسي عديل القذافي بجريمة إخفاء الإمام موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان أواخر غشت 1978، أو على الأقل مشاركته في إخفاء الجريمة، كما تشير الى متورطين محتملين.
تكشف الرواية أيضاً أسلوب القذافي الغريب في التعامل مع الدول وزعمائها، وتقدم صورة عن رجل سادي لا يتردد في اغتصاب الزائرات والتحرش بزوجات رؤساء وبوزيرات كما جاء في حوار المسماري ل«الحياة» نقتطف فقرات منه ...
يقول نوري المسماري عن محاولات الاغتيال التي تعرض لها القذافي في حياته، أن واحدة منها، حمّلها للمعارضة الاسلامية وبن لادن. «دخل المنفذون في سيارات جمع القمامة الى بيته ولم يكن موجوداً. أعدم بسبب هذه المحاولة جميع أفراد الحرس الخاص. دخل المنفّذون وخرجوا ولم ينتبه إليهم أحد، وهو اعتبر ان ثمة تواطؤاً من الحرس، فأعدم جميع أفراده. لجأ المنفذون بعد الهجوم الى بناء، فقصفه الحرس الجمهوري بالدبابات بقيادة خليفة حنيش.»
وأضاف «تعرض لمحاولة انقلاب بقيادة ادريس الشهيبي الذي قتل في غارة جوية استهدفته أثناء محاولته الهروب الى مصر. وهناك انقلاب عمر المحيشي عضو مجلس قيادة الثورة والذي اختلف مع القذافي وراح ينسق مع عسكريين بهدف إطاحته. كانوا يخططون للانقلاب وكانت لدى القذافي معلومات أو شبهات فأخذهم جميعاً معه على متن الطائرة الى اوغندا ايام عيدي أمين، لحضور مؤتمر القمة في كمبالا في السبعينات. وأثناء اجتماعهم في منزل القائم بالأعمال محمود الباهي، كان القذافي يريد ان يذهب اليهم ليلاً لكن الحرس رفض. في الليلة ذاتها كان عمر المحيشي يريد الدخول على القذافي وهو نائم، والذي ظهر انه كان يريد قتله، وكان هناك ضابط صف ايامها، هو الآن عقيد اسمه مسعود الزغراد منعه من الدخول، قال له المحيشي أنا عضو مجلس قيادة الثورة وأريد الدخول فرفض وشهر سلاحه فتراجع المحيشي. وحين عادوا معه إلى ليبيا حصلت عملية الاعتقالات. هرب المحيشي ولاحقاً أتى به من المغرب في إطار صفقة، وقال له «أتينا بك تحت أرجلنا»، وقتله بنفسه بإطلاق النار عليه، كما روى لي الحراس بشيء من التباهي.
وهناك محاولة أخرى هي من أحد اقارب القذافي، وهو ضابط في الحرس وحين رأينا الفيديو اكتشفنا كم كان قتله شنيعاً. علّق القذافي جثث أقارب له قرب باب العزيزية.»
هل جلود متورط بأحداث دموية؟
متورط في 7 ابريل وكان آنذاك رئيساً لمكتب اللجان الثورية ولاحقاً اداروا المثابة العالمية وكانت تهتم بالخارج... انقلابات ومعسكرات.
اين عملت هذه المثابة؟
في غرينادا وأنحاء عدة في اميركا اللاتينية وكوبا ونيكاراغوا، وكان دانيال اورتيغا تلميذاً في المثابة ولاحقاً عمِلَت في اوغندا وكان يوري موسيفيني خريج المثابة وكابيلا الأب كان من أعضائها.
هذا يعني ان موسى كوسا كان صانع انقلابات وثورات في العالم؟
نعم، لقد أمسك الامن الخارجي لمدة 12 سنة.
وهل كان القذافي يحب موسى؟
نعم، كان موسى ذكياً.
ماذا عن عبدالله السنوسي؟
أمامك طيب، محترم، جيد، كريم، لكنه دموي وينفذ إرادة سيده، ويزايد ويبالغ.
ما أخطر شيء فعله السنوسي؟ هل له علاقة بمجزرة سجن بو سليم التي أودت بأكثر من 1200 سجين؟
طبعاً ونفذها بأمر من القذافي.
من كان يتخذ قرار الاغتيالات؟
ليس هناك اغتيال لشخصية معروفة ومهمة إلا بأمر من القذافي، وأبصم على ذلك. مرةً قال لي موسى كوسا: أريدك فقلت له ماذا تريد؟ والله لم أتخاصم مع الرجل ولا اصطدمت به. وكان في كل مرة يقول لي هات الحقيبة وفيها ملابس ومعجون الأسنان فأعرف ان قراراً صدر بسجني. قال لي: لا لا، أنا أريدك في طريق الشط. قلت انت تخطط لمؤامرة، فضحِك وأصر على ذهابي. رئيس المخابرات الليبية يطلبني في طريق الشط وفي الليل نحو الساعة العاشرة هل يريد القذافي اغتيالي وموسى كوسا معروف. ذهبتُ الى طريق الشط بجانب الإذاعة الليبية فرأيته ومعه حقيبة فقلت له افتحها وإن شاء الله تنفجر ولكن بنا نحن الاثنين، وحين فتحها كان في داخلها أشرطة وتقارير، قلتُ له ما علاقتي بهذا، قال: »الجو مع المعلم زفت وأنا مختلف معه وهو غاضب عليّ ولا يريد رؤيتي»، فقلت له: اشرح لي عنها. قال: «هذه سلمني إياها وزير داخلية عربي وتتعلق باتصالات غرامية للرجل» (القذافي). أخذتُ الحقيبة وذهبتُ الى المهتمَّة بهذه الأمور وذهبتُ الى القذافي. قلت له أعطاني موسى حقيبة فيها كذا وكذا فقال هذا حمار وكذاب. وقال لي «أنا مشغول، إسمع الأشرطة أنت ومبروكة الشريف». كانت الرسائل والأشرطة تتعلق باتصالات يجريها القذافي مع فتيات في دول أخرى يكذبن عليه في ما يتعلق بهويتهن وموقعهن العائلي والاجتماعي.
هل كانت قصة الخيمة تثير لكم مشاكل، وأين؟
كثيراً، مثلاً في باريس كان يريد خيمة في حديقة الإليزيه وكان هناك فندق تابع للإليزيه خاص بالرؤساء والملوك، فأقمنا الخيمة في حديقته وهي كانت للاستخدام مرة واحدة للصورة وللمقابلة الصحافية.
أين أثارت الخيمة ايضاً مشاكل؟
في موسكو. وكان القذافي مصرّاً الى درجة خفنا معها ان تتسبب الخيمة في إفشال الزيارة برمّتها. واجهنا مشكلة جدية وحصل جدل وتسرب الحديث عن إشكال. كان فلاديمير بوتين رئيساً للوزراء وعرف بالأمر، فذهبتُ إليه طالباً مساعدته. وقال لي هذه موسكو وهناك حماية البيئة فقلت له لن نأتي بجمل او ناقة، هي كناية عن خيمة فقط. في النهاية جاءت الموافقة ونُصِبت الخيمة في حديقة الكرملين.
وفي نيويورك لم يكن هناك سكن، وكان القذافي لا يريد درجاً او مصعداً. كان يريد أرضي، الدرج نتيجة صحته والمصعد كانت لديه فوبيا منه والأنفاق كذلك، وكان يخاف السفر الطويل، فتحتّم ان نمر بمطارات عدة. ذهبنا الى نيويورك وكان هناك رفض شديد وبحزم، فأتى ابنه معتصم متباهياً امام والده، استأجر فيللا خارج نيويورك ونصب فيها خيمة. طبعاً أتى البلاغ وانقلبت الدنيا وكانت الشرطة تريد القبض عليهم، ومن هليكوبتر صوّروا الخيمة المنصوبة.
هل كنت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حين ألقى الخطاب؟
هذه مشكلة كذلك، حتى مراسمية. هناك مقصورة خلف المنصة يجلس فيها الرئيس الذي يلي المتحدث الاول. المتحدث الذي قبلنا كان اوباما، فرفض القذافي أن يجلس في المقصورة ليوحي بأنه ينتظره. وهذه ليس لها معنى. الرئيس الذي يخرج يهنئه على كلمته والثاني يقول له اتمنى لك التوفيق بكلمتك، فهذه ناحية بروتوكولية، انزعج منها القذافي وقال انا من مقعدي الى المنصة. وآنذاك كان رئيس الجمعية العمومية الدكتور علي التريكي، وجرَّب ان يشتكي لي فقلت له انت تعرفه اكثر مني، وقال لي مدير مراسم الأمم المتحدة: أنت اقدم واحد فينا وتفهم في أي مراسم في العالم
هل رأيت الإمام موسى الصدر يدخل مقر القذافي أواخر غشت 1978؟
كلا، كنت حينها مدير المراسم بالوكالة وكانت إدارة تابعة للخارجية وليست جهازاً مستقلاً. كان مديرها أحمد أبو شاقور في مهمة خارج البلاد وحللتُ مكانه بالوكالة بصفتي رئيس التشريفات، وكانت حركتي محدودة في الرئاسة.
حدث شيء لم أقدّر في حينه أهميته. اتصل بي عبدالله السنوسي وكان يومها ضابطاً صغيراً في إدارة الاستخبارات الحربية، ومكتبها في شارع الشط وتعمل برئاسة النقيب عبدالله الحجازي. طبعاً، هذه رتبته آنذاك، وهو ممن كان معمر القذافي يسميهم «الضباط الأحرار». سألني السنوسي هل من الضروري ان تختم السلطات الإيطالية جواز سفر من يريد الدخول الى اراضيها؟ أجبت طبعاً لا بد من ختمه فهذه هي القواعد المعمول بها في أي دولة. أنهى المكالمة.
كلّمني السنوسي لاحقاً وقال لي: سأرسل لك جوازات سفر والمطلوب تأمين تأشيرات لأصحابها الى إيطاليا.
أعتقد أن الجوازات كانت ثلاثة، نتكلم عن واقعة حصلت قبل أكثر من ثلاثة عقود. أتاني جندي أرسله السنّوسي وأعطاني الجوازات. لم يكن لديّ ما يدفع الى الشكوك، لكنني فتحتُ الجوازات ووجدتُ في واحدٍ منها أنه للإمام موسى الصدر، رحمه الله. لم تعلَق الأسماء الأخرى بذاكرتي لكنني أتذكر اسم الإمام لأنه شخصية معروفة. اتصلتُ بالسفير الإيطالي وقلتُ اننا نريد تأشيرات لضيوف عندنا فأبدى ترحيبه. أرسلتُ الجوازات ولكن سرعان ما اتصل بي السنوسي مجدداً يسأل هل انتهت. قلتُ له إن الأمر يحتاج بعض الوقت وسأرسلها إليك فور إعادتها إليّ. أعاد لي السفير الإيطالي الجوازات مع التأشيرات فأرسلتها إلى عبدالله السنوسي. لاحقاً سمعتُ عن اختفاء الإمام الصدر فبقيت الواقعة في ذاكرتي، خصوصاً ان السنّوسي هو مَن أرسل الجوازات.
الصدر لم يدخل إيطاليا ولا علاقة لها بمصيره لا من قريب ولا من بعيد. المعروف ان شخصية مثل الصدر يمكن ان تحظى باستقبال خاص، بمعنى أن تُستقبل رسمياً في صالون في المطار ويتولى موظف إحضار الجوازات بعد ختمها، لكن الأكيد ان الصدر لم يتوجه إلى إيطاليا بل توجّه من ادعى انه الإمام موسى الصدر. ولا يزال عالقاً بذاكرتي أن ضابطاً في الاستخبارات اسمه موسى من منطقة صبراتة، ولا أتذكر عائلته، كانت له علاقة بعبدالله السنوسي، وكذلك بالشخص الذي ألبسوه ثياب الصدر وأرسلوه بسبب طول قامته وتشابه الملامح.
اعطِنا دليلاً جديداً على دمويته.
كنا في رحلة صيد في رومانيا، خلالها قُتل صالح بو فروة بالرصاص، وهو أحد الضباط الأحرار المقربين من القذافي، لكن هذه قصة طويلة.
هل كانت عملية قتل مقصودة، أي هل اغتنموا رحلة الصيد لقتله؟
نعم.
مَنْ قتله، جماعة القذافي؟
نعم. لعملية القتل هذه قصة تتعلق بموضوع أن والدة القذافي يهودية.
صالح بو فروة قال إن أم القذافي يهودية؟
وصلته معلومة من ايطاليا مع اوراق ومستندات متصلة تفيد بأن أم القذافي يهودية.
وهل هي يهودية؟
نعم.
أنت تجزم بالأمر، فما السبب؟
عمار ضو الذي كان سفيراً في ايطاليا وصلت اليه المعلومة ذاتها مع مستندات وغيرها، وبعد مغادرته ليبيا الى ايطاليا اغتيل ولفّقت التهمة بأن وراء تصفيته مَنْ كان يسميهم القذافي «الكلاب الضالة»، أي المعارضة الليبية، وهذا غير صحيح. كذلك الملحق الإعلامي اغتيل، لأنه كان على علم بهذه القضية.
كل مَنْ كان على علم بأن والدة القذافي يهودية قُتِل؟
نعم تمت تصفيتهم.
قلتَ ان القذافي كان دموياً، كيف؟
في رحلة أذكر انهم أتوا بالغزال الذي اصطاده القذافي. فلما فتحوا بطنه، أدخل القذافي يديه وراح يغسلهما بدم الغزال. كان المنظر رهيباً وغريباً. الصور لا تزال موجودة في ليبيا.
غسلَ يديه بدم الغزال؟
وضع كلتا يديه داخل بطن الغزال، وراح يغسلهما بالدم. انا من دون قصد سألته: لماذا تغسل يديك بالدم الوسخ؟ فقال: انت لا تعرف فوائد غسل اليدين بالدم وهو ساخن.
دليل آخر على غرابة القذافي...
كان يعاني شذوذاً جنسياً رهيباً... غلمان وغيرهم.
بما انك كنت مدير المراسم لديه، هل كانوا يحضرون له غلماناً إلى الخيمة؟
كان معه غلمانه. كثيرون ممن كانوا معه كانوا غلماناً ويسمونهم «مجموعة الخدمات». هؤلاء كلهم كانوا غلماناً وضابطات وحريماً.
كان يحب النساء كثيراً؟
اعتقد بأنها كانت عملية سادية. أذكر مرة حين كنتُ في المكتب وردتني مكالمة من مسؤول امن الفندق يقول فيها ان ضيفة أفريقية مريضة وتريد أن تقابلني، فقلت للمتصل انني لست طبيباً ولا افهم بهذه الأمور. الفندق كان يتبع للمراسم. قلت له أن يتصل بطبيب ليراها. فقال: اعتقد يا سيد نوري ان من الأفضل أن تأتي. قلت له: ما قصتك أنت، هل تعطيني تعليمات؟ فقال: أنا لا أعطي تعليمات، أنصح بأن تراها أنت قبل أن يراها الطبيب.
عندها استقليت السيارة وتوجهت الى الفندق. ولما وصلت سألت الشخص الذي اتصل بي، ما حصل؟ فقال: اصعد الى الغرفة لترى بنفسك. دخلت على هذه السيدة وهي من نيجيريا وأذكر ان اسمها كان الدكتورة (...)، وكانت في حال يرثى لها. كانت في حال رهيبة، تعرضت للعض والنتش والدم يسيل، وآثار كدمات ظاهرة على جسدها، وكانت تبكي. سألتها ما بها، فقالت: هجم عليّ.
قلت لها: مَن هاجمك... في الفندق؟ فأجابت: لا. ذهبت لمقابلة القذافي وهجم عليَّ.
ماذا فعلت؟
طلبت ان يأتوا إليها بطبيب. اتصلت بأحمد رمضان وهو كان مدير مكتب القذافي لكنه أقرب من بشير صالح، وطلبت منه أن يرسل طبيب القيادة. تململ اولاً، لكنني أعدت الطلب. فقال: حاضر. ثم سألني لماذا طلبت طبيب القيادة، إذا كان بإمكانك احضار أي طبيب. فشرحت له الموضوع. ثم قابلت معمر القذافي وأخبرته بما حصل، فقال: فضّك منها. وقال ان هذه السيدة تكذب وأن المسألة عملية ابتزاز.
قلتَ للقذافي ما حصل؟
طبعاً. قلت ان المرأة موجودة وتدّعي كذا وكذا. فقال انها ربما فعلت ذلك بنفسها لتبتزّه. أجبتُ أن الموضوع يجب أن يُعالَج. فقال: حسناً اعطوها أي مبلغ... أذكر أن أحمد رمضان أرسل إليها مئة ألف دولار، فأقفل الموضوع.
وهي قابلته بأي صفة؟
كانت تقول انها دكتورة. عدا ذلك لا اعرف شيئاً.
كانت طبيبة؟
لا اعرف، لكنهم كانوا يسمونها الدكتورة. كان هناك شيء اسمه «الضيف الخاص» للقائد وهؤلاء لم تكن لي علاقة بهم باستثناء دفع تكاليف الفندق وغيره.
هل تذكر حوادث أخرى مماثلة؟
حصلت اشياء كثيرة. الحادثة الثانية حصلت لزوجة رجل اعمال سويسري، وكادت أن تتحول كارثة كبرى، لكنها لاحقاً تلاشت وانتهت ذيولها.
ما موضوع هذه الحادثة؟
هذه سيدة ايرانية زوجة رجل سويسري مشارك في وفد من شركة إيرانية لتوظيف الأموال، قابَلَتْ السيدة القذافي ليلاً واعتدى عليها بعنف. عرفتُ الأمر بينما كنا عائدين في طائرة الوفد ولاحظنا ان الأمن المرافق للوفد اعتقل سيدة على الطائرة. كان معنا ايضاً محمد الحويج الذي تولى لاحقاً حقيبة المال.
اين حصلت الحادثة؟
في سرت، ولها تفاصيل ثانية. دخلت معهم في تفاوض على الطائرة، وعلى الطائرة عرفتُ ان زوجة السويسري هجم عليها القذافي وكانت في حال يرثى لها.
كانت معكم على الطائرة؟
نعم. كانت في غرفة النوم في الطائرة. أدخلني إليها زوجها، ووجدتها في حال يرثى لها، الدم يسيل منها، فأخبرتني بما حصل. قالت ان سيدة جاءت إليها واستدعتها للمقابلة، وكانت برفقتها ضابطة اسمها سالمة. وذهبوا الى المقابلة، وكانوا في البداية اخبروها بأنها دعوة، ولكن لاحقاً دخل القذافي ودعاها الى المكتب و «هجم» عليها بعنف. عندما دخلتُ للتحدث مع زوجة السويسري، دخل رجال الأمن (الذين كانوا بصحبة الوفد) وقبضوا على السيدة التي كانت برفقتنا وهي الوسيطة التي أحضرت.
اعتقلوها في الجو؟
نعم وكأنها عملية خطف. عندها قلت لهم: ما تفعلونه خطر، لأن الأمن والمخابرات يعرفون اننا غادرنا المطار بطائرتكم. وحصلت بيني وبين الزوج السويسري مشادّة. وقلت له ان ما تفعله خطأ، فقبل أن تخرج من الأجواء الليبية ستجد الطائرات الحربية تلاحقك.
كان هناك حراس مع السويسريين؟
نعم. كان معهم عناصر من الأمن الخاص بهم.
هؤلاء العناصر هم من اعتقل المرأة الوسيطة؟
نعم. المرأة التي كانت السبب في الاعتداء.
كيف عالجتم الأمر؟
قلت للزوج أولاً نحن لن نقبل التفاهم معك، قبل ان تفكوا الأغلال من يدي السيدة.
هل كانت هذه السيدة ليبية؟
عربية. قلت: ما ذنبها. هي عبد المأمور، ولا علاقة لها. وسألت زوجة السويسري، هل حاولت هذه السيدة إقناعك؟ فقالت لا. وسألتُ السيدة: هل قالوا لك انها دعوة، فقالت نعم. يعني ان لا علاقة لها بالأمر. ففكوا الأغلال. محمد الحويج كان خائفاً وجباناً وشبه ميت على الطائرة. حتى انه أشاد بي، وقال: بعمري لم أر بمثل شجاعة نوري في هذا الموقف. أقنعت الرجل بأن هذا خطأ، وبأن الطائرة ستلاحَق لأن شخصين ليبيين مهمَّين على متنها ولم تدخل أجواء طرابلس.
وكان يدفع في النهاية؟
نعم. مثلاً مرة استُدعِي بشير صالح الى الغابون من رئيسها عمر بونغو. كان صالح غير راضٍ، وحتى الهنشيري، عن تصرفات القذافي. قال لي بشير تعالَ أريد أن أراك في المكتب. فقلت له كيف تذهب الى الغابون وحدك، فأجاب انه لو لم يذهب لحصلت كارثة. وقال: حين دخلت على عمر بونغو أدار شريط تسجيل لمكالمة هاتفية بين القذافي المتصل وزوجته، وهي ابنة ساسو نغيسو رئيس كونغو- برازافيل. أصيبت المرأة لاحقاً بالجنون وانتقلت الى المغرب وماتت. وهي سيدة جميلة فعلاً. كان هناك كلام غزل بينها وبينه. فتُرت العلاقات بين البلدين وعادت لاحقاً بقدرة قادر. لم اسأل عن تفاصيل مكالمة الغزل. بشير صالح كان المسؤول. كان مسؤولاً اكثر من الآخرين في هذا الشأن، حتى لما حوّلوا الخارجية الليبية وقسموها الى الخارجية ووزارة الشؤون الأفريقية وكان التريكي وزير الخارجية للشؤون الأفريقية وعلاقته دائمة بالأفارقة، كان بشير متقدماً، وكان هناك دائماً صدام بين الرجلين في ما يتعلق بالعلاقات الأفريقية. كانت هناك أمور يقوم بها بشير صالح من دون علم التريكي، لأنه كان رئيس الديوان لدى القذافي، فيفعل ما يريد وعلاقته جيدة بالأفارقة ولونه أسمر مثلهم.
كان القذافي يحب النساء والرجال؟
طبعاً.
عبدالمنعم الهوني قال سابقاً ان القذافي شاذ جنسياً؟
هذا صحيح، وعبدالرحمن شلقم يقول إن القذافي سالب وموجب.
هل حصل معه إشكال في موضوع الغلمان. هل اشتكى عليه أحد من الشبان؟
سمعتُ، لكنني لم أكن حاضراً، لأن هذا الموضوع في قسم الخدمات، وما يدور حوله لا أعرفه.
هل استقدموا له نساء من الخارج؟
كانوا يأتون إليه بنساء أشكال ألوان، وهذه الأمور كانت مسؤولة عنها واحدة اسمها (م.ا).
تردد اسمها بعد سقوط القذافي؟
هي كانت مسؤولة عن هذه الأمور. وصلت الى مرحلة انها أصبحت بمثابة مبعوث شخصي. كانت لها علاقة بسيسيليا ساركوزي وكانت واصلة في الإليزيه أكثر مني ومن وزير الخارجية ورئيس الحكومة، والسبب أن القذافي كان يعتبرها بمثابة المبعوث الشخصي له. بالغ القذافي في هذا الجانب، كان ينتقم من الأشخاص بالتعرّض لزوجاتهم. السيدة نفسها روت لي ان القذافي تحرش بشقيقة ساركوزي فاستاءت، وأن المقربين من القذافي حاولوا استرضاءها بعقد من الماس فرفضته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.