بعد إطلاق قنوات فضائية دينية من قبيل «اقرأ» ثم «الرسالة» في البداية موازاة مع أخرى عامة وموضوعاتية في الدراما و الموسيقي والرياضية في سماء المنطقة العربية، تناسلت في السنوات الأخيرة العديد من هذه القنوات، بعضها يمارس التجارة ب«غطاء» ديني، والبعض الآخر ذو توجه أصولي «متطرف» تخصص في إصدار فتاوى خلقت الكثير من الاضطراب و الإرتباك في عقائد المسلم المتابع لبرامجها في العبادات والمعاملات، جعلت المؤسسات الإسلامية الرسمية المعتمدة في بعض الأقطار العربية من قبيل الأزهر.. تواجهها وتنادي بوقف بثها، باعتبار أن مايصدر عنها مخالف للعقيدة والشرع.. الورقة التالية تكشف عن الوجه الآخر (الطبعة الجديدة) من بعض القنوات الدينية، وهي قنوات المنتقبات حرب ضروس لافتتاح أكثر من قناة «محجبة» تتحدث مصادر صحفية أن هناك حربًا تدور فى كواليس القنوات الفضائية لإنشاء أكثر من قناة للمنتقبات، وأن هناك الآلاف يريدون معرفة الكثير عما يدور فى كواليس هذه القنوات. في هذا الإطار أجرت «بوابة الأهرام» حوار مع الشيخة صفاء الرفاعى، مديرة قناة «ماريا»، التى تعتزم تأسيس حاليًا قناة جديدة للمنتقبات بتمويل كويتى، وتحمل اسم «الحور العين»، حيث قالت بأنها داعية إسلامية، تخرجت فى معهد إعداد الدعاة بعد 4 سنوات، وتلقت دورات فى الفقه والأصول، والقواعد الفقهية، وحاصلة على إجازات فى القرآن الكريم على يد الشيخ سيد عسكر، ولقبت بالشيخة صفاء . وعن سر إنشاء قناة جديدة عن المنتقبات، أوضحت، أنه « لم يحدث اتفاق بينى وبين أصحاب قناة «ماريا»، فانتقلت بفريق العمل بالكامل لإنشاء قناة «الحور العين» وحاليًا نعد العدة للبث التجريبى وأعددنا برامج كثيرة تهتم بالشأن الإسلامى وخاصة ما يهم الأخت المنتقبة.» وعن سؤال حول اتهام هذه النوعية من القنوات بأن تمويلها غير معروف، أجابت «هذا الكلام يضايقنى، فأنا أعمل فى النور وقناتى تمويلها من خلال أحد المقاولين وهو رجل أعمال كويتى، أما الكلام عن التمويل الإيرانى فهذا غير صحيح» وحول علاقتها بالإعلام إذا كانت قد درست فقه وأصول، قالت «بدأت العمل كداعية ثم مقدمة برامج فى قناة الحافظ منذ 4 سنوات، وقدمت مقرأة النساء ودرست القرآن والتجويد، وعلم الأصوات»، وأضافت بأنها تسعى لتعريف الناس بالنقاب والأخت المنتقبة حتى تتعرف الأخت المسلمة على طريق الجنة، وتأخذ مكانها، «فهدفنا سامى جدا، فبعد أن أصبحت الأخت المنتقبة تتقلد المناصب بكل أشكالها، نسعى لأن تصل إلى ما تربو إليه، نؤهلها كمسلمة إلى مراد الله فى الدنيا والدين، ودخولها جنة الله» وفي جوابها عن أن النقاب ليس فرضًا، قالت، «سنؤكد للجميع أهميته وأنه فرض وأنه الأساس فى زى المرأة..». «أبو إسلام» ، مؤسس أول قناة للمنتقبات: الديمقراطية «كفر».. يقول عن نفسه إنه يمثل التطرف فى أعلى صوره، يعتبر أن الديمقراطية كفر صراح، ويرى أن نظام الشورى هو البديل الأشمل والأنفع للمجتمع، يعترف بأن الإسلاميين ليس لهم فى السياسة، ويدعى أن الله جعله سيفاً مسلولاً ضد العلمانيين والنصارى، وأنه صوت الحق الذى ينافح عن الدين والمستضعفين، إنه الشيخ أبو إسلام أحمد عبدالله، مؤسس ورئيس قناة «الأمة»، ورئيس مركز التنوير الإسلامى، وعضو نقابة الصحفيين، وصاحب جريدة «صوت بلدى»، وهو أيضاً صاحب فكرة قناة «ماريا» الجديدة التى أنشأها خصيصاً للمنتقبات والدفاع عن أم المؤمنين السيدة ماريا القبطية.. يوضح في حوار نشرته «دنيا الوطن» عن بداياته وخبرته فى المجال الإعلامى بأنه تولى رئاسة تحرير جريدة «الحقيقة» لسان حال حزب الأحرار، ورئاسة تحرير جريدة «الشعب» عندما تحولت من التيار اليسارى للإسلامى، ثم أسست صحيفة «صوت بلدى» الأسبوعية التى توقفت عن الصدور قبل الثورة في مصر من قِبل أمن الدولة، وعادت بعد القضاء على النظام البائد وحل جهاز أمن الدولة، وهى جريدة «تخاطب السلفيين لتنمية قدراتهم الثقافية والمعرفية، وهى جهد شخصى، لخدمة شباب المسلمين لتعليمهم كيف يتحررون من تأثير الشيوخ أو الوقع تحت أسر تيار واحد بعينه». وقال إن«لا أتبع أى حزب أو جماعة سياسية فأنا مستقل، ومن الممكن أن أساعد الأحزاب الإسلامية من منطلق النصرة، لكنى أرفضها سياسياً، ولن أشارك فى تكوين أى أحزاب فأنا رافض للديمقراطية، والديمقراطية نظام «كفر»، البديل له الشورى، حتى لو تطابقوا معاً، فالشورى هى الأصل بمعناها باللغة العربية، أما الديمقراطة فهى مصطلح فرنسى، ومن وجهة نظرى، لا يوجد مبرر لتطبيق نظام مفروض علينا من الغرب، ولكن المصرى تعود على الانكسار وأن يكون إنساناً ممسوخا، لهذا يتقبل الديمقراطية» وفي جواب عن سؤال عن الفرق بين الشورى والديمقراطية، «كشف» « ببساطة فى الديمقراطية ممكن راقصة ترشح نفسها فى انتخابات وتنجح، أما فى الشورى فهناك شروط فيمن يرشح نفسه ليقود الأمة لطريق القيم، فالشورى لها ضوابط للمحافظة على العادات والتقاليد المجتمعية. » وعن تأسيس قناة «الأمة» وما مصادر تمويلها، أوضح «أبو إسلام» أنه تم تأسيس القناة فى أبريل 2006، ويتم تمويلها ذاتياً، عن طريق التبرعات من الجمهور المشاهد، وفى اليوم العاشر من كل شهر أكتب على شاشة القناة «عاوزين كذا.. تكاليف القناة فى الشهر، وصل منهم كذا..» والتبرعات تأتي عن طريق التسليم باليد أو حسابات البنوك أو التحويلات المالية أو عن طريق الرسائل القصيرة.» وعن هدف القناة، التي تبث من سويسرا والشركة المالكة فى لندن، قال «القناة ثقافية تسير فى خطين متوازيين، الأول يقوم بالرد على افتراءات النصارى والملحدين والعلمانيين والشيوعيين، وكل من يتعدى على القرآن أو السنة أو على الرسول والصحابة، أما الخط الثانى فيعمل على تفنيد ونقد الكتب المسيحية، وبعد رمضان سيتم فتح الباب للرد والتعامل مع القنوات العلمانية والليبرالية»،و «التعامل معها سيكون بأسلوب الند بالند، »هابحث عن عيوبهم ومساوئهم وسنظهر للعامة خيانتهم وعمالتهم، حتى حياتهم الشخصية فلن أتورع عن فضح كل من يؤذى الإسلام» وعن تسمية القناة الجديدة ب«ماريا» قال« وجدت «سفلة» من الكنيسة يطعنون فى أخلاق النبى، ويتهمونه بأنه تزوج ماريا القبطية من غير مهر، فوجدت أننا لا بد أن نحيى حياة ماريا لمعرفة الحقيقة»، وأضاف «سيبدأ البث، بإذن الله، فى أول رمضان، بهدف تعريف المشاهدين أن المسلمات المنتقبات لسن غافلات وجاهلات، وأنهن يستحققن الحياة، فالديمقراطية حاصرتهن فى الوظائف، ومنعتهن من دخول بعض الكليات ومن دخول المدينة الجامعية، ..» وهن فكرة إنشاد القناة، أوضح الفكرة الأولى جاءت ، حين اشتكت له« إحدى الأخوات طردها من قناة «دريم»، وأخرى تم طردها من جريدة «روزاليوسف» بسبب النقاب، فقررت افتتاح قناة لهن، فكيف تهان فتاة مسلمة وتطرد من عملها بسبب نقابها والتزامها دينياً» وعن كيف سيتعرف المشاهد على تعبيرات وجه المذيعة عند مناقشة موضوع معين، قال «أنتم فاهمين الإعلام غلط»، تعبيرات الوجه يمكن تعويضها بالصوت، بدليل أننا كنا نستمع للراديو قبل التليفزيون ولم نكن نعترض، أنا أبنى ثقافة جديدة تعتمد على الصوت، «أنا مش من حقى أشوف تعبيرات وش المذيعة أصلاً، لأن النبى أمر بالنقاب.. أنا أنوى أن أخترق بها كل البيوت، خصوصاً بيوت العلمانيين، فمثلا قناة »الأمة« لا يوجد مسيحى لا يراها فى مصر، أنا أريد القدوة التى تؤثر فى البيت المصرى، وسنناقش كل مشاكل الحياة السياسية والدينية وعلم النفس وكل شىء»