عشية 7/7/2012 ، دخلت السيدة الزياني نصيرة الى مستشفى بانيو للتوليد ، قادمة من مدينة خنيفرة .. لوضع حملها .. وبعد الإجراءات العادية في مثل هذه الحالات ، من استقبال وتسجيل وعرض على المستعجلات ، أخبر أهل الحامل بأن الوضعية عادية ، وأن وقت الوضع لم يحن بعد .. وظلت السيدة الزياني تبعا لذلك بالمستشفى ، الى حدود الساعة الخامسة وعشرين دقيقة من يوم 8/7/2012 ، حيث أجريت لها عملية قيصرية ، لتخرج الطفلة /الجنين ميتة ! وهذا ما أثار غضب العائلة التي استنجدت بالنيابة العامة ، لفتح تحقيق فوري في الموضوع ، حيث حلت عناصر الشرطة القضائية ، و أخذت أقوال الممرضين ، والمرأة الحامل، أم الرضيعة الميتة .. قبل أن تحل الشرطة العلمية ، لتحديد أسباب الحادث . ويذكر أن مستشفى سيدي سعيد قد شهد قبل أقل من شهرين، ( 15/4/2012) حادثا مماثلا ، حيث توفي رضيع حديث الولادة ، سارع أبواه الى تحميل إدارة مستشفى سيدي سعيد، مسؤولية هذه الوفاة ... وهي القضية التي تتابع فيها طبيبة الديمومة في حالة سراح .. لأنها لم تكن حاضرة ساعة الوضع ! وبالعودة الى مستشفى بانيو ، فقد وقفت جريدة الاتحاد الاشتراكي على الأوضاع الكارثية ، التي يوجد عليها هذا المستشفى الخاص بالتوليد : تجهيزات متقادمة ، مهترئة.. وغير نظيفة بالمرة ، الكراسي المتحركة .. وطاولة الولادة.. و« الفانتوز » المساعدة على الوضع .. جميعها لم تعد صالحة إلا للتخلص منها في أقرب «حاوية للقمامة »! تنضاف الى ذلك العطالة الدائمة لقاعة الانعاش ، و الخصاص الحاد في الموارد البشرية ، فمستشفى بانيو هذا الذي هو قبلة الحوامل من كل مدن وقرى جهة مكناس تافيلالت .. بل حتى من خارج مدن الجهة ، كسيدي قاسم مثلا ، والذي يتجاوز عدد الولادات السنوية التي تتم به ، الستة آلاف ولادة ، لا يتوفر مع كل ذلك ، إلا على ثلاث مولدات يقمن بالتوليد ، والاستقبال ، والمستعجلات ، ومصاحبة النساء الحوامل بعد الولادة .. ولا يتوفر أيضا إلا على طبيب واحد في الحصة ، وحارس عام واحد ، وهذا الأخير ، يقوم بدور المبنج أيضا ، و كذلك بدور السائق ، إذا تطلب الأمر نقل إحدى الحالات الى مستشفى محمد الخامس ! تهالك التجهيزات وتعرضها للميكروبات ، بسبب الأوساخ وانعدام الصيانة ، وعطالة قاعة الإنعاش، و الخصاص المهول في الموارد البشرية، مقارنة مع الإقبال الكبير على المستشفى ، هو ما جعل مستشفى بانيو يعرف الكثير من الاختلالات .. التي تتسبب في وفيات الأطفال حديثي الولادة ! وقد تظل المرأة الحامل تصرخ وتصرخ ، دون أن تتمكن المولدة من تلبية ندائها ، ليس لأنها ترفض ذلك ، ولكن لأنها منشغلة بحالة أكثر احتياجا للإسعاف ! وهذا ما تعلق عليه إحدى المولدات بالقول : «... وا حنا غير اليوم دخلت عندنا 35 مراة حاملة ، ولدنا منها 21 امراة .. وفهذ الظروف غير المواتية بتاتا .. واش حنا سوبر مان ؟ واذا أردتم أن تحكموا ، فقارنوا بين عدد الحوادث ، التي تسمونها مأساوية ، وعدد ما يتوافد ، ويلد في المستشفى ، ولذلك يحز في النفس أننا على مرمى حجر من كل أنواع الاهانات والاعتداءات، ولا أحد يسمع شكوانا ، بما في ذلك الإدارة ! ..أما إذا كنا نحن المشتكى بنا، فكل أنواع الحزم والصرامة تطبق في حقنا ! هل تدرون لماذا؟ لأننا نحن الحويط القصيور ، كلشي كيبين فينا حنة يديه»!