في الوقت الراهن، تفصل عبد القادر عزيمامي عن عبد الرحيم الجابري حوالي 900 كلم، غير أن مصيرهما يجمعهما، وشمعة الأمل الأخيرة توقد من جديد أمامهما من أجل إسقاط حكم يدينهما بقضاء عشرين عاما وراء القضبان بتهم ارتكاب جريمة قتل ما يزالان يتشبثان ببراءتهما منها. وفي حالة نادرة في تاريخ القضاء الفرنسي، قد توصي لجنة مراجعة الأحكام الجنائية بإعادة محاكمتهما من جديد، رغم أن الحكم صدر في حقهما سنة 2003 . وتعود أطوار القضية إلى سنة 1997، حيث تم العثور على جثة شاب (22 سنة) وقد تعرض جسده ل 108 طعنات. ليتم بعد ذلك اعتقال عزيماني والجابري للاشتباه في وجود حمضهما الصبغي بمسرح الجريمة. ولقد حصل عويماني (47 سنة) على سراح مشروط سنة 2009، لظروف صحية، بعد أن قضى 11 سنة وسبعة أشهر وراء القضبان في سبع مؤسسات سجنية مختلفة. صديقه الجابري (46 سنة) حصل بدوره على سراح مشروط لكن بعد أن قضى 13 سنة في السجن. يقول هذا الأخير في تصريح لوسائل الإعلام الفرنسية إنه لم يعد يملك إلا «الحق في العمل وإغلاق فمه»، لأن السلطات المحلية تفرض عليه الإدلاء بشهادة العمل من أجل تجديد بطاقة إقامته، حتى أنه لم يتمكن من رؤية والده قبل أن يتوفى، حيث كان حينها في السجن، لم تتحق أمنيته بأن يراه قبل وفاته. وأمله الآن أن ينجلي هذا الكابوس المزعج ويعود إلى مدينة طنجة ويزور قبر والده للترحم عليه على الأقل.