يوجد اللبناني يوسف أحمد وحيد، الذي اعتقلته البحرين منذ أسبوعين، ونشرت تقارير عنه مع تفاصيل قتله البشع لفتاة مغربية منذ 11 سنة في لندن، منذ الثلاثاء 7-9-2010 في عهدة الإنتربول الدولي، الذي تسلمه من السلطات القضائية في البحرين، تمهيداً لتسليمه إلى شرطة أسكوتلنديارد، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية البحرينية. ولم تذكر السلطات البحرينية تفاصيل كثيرة عن عملية التسليم، سوى الإشارة إلى قتله بأواخر 1999 للمغربية فاطمة قامة وهي بعمر 28 سنة في ذلك الوقت، وأن شرطة البحرين ظلت تراقبه طوال 3 أشهر بعد تسلمها معلومات عنه من نظيرتها البريطانية، وأن القضاء البحريني اتخذ في حقه كل الإجراءات القانونية قبل تسليمه إلى الإنتربول، باعتباره دخل المملكة في نوفمبر الماضي منتحلاً على جواز سفره اللبناني اسماً غير اسمه الحقيقي، هو إبراهيم فوزي حديد. وكان يوسف أحمد وحيد يقيم ويعمل في البحرين طوال 10 أشهر مضت من دون أن يعرف حقيقته أحد، مخفياً شخصيته الحقيقية كمرتكب لجريمة قتل، سدد فيها إلى فاطمة قامة 10 طعنات بالسكين، في شقة تقاسمها معها بحي العرب في لندن، ثم قام بتقطيع جثتها بساطور ووضبها داخل حقيبة سفر، ثم تركها في ما بعد بالطابق الثالث من مرآب السيارات الرئيسي في مطار هيثرو الدولي في لندن. وعاد وحيد إلى المطار في اليوم التالي، ومنه غادر فاراً إلى بيروت في 18 يوليو 1999، ليظل بعيداً طوال 11 سنة عن أعين رجال أسكوتلنديارد الذين ظلوا يقتفون أثره حتى رصدوه في البحرين، والتي اعتقلته شرطتها في مكان سكنه بمنطقة «عالي»، حيث كان يعمل في إحدى الشركات الخاصة، وتم التأكد من شخصيته من خلال بصمات أصابعه، وبعد فحص حمضه النووي. السجن 25 سنة إذا تمت إدانته ووحيد هو مضيف سابق بالخطوط الكويتية، وكان وصل إلى لندن من نيويورك قبل أسبوعين من الجريمة، وأقام أياماً مع والدته وشقيقته وشقيقه، حيث كان الشقيق صديقاً لقامة ويعرفها. ولأنه أراد الإقامة بمفرده، فقد وعده شقيقه بالبحث عن شقة في شارع إدجوارد رود المعروف بحي العرب، المجاور لحديقة هايد بارك في لندن، مقترحاً عليه النزول «ضيفاً» بشقة كان استأجرها لفاطمة بالشارع، وهي من غرفة واحدة، حتى يعثر له على شقة تناسبه قبل عودتها من لبنان، حيث أمضت هناك 10 أشهر عاملة كمطربة وغيره. وحين عادت من بيروت فوجئت بأحمد في الشقة، فطمأنها سريعاً بأنه شقيق صديقها، وأن إقامته لن تدوم أكثر من وقت البحث عن شقة يستأجرها في المنطقة، أي بالكاد أسبوع. ثم لاحظ أنها تملك مبالغ مالية كبيرة وحلي ومجوهرات، قدرتها الشرطة في ما بعد بأكثر من 80 ألف دولار تقريباً، فسال لعابه وقرر سلبها ما تملك بالأسلوب السهل الممتنع، فقتلها قبل يوم من سفرها إلى مونتريال في كندا، حيث تقيم والدتها حسنة وشقيقتاها، الكبرى ماجدة والأصغر منها ليلى. ثم قام وحيد بما جعل الجريمة واحدة من أبشع جرائم بريطانيا في تسعينات القرن الماضي، حين أحضر ساطوراً كالذي يستخدمه بائعو اللحوم وراح يمعن في تقطيع جسدها، كما وكأنها نعجة ذبحها للاستهلاك العام، ثم وضع الأعضاء في أكياس ووضبها داخل حقيبة سفره بالذات ،ثم مضى قبل منتصف الليل تقريباً إلى مطار لندن، تاركاً الغرفة وقد تناثر فيها الدم وبقايا اللحم البشري المقطع. وسيخضع وحيد في لندن، التي وصل إليها بعد تسليمه، لعملية تحقيق مكثفة تضع أمامه كل ما تملكه شرطة أسكوتلنديارد من وثائق ومعلومات وصور فيديو تؤكد ارتكابه للجريمة. وستجري محاكمة المتهم التي إذا ما انتهت جلساتها بإدانته ،و الحكم عليه بعقوبة سجنية، يتوقع لن تقل عن 25 سنة وراء القضبان، بحيث لن يخرج من السجن إلا وقد بلغ الخامسة والستين من العمر على أقل تقدير. ويذكر أن الشرطة البحرينية اعتقلت ليل الثلاثاء 24 غشت اللبناني المتهم الذي كانت بريطانيا تطارده منذ 11 سنة عبر القارات، لقيامه في منتصف 1999 بقتل فتاة مغربية، حاصلة على الجنسية الكندية. وذكرت تقارير صحفية بأن الدوافع الحقيقية لإقدام يوسف أحمد وحيد على قتل فاطمة، البالغة من العمر 28 سنة يوم مقتلها، هو رغبته بسرقتها، طبقا لما كشفته تحقيقات أسكوتلنديارد من أرشيف التحقيق بشأنها، «لأنها كانت تملك 40 ألف دولار نقدا، مع حلي ومجوهرات بأكثر من 25 ألفاً، اختفت كلها بعد جريمة بشعة لجأ مرتكبها لتقطيع جثة ضحيته إلى أجزاء ممزقة بساطور، بعد 17 طعنة سددها في جسدها بسكين مطبخ». وكانت الشرطة البريطانية تصدر من حين لآخر بيانات عن الجريمة على مراحل للتذكير بمرتكبها وبجريمته، التي وصفت بإحدى أبشع جرائم القتل التي شهدتها العاصمة البريطانية في تسعينات القرن الماضي، من أهمها بيان واحد قبل 3 سنوات ورد فيه معلومات تفيد أن المتهم يتجول بحرية بين لبنان والسعودية والكويت، وأنه شوهد مرة في السعودية قبل 3 سنوات «ولكن بجواز سفر باسم مختلف»، من دون الإشارة إلى ما إذا كان الجواز مزوراً أم أصيلاً من وزارة الداخلية اللبنانية أو غيرها. وكان القاضي عدنان عضوم، المدعي العام التمييزي الأسبق في لبنان، ذكر بعد 3 سنوات من الجريمة، أنه لم يتسلم أي شيء من الشرطة البريطانية بخصوص وحيد، مضيفاً أن أسكوتلنديارد يملك شريط فيديو يظهر فيه القاتل وهو يحمل في مطار هيثرو الحقيبة السوداء نفسها التي عثروا بداخلها على جثة القتيلة مقطعة في مرآب السيارات بالمطار اللندني. كما ذكر وقتها أنه لا يستطيع القيام بأي خطوة «من دون مذكرة رسمية من بريطانيا عبر الإنتربول الدولي».