لا أفهم الضجة والرغوة التي تثار اليوم حول شامبانيا، يقال إن وزير التكنولوجيا الحديثة، قد احتساها أو دفع ثمنها من أموال الشعب. لا أفهم، أيضا، أن يتم التركيز على ثمنها، فهل تريدون شامبانيا الوزير، أن تكون بثمن الفقير؟ أستبعد، طبعا، أن يكون اعمارة احتسى الشامبانيا، وإذا كان قد فعلها، فقد تكون شامبانيا حلال. ثم ماذا تريدون، فهو كان في بلاد الكفار، وقد يبيح له ذلك تعطيل الفتوى بتحريم الشراب، ولو أنه طلب من بنكيران فتوى ما، فلا شك أنه سيقول له ما قيل أعلاه. ثم، «گاع، واش السي اعمارة غادي يصوم كل هذه السنين ويفطر على .. گروان أو بولبادر»؟ لابد من شامبانيا حلال لتمرير الخطاب. ولنتذكر ما أبدعه المسلمون في محاربة الغرب الكافر، في رمضان الماضي. فخلال الشهر المبارك، طرحت شامبانيا جديدة خالية من الكحول. والمشروب الجديد فوار، مثل الشامبانيا، خال من الكحول يستطيع المسلمون احتساءه في المناسبات السعيدة كمشروب حلال. أطلق عليه أصحابه شمحلال، أي شامبانيا حلال، ستمكن المسلمين والمسلمات، طبعا، من تنشيط الدورة العاطفية بالفرح، كلما كانت هناك مناسبة. وكما نشاهد سائقي السيارات الذين يربحون في السباق، يفتحون الشامبانيا، يمكن للمشاركين في سباق الجمال أو الخيول أن يفعلوا مثلهم وهم يرددون «شمحلال يا ابني، شمحلال..». ومن الصدف الدالة أن المشروب طرح في السوق خلال شهر رمضان، وحقق مبيعات كبيرة خلال شهر الصوم. وقال رشيد جاسم، مبتكر المشروب وموزعه، أن الفكرة جاءت بشكل طبيعي. فقد لاحظ، باعتباره مسلما ملتزما، أنه لا يوجد بديل للشامبانيا للكثير من المناسبات الخاصة التي يصادفها. وأضاف أنه يأمل في أن يصدر المشروب إلى دول إسلامية مثل الجزائر والمغرب والكاميرون والمملكة العربية السعودية والهند وباكستان وإيران... ويصنع المشروب في بلجيكا ويباع في المتاجر بثمن يقل عن مائة درهم، ويستهدف المناسبات الاحتفالية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى وحفلات الزفاف وغيرها. وأعتقد بأن هذا الحرص على الشامبانيا جاء من اعتقاد المسلمين بأن الشامبانيا ....أنثى. كما أنهم حاولوا أن يبدعوا الجعة حلال، لنفس السبب، ولا أعتقد بأن هناك محاولات جادة من أجل نبيذ حلال أو ويسكي حلال: اللهم إذا كانوا يعتبرون الشاي هو ويسكي الأمة المحلل شرعا! الشامبانيا من النوع الذي يحل للمسلمين أن يفتوا فيه بالاجتهاد. ولعل الذي لا يجتهد في الشامبانيا لا يمكنه أن يجتهد في غيرها. النقطة السوداء في القضية، بكل صدق، هو لجوء اعمارة إلى القضاء أو التهديد باللجوء إليه. مازال الوزير في بداية الطريق، وها هو يصل إلى القضاء، مع أول قطرة شامبانيا، قيل إنها أهرقت على بذلته. الصحافيون الذين كانوا في السابق يكتبون ما شاؤوا عن العديد من الوزراء، عليهم اليوم أن يتأملوا المشهد، وهم يرون وزيرا يتوجه إلى العدالة في قضية بوركينا فاصو، ليتأملوا وليذكروا بخير كل هؤلاء الذين كتبوا عنهم ما ليس فيهم، وما ليس ضدهم.. و.....تشين وتشين!