قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة «إن الدور الآيلة للسقوط بمدينة الدارالبيضاء، قد قررنا خلال اجتماع عقدناه مباشرة بعد سقوط منزلين بالدارالبيضاء وأزهقت فيه أرواح مواطنين أبرياء، قررنا هدمها بعد إفراغها من السكان الذين سنسكنهم بشكل مؤقت»، دون أن يحدد الكيفية أو الحلول المناسبة لهذا المشكل الاجتماعي الخطير والحساس وأكتفي بالقول «سنسكنهم مؤقتا في ما تيسر». وأضاف بنكيران في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني للحوار حول سياسة المدينة أمس بالرباط ، بحضور ممثلين عن القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية وشبه العمومية وفعاليات اقتصادية واجتماعية وأكاديمية، أضاف أنه سيتم إفراغ السكان وإن اقتضى الأمر بالقوة لأن الأمر يتعلق بأرواح مواطنين، مضيفا في سياق آخر أن المغرب قد فشل في سياسة مدن الصفيح. ومن جهته أكد هذا الأمر، نبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، في معرض رد على سؤال لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» خلال ندوة صحفية عقدها على هامش الملتقى، على «أن عملية إفراغ السكان من منازل مهددة بالسقوط تعرفها سائر الدول الديمقراطية، لأن القضية تتعلق بأرواح المواطنين وبالتالي فإننا كحكومة لا يمكن أن نبقى نتفرج وحياة المواطنين معرضة للضياع، لذلك من اللازم إسقاط هذه المنازل لأنها تشكل خطرا على أرواح المواطنين.» وبخصوص حلول لهذه الاشكالية الاجتماعية، أوضح بنعبد الله أنه «لابد من أن نتوفر على نص قانوني جديد يمكننا من التدخل العاجل وبشكل قانوني، ثم ضرورة إيجاد أداة للتدخل» دون تحديدها، بالإضافة الى وسائل مالية مهمة، لان الأمر يتطلب امكانيات هائلة على المستوى المادي. وأشار الى أن هناك تفكيرا في تخصيص جزء من هذه الأموال من الاعتمادات المخصصة لمدن الصفيح، أو أن الحكومة ستقدم إعانة مباشرة للأسر ليجدوا بأنفسهم حلولا، وبالتالي توفير امكانية التدخل في الموقع وإفراغ أحياء بكاملها من أجل إعطاء نفس جديد لها. كما طغى أسلوب المجاملة في خطاب كل من عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ونبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة في هذه الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني للحوار حول سياسة المدينة أمس بالرباط، اذ قال بنكيران في مستهل كلمته على أنه ينوه بإسماعيل العلوي الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية كأول من فاتحه في موضوع هذا اللقاء. حيث أوصاه على أمرين، الأول يتعلق سياسة المدينة، والثاني يهم التنمية القروية، وكان ذلك خلال زيارة مجاملة له بعد تعيينه رئيسا للحكومة. وأثرى بنعبد الله على رئيس الحكومة قائلا لقد «كنت مصيبا في الموضوع رغم تركيزك الكبير»، كما وقعت له فلتة لسان مرة أخرى، حين أراد أن ينطق «مدننا يجب أن تكون فضاءات للثروة فنطقها فضاءات للثورة» ويراهن هذا الملتقى الوطني للحوار حول سياسة المدينة على الخروج بمشروع المرجعية السياسية للمدينة لتكل مدخلا أساسيا لتصحيح الاختلالات التي تعرفها المدن المغربية التي تعرف نموا متسارعا لسكان المدن، حيث مرت نسبة التمدن من حوالي 8 في المائة في بداية القرن العشرين الى 62 في المائة ومن المتوقع أن تبلغ حوالي 70 في المائة في نهاية سنة 2012. كما حدد مشروع المرجعية السياسية للمدينة التحديات التي يجب رفعها المتمثلة في تحدي التنافسية في اطار العولمة، التحدي البيئي، ثم تحدي تعزيز التماسك الاجتماعي، بالإضافة الى تحدي ضبط نمو المدن وتحدي التكامل بين المدن ووظائفها داخل شبكة المدن.