في سابقة من نوعها.. المغاربة يساهمون في تحديد سياسة مدنهم من المتوقع أن يخلص الملتقى الوطني للحوار حول سياسة المدينة الذي تنظمه وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة يومه الأربعاء بالرباط إلى صياغة مشروع مرجعية مشتركة لسياسة المدينة يتملكها جميع المتدخلين من مؤسسات عمومية ومهنيين ومجتمع مدني. وقال نبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، في ندوة صحفية أول أمس الاثنين، خصصت لتقديم برنامج الملتقى الوطني، «إن الغاية من بلورة مشروع مرجعية مشتركة لسياسة المدينة هو التخطيط ومواكبة نمو مدن مستدامة مندمجة ومدمجة مواطنة وتشاركية متضامنة وعادلة ذات استقطابية وتنافسية». وأكد الوزير أن الملتقى الوطني للحوار حول سياسة المدينة يعد حدثا سياسيا بامتياز ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة وبرئاسة رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران سيعرف حضور قرابة 1000 مشارك، وهو مناسبة لتقديم الرؤية الاستراتيجية لسياسة المدينة، وقضايا الحكامة، والوسائل العملياتية للأجرأة والإجراءات التنظيمية، الكفيلة بتقديم حلول للإكراهات والتحديات المرتبطة بتنمية المدن. وأوضح المسؤول الحكومي أن الملتقى الوطني سيشكل إطارا مرجعيا لسياسة المدينة، يأمل أن يبلور آليات للتتبع والمراقبة من أجل إضفاء القيمة النظرية من أجل الوصول في أقرب وقت ممكن إلى تجارب نموذجية في بعض المدن أوفي بعض المناطق الحضرية لصبح بالتدريج لسياسة المدينة مضمون ملموس لدى عموم المواطنين. وأبرز أن مسلسل اللقاءات حول سياسة المدينة، الذي انطلق في أبريل الماضي حول موضوع «سياسة المدينة.. تشاور وبناء تشاركي من أجل أجرأة مستدامة» بتعاون وتنسيق مع مختلف المؤسسات والهيئات المعنية، فسح المجال لكل الفاعلين من سلطات محلية وجماعات ترابية وفاعلين جمعويين وجامعيين للمشاركة الفعالة في البناء المشترك لمرتكزات وطرق تفعيل الإستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة على مختلف المستويات الترابية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذا المشروع يأخذ بعين الاعتبار كافة الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية. ويعرف الملتقى الوطني للحوار حول سياسة المدينة مشاركة مسؤولين حكوميين ومنتخبين ومهنيين وخبراء وباحثين وفاعلين من مختلف الآفاق سيناقشون مجموعة من المواضيع ذات الصلة بسياسة المدينة والتي تشكل خلاصات اللقاءات التشاورية التي عرفتها مختلف جهات اللمملكة وساهم فيها المواطنون عبر المواقع الاجتماعية كالفايسبوك والتويتر، وذلك في سابقة من نوعها بالمغرب. هذا وسيتم برمجة هذه المواضيع ضمن ثلاثة ورشات موضوعاتية تهم بالأساس «سياسة المدينة: الرؤية والغايات والأهداف»، و«سياسة المدينة: أي منهجية للتفعيل»، و«أي حكامة لسياسة المدينة». كما سيسفر هذا الملتقى عن مجموعة من الخلاصات التركيبية التي ستشكل الأرضية النظرية والفكرية لبلورة مشروع المرجعية المشتركة لسياسة المدينة بهدف تعزيز دور المدن كمراكز لخلق الثروة وتحقيق النمو انطلاقا من روية مندمجة تقوم على مفاهيم الحكامة الجيدة والتشاور مع جميع الشركاء من مؤسسات ومسؤولين منتخبين وهيئات مهنية وفعاليات اقتصادية واجتماعية ومجتمع مدني.